أخبار وتقارير

رغم مرور أسابيع عديدة عن ظهوره، مازال الفيلم الوثائقي “الدولة الإسلامية” الذي أنتجته شركة “فايس نيوز” في الرقة، معقل

 رغم مرور أسابيع عديدة عن ظهوره، مازال الفيلم الوثائقي "الدولة الإسلامية" الذي أنتجته شركة "فايس نيوز" في الرقة، معقل تنظيم داعش في سوريا، يسيل الكثير من الحبر.


وفي الآونة الأخيرة، تكررت الاتهامات للموقع وأيضا للصحفي الذي أعد الفيلم، "بتبييض صورة" تنظيم داعش، و"التنسيق" معه، كما نشب جدل أخلاقي حول حدود مهمة الصحفيين في مناطق النزاع، زيادة على رفع قضايا أمام المحاكم في حق الموقع والصحفي.

والصحفي هو مدين ديرية وهو بريطاني-فلسطيني عرف بعمله في أخطر مناطق النزاعات الحربية حيث بثت تقاريره المصورة من قلب المعارك وتمكن من الوصول إلى أخطر المناطق في إفريقيا والشرق الأوسط ونجح في ربط الصلة بأخطر الحركات المتمردة والمنظمات الجهادية من جبال أفغانستان حتى سيراليون في غرب إفريقيا.

وصوّر الشريط الحياة اليومية في الرقة تحت حكم تنظيم داعش، وتنقل بين "مؤسسات الدولة الإسلامية" وكيف تطبّق أسلوبها بدءا من الصلاة والتدريب و"الحسبة" و"القضاء" وانتهاء بالسجون التي تديرها والتي زارها مدين ديرية.

لكنّ أصواتا ترددت متهمة موقع "فايس نيوز" ومنتج الشريط بأنهما تنازلا عن الشروط المهنية والأخلاقية للعمل الصحفي. ومنهم من اعتبر العمل دعائيا، بل إنّ الصحفي المعروف لوران فان در ستوك  مثلا قال الشريط يجعلنا "أحيانا نشعر أن تنظيم الدولة الإسلامية نفسه هو الذي يصور المشاهد هذا يعني انه لم يسمح إلا لصحافيين يشاطرونه عددا من القيم بدءا بالدين بالذهاب معه " إلى الميدان لتصوير الشريط.

لكنّ مدين، وفي حوار مع CNNبالعربية، نفى ذلك جملة وتفصيلا، قائلا إنّ " لا شك ان الحملة ان الحملة كانت كبيرة وأثّرت على عملي وحياتي الخاصة ومن المؤسف أن ينضم اليها صحفيين مرموقين ووسائل إعلامية لها ثقلها وكنت آمل من زملائي الصحفيين أن يقفوا معي ليس ضدي وأنا أواجه هذا الكم الهائل من الانتقادات واتهامات وصلت لحد العمالة للدولة الإسلامية وتسيير قضايا قانونية والتحريض ضمن صحف ومؤسسات ضدي ومنعي من دخول دول ."

وأضاف أنّه كان أول صحفي يلتقي جبهة النصرة وأيضا تنظيم داعش  كما أنه غطى الحروب في العراق وأفغانستان وسريلانكا، والحرب بين الجيش التركي وحزب العمال الكردستاني، وحروبا في عدة دول أفريقية، وأحداث سوريا وليبيا وفلسطينواليمن وجنوب السودان، وأضاف "فكرة العمل الوثائقي لم تكن حديثة وأنا سبق وعملت في العراق ولي دراية بالدولة والتقيتهم في أعمال أخرى مثل وثائقي سوريا وطن القاعدة الجديد. لذلك فقد كان الأمر يسيرا. واتهامي واتهام فايس نيوز بتقديم عمل دعائي هو عار عن الصحة تمام بل قدمنا عملا يظهر حالة مفقودة لا يعرفها أحد فقط من التحليلات والخيالات الصحفية والدعايات وحاولنا قدر الإمكان أن نكون محايدين."

وبسؤالنا عن معنى "قدر الإمكان" قال مدين "الحقيقة كلمة فضفاضة جدا… وتعرفون أنّ الضحية الأولى في النزاعات هي الحقيقة. وأعتقد أنه ما من أحد في الأرض يدعي امتلاكها والمهنية تقتضي أن تكون محايدا قدر الإمكان. قدر الإمكان بمفهومها الأقصى وليس الأدنى."

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى