رفض سياسيون وخبراء التهديدات المعلنة التى تقوم بها الادارة الامريكية لمصر اذا لم تتراجع عن موقفها فى قضية التمويلات الاجنبية
كتب – أسامة رمضان
رفض سياسيون وخبراء التهديدات المعلنة التى تقوم بها الادارة الامريكية لمصر اذا لم تتراجع عن موقفها فى قضية التمويلات الاجنبية بشأن تورط متهما امريكيا وهو ما تلوح امريكا بسببه بقطع المعونة الاقتصادية والعسكرية التى تقدمها لمصر وقال د. عمرو هاشم ربيع الخبير بمركز الاهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية أن استمرار المعونة الامريكية تحت ضغوط امريكا علينا لم يعد مقبولا لكن هناك تخوف كبير ليس فى جانب المعونات الاقتصادية ولكن فى الشق العسكرى حيث أنه كان يوفر معدات وقطع غيار للمركبات وفى هذه الحالة سيكون هذا غير متوفر وبالتالى سيمثل هذا خطورة كبيرة على الدولة المصرية وتسليحها .
وأشار هاشم ربيع الى أن الرئيس السابق مبارك كان فى منتصف الثمانينات يتحدث عن ضرورة تنويع مصادر التسليح وليس الاعتماد على جهة واحدة فى استيراد الاسلحة لكنه فشل ايضا فى ذلك ، لذا علينا دراسة الموقف جيدا ، لافتا الى أنه يتوقع اذا كان المجلس العسكرى قد فشل فى المجال السياسى لكنه بالتأكيد لديه خطة للخروج والابتعاد عن هذه الازمة .. متوقعا إنتهاء حالة الجمود فى التصريحات والعلاقات بين البلدين تأكيدا لمنطق المصالح المشتركة ولكن بعد التوصل الى صيغ مشتركة تحقق مصالح جميع الاطراف دون ان تجعلنا تابعين للامريكان .
ومن جانبه قال د. سيف عبد الفتاح أستاذ العلوم السياسية أن المشهد الحالى غامض للغاية لاننا لا نعرف لماذا استيقظ القائمون على ادارة البلاد فجأة ازاء هذه المواقف فجميعنا يعلم ان هناك تمويلات خارجية تأتى لهذه الجمعيات لكن يبدو ان النظام القائم حاليا ممثلا فى المجلس العسكرى يحاول استغلال التوقيت لاثبات انه غير تابع لاى جهة وان قراره مستقل ولا يرضخ لاى ضغوط وهو ما كشفت عنه اللغه الخطابية التى استخدمها فى بياناته الاخيرة .. مؤكدا ان هذه اللغة بمثابة لغة توريط وليس تعبير عن موقف باعتباره خط عام يتعلق بمسار العلاقات مع واشنطن وبالتالى هذا الموقف يقوم على الانانية من جانب القائمين على ادارة البلاد .
ولفت عبد الفتاح الى ان هذه الازمة اكدت ان عمل منظمات المجتمع المدنى ستشهد تغييرا كبيرا فى مصر خاصة فيما يتعلق بنواحى التمويل ، معتبرا ان الحديث حول قطع المعونة مراهقة سياسية
أما د. أحمد السيد النجار الباحث الاقتصادى فقال ان الاستمرار فى تلقى المعونة الامريكية بعد الثورة يعد عبثا فمصر لا تحتاج اليها ، فالمعونة العسكرية جعلت مصر تابعة للولايات المتحدة كما انها تراعى ان تحافظ على ان تظل قدرات مصر اقل من اسرائيل ، واذا كان هناك ذرة كرامة وطنية لدينا فعلينا ان نتخلى عن المعونة .
وأشار النجار الى أن 1.2 مليار دولار تقدمها امريكا لمصر لا تمثل اكثر من 7.2 مليار جنيه فى حين ان الناتج المحلى المصرى يصل الى 1570 مليار جنيه وبالتالى فانها سهلة التعويض .
وأشار د. شريف دلاور الخبير الاقتصادى إلى أن القدر الغالب على هذه المعونة تستغله الشركات الأمريكية لانها تشترط الإستعانة بالخبراء والشركات الأمريكية، لذا فإن ما تقدمه واشنطن تأخذه بأكثر منه لكنه لا يمكن ان ننكر ان المعونة افادت مصر فى بعض المجالات المحدودة ، مؤكدا ان أى اقتصاد يمكنه ان يبنى نفسه من خلال موارده الذاتية والتى ستغنيه فى وقت ما عن أى معونات وعلينا استغلال هذه الموارد جيدا .