ستجد دائما فى كل العصور التاريخية أن هناك جماعات قامت بتهديد شعوب مسالمه وهددتهم و روعتهم و عذبتهم و سجنتهم
كتب ـ حسين قاسم :
ستجد دائما فى كل العصور التاريخية أن هناك جماعات قامت بتهديد شعوب مسالمه وهددتهم و روعتهم و عذبتهم و سجنتهم بل و استباحت دمائهم و الدوافع دائماً ما تكون متشابهه ، إما لكسب الرزق على طريقة فتوات القاهرة قديماً ، أو للوصول الى السلطة ، أو للتبشير عن ديانة أو معتقد ، أو لتصفية خصوم حاكم ضاق بهم ، و الأمثلة التاريخية كثيرة جدا ، جماعة الكوككلاس كلان الإرهابية الأمريكية ، الجماعة الإرهابية ألماينهوف فى ألمانيا ،جماعة الألوية الحمراء فى إيطاليا ، جماعة الحشاشون التي ظهرت فى العصر الفاطمي بقيادة مؤسسها حسن الصباح و التى كان لها ممارسات دموية تجاه من يختلفوا معه فكرياً و عقائدياً ، و التى انتهت و طوى التاريخ صفحتها و إن كان لها زيول تسللت الى التاريخ الحديث لكى لا تفوت عصرا من العصور إلا و يكون لها بصمتها الدموية و على الرغم من انتهاء عصر جماعة الحشاشون منذ أكثر من سبعمائة عام إلا أن من يشاهد و يراقب ما يحدث فى مصر فى الاونه الاخيرة سيعرف أن هذه الافكار و المعتقدات لا تموت طالما أن لها مريدين يسمعوا و يطيعوا سيدهم دون نقاش أو تفكير .
نبذه عن الحشاشون :
الحشاشين: طائفة إسماعيلية فاطمية نزارية ، انشقت عن الفاطميين أواخر القرن الخامس الهجري لتدعو إلى إمامة نزار بن المستنصر بالله ومن جاء مِن نسله، أسسها الحسن بن الصباح الذي اتخذ من قلعة آلموت في فارس مركزًا لنشر دعوته وترسيخ أركان دولته.
وقد تميزت هذه الطائفة باحتراف القتل والاغتيال لأهداف سياسية ودينية متعصبة. وكلمة الحشاشين: Assassin دخلت بأشكال مختلفة في الاستخدام الأوروبي بمعنى القتل خلسة أو غدراً أو بمعنى القاتل المحترف المأجور.
حسن الصباح ينشأ جماعة الحشاشون:
كان والد حسن شيعياً، لكنه تظاهر بأنه سُنى، أرسل ابنه إلى نيسابور لتلقى العلم، قابل حسن الصباح كل من عمر الخيام، ونظام الملك، و صاروا أصدقاء واتفق الثلاثة على أن أي واحد منهم يصل لمنصب مهم، عليه أن يساعد زميليه، فلما أصبح نظام الملك وزيراً للسلطان السلجوقي، استدعى حسن وجعله كاتباً في البلاط، ولكن كانت نهاية هذا الوزير على يد أحد الحشاشين بإيعاز من حسن الصباح، لأنه اختلف معه، فكان نصيبه خنجراً في غرفة نومه .
أراد حسن الصباح تأسيس دولة في إيران، فبدأ بالاستيلاء على أقوى القلاع، وهى: قلعة الموت، وبخطة، ذهب متخفياً كنائب عن حسن الصباح، وعند مقابلة قائد القلعة كشف عن نفسه، فاستسلم القائد بعد أن عرف أن جنوده مع حسن الصباح، استولى حسن على القلاع المجاورة، وأعلن عن قيام الدولة الإسماعيلية في إيران، ودعا للإمام المستنصر إماماً.
كان حسن يقدم الحشيش لأتباعه، كما كان يقدم الخمر، النساء الجميلات، الزهور، والورود، وكل هذا في حدائق غناء، وبعد أن يفيقوا، كان حسن الصباح يوحى إليهم أنهم كانوا في الجنة التي سيكونون فيها لو استشهدوا بناء على أوامره و كان من هذا المنطلق كان يطلب منهم بعد ذلك إن أرادوا خلوداً في الجنة التي أذاقهم جزءاً من نعيمها أن ينفذوا ما يطلبه منهم شيخ الجبل "وهذا هو لقبه الخاص" دون إستفسار أو تردد، ومن أبرز تلك الأعمال الاغتيالات المنظمة للشخصيات التي كان يحددها لهم سلفاً والتضحية بالنفس في سبيل ذلك أو في سبيل أن لا يفشي سراً من أي نوع كان، ومن ثم فقد نشأوا على تنفيذ أوامره وأوامر القيادات الأخرى فوراً بدون إدراك أو تساؤل عن عواقبها باعتبارها واجباً جهادياً لا يعذر الفرد منهم بالتساؤل عن جدواه فضلاً عن وجوب تنفيذه، يروي برنارد لويس، صاحب كتاب "الحشاشون" كيف أراد حسن الصباح أن يشهد أحد زواره على ولاء أتباعه، فأمر واحداً منهم بالقفز من قلعة الموت، فقفز سعيداً لأنه ذاهب إلى الجنة .
استسلم الحشاشون للظاهر بيبرس 1273م بعد أن اغتالوا الآلاف، وروعوا الناس بالإرهاب والدماء.