سقط مساء اليوم الاثنين قتيلين في تجدد الاشتباكات في الشمال اللبناني بمدينة طرابلس، ونقل أن الطرقات قطعت من قبل المتظاهرين
سقط مساء اليوم الاثنين قتيلين في تجدد الاشتباكات في الشمال اللبناني بمدينة طرابلس، ونقل أن الطرقات قطعت من قبل المتظاهرين حول ساحة عبد الحميد كرامي.
وكانت طرابلس قد شهدت اشتباكات ليل أمس الاحد وصباح اليوم الاثنين بعد هدوء حذر نهاراً أعقب اشتباكات اسفرت عن سقوط اربعة قتلى وقرابة خمسة وعشرين …جريحاً.
و استخدمت اسلحة ثقيلة في الاشتباكات اضافة الى الرشاشات المتوسطة.
ويذكر أن مدينة طرابلس لم تشهد اشتباكات بهذا العنف منذ مدة طويلة وان القصف والاشتباكات شملت محاور الملولي والبداوي والمنكوبين وجبل محسن عند الجهة الشمالية لطرابلس.
من جهته أمهل الجيش اللبناني المسلحين في المدينة بوجوب اخلاء السوارع خلال ساعتين، وأن قيادة الجيش قررت استقدام تعزيزات إضافية لفرض الأمن و إعادة الهدوء.
في حين قال الحزب العربي الديمقراطي ان شخصاً قتل واصيب سبعة آخرون اصيبوا بجروح في منطقة جبل محسن.
ونقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن مصدر أمني لبناني "أن اربعة عشر شخصاً بينهم إمرأة وعدد من الاطفال وعنصران من الجيش اللبناني أصيبوا في الاشتباكات التي وقعت ليل الاحد الاثنين".
وأفادت الوكالة الوطنية اللبنانية للاعلام " أن ألسنة النيران تندلع من أحد المباني المطلة على منطقة المكنوبين، فيما ازدادت حدة الاشتباكات والتوتر على محور الريفا – جبل محسن، وسجل سقوط عدد من القذائف الصاروخية".
وأضافت أن" الحركة الاقتصادية والاجتماعية في طرابلس والميناء والبداوي وجوارها شلت، وارتفعت أكوام النفايات في الاماكن المخصصة لها نظرا الى عدم تمكن عمال الشركة الملتزمة من رفعها بسبب الوضع الأمني".
كما قتل الشاب حيدر الراشد جراء إصابته من على شرفة منزله في وادي النحلة – البداوي أثناء الاشتباكات ليلا،كما أفادت أن في المستشفى الاسلامي في طرابلس 45 جريحا أحضر آخرهم منذ قليل ويدعى زكريا طيبا "مواليد 1995" ويخضع لعمليات جراحية.
الى ذلك اشار بيان للجيش اللبناني الى أنَّ دورية من الجيش تعرضت أثناء قيامها بفتح الطريق الرئيسي بين محلتي باب التبانة وجبل محسن لإطلاق نار من عناصر مسلَّحة ما ادى الى جرح عسكريين وإصابة بعض الآليات بطلقات نارية،واشار البيان الى ان قوى الجيش ردَّت على مصادر النيران بالمثل، وهي تعمل على معالجة الوضع وملاحقة الفاعلين.
من جهته إستنكر الحزب العربي الديموقراطي الاحداث التي حصلت في مدينة طرابلس،واعتبر أنَّ ما تشهدَه عاصمة الشمال يحصل بتنسيق بينَ القوى السلفية والاصولية مع قوى 14 آذار لجر منطقة جبل محسن لمعركة مع اهلها في المدينة،وناشد الحزب العربي الديموقراطي رئيسي الجمهورية والحكومة وقيادةَ الجيش لإنهاء هذه التحركات وتوتير الاوضاع.
بدورها نعت قيادة الجيش العريف فيصل عبد الله حسين، الذي اسُتشهد في مدينة طرابلس من جراءِ تبادل إطلاق نار بين المسلحين، أثناء إنتقالِ من مركز عمله في البقاع إلى بلدته عين الزيت في عكار.
الشهيد حسين من مواليد العام 1976، تطوّعَ في الجيش عام تسعة وتسعين، وحائز وسامَ التقدير العسكري وتنويهَ قائد الجيش وتهنئتَه عدّةَ مرات، وهو متأهلٌ وله ولدان.
وبموازة ذلك، شيعت عائلةُ آل عبيد وأهالي بلدةِ برقايل في قضاء عكار الشاب عيسى علي عبيد البالغَ من العمر 17 عاماً، والذي قُتل فجرَ امس بمدينة طرابلس.
وأثناء التشييع، حضرَ الشيخ داعي الاسلام الشهّال يرافقُه الشيخ بلال دقماق، وحصلت مشادات كلامية بينَ اهالي برقايل وكل من الشهال ودقماق انتهت الى رفضِ اقرباء عبيد ان يؤم الشهَّال الصلاة على فقيدهم.
هذا وقد نقل الانتقاد بياناً صدر عن "لقاء الجمعيات والشخصيات الإسلامية" في لبنان استنكر من خلاله استهداف الجيش اللبناني والاعتداء عليه من قبل بعض الزمر المسلحة والخارجة على القانون في مدينة طرابلس والشمال.
وناشد اللقاء الرؤساء والمسؤولين السياسيين اللبنانيين كافة، التدخل السريع لوضع حد نهائي لما يحصل في طرابلس من مأساة كارثية مستمرة منذ أكثر من ثلاثة عقود"، مطالبا "الجيش والأجهزة الأمنية المختصة "بالضرب بيد من حديد وملاحقة واعتقال ومحاسبة جميع المخلين بالأمن، لأي جهة انتموا.
وأكد اللقاء على ان "الجيش اللبناني ضمانة الأمن والاستقرار في البلاد، وألاعتداء عليه، هو اعتداء على كل لبنان بكل طوائفه".
يأتي ذلك بالتزامن مع إصدار وزير المال اللبناني محمد الصفدي بياناً قال فيه أنه "مصر كل الاصرار على معرفة ملابسات دخول عناصر من الأمن العام لأحد مكاتبه في طرابلس بصورة غير قانونية، كما أنه مصر على محاسبة من اتخذ القرار باستعمال اسمه في استدراج السيد شادي مولوي إلى مكتب الخدمات الاجتماعية في ساحة النور".
وكان رئيس الحكومة البنانية نجيب ميقاتي قد ترأس إجتماعاً في دارته في طرابلس، شارك فيه الوزيران فيصل وأحمد كرامي، ومفتي طرابلس والشمال الشيخ مالك الشعار، إضافةً إلى فاعليات أمنية وعسكرية.
وأكد ميقاتي أن أمن طرابلس خط أحمر، ولا غطاء سياسياً لأي مخل بالأمن بالإتفاق مع كل القوى السياسية، وشدد على دعمِ اي تدابير يتخذها الجيش اللبناني.
وفي السياق ذاته عقد المجلس الاعلى للدفاع اجتماعاً له في قصر بعبدا برئاسة رئيس الجمهورية اللبنانية العماد ميشال سليمان،وكان الرئيس سليمان دعا المجلس الى اجتماع عاجل لبحث التطورات الامنية التي تشهدها مدينة طرابلس منذُ ظهر السبت.
يذكر أن رئيس الحكومة نجيب ميقاتي أعلن بالتوافق مع الأفرقاء كافة، رفع الغطاء السياسي عن كل مسلح وكل مخل بالأمن في لبنان.