أخبار وتقارير
على بعد نحو 150 كلم جنوب شرق تلعفر في العراق، تخلو الساحة التي نصبت فيها خيم لاستقبال النازحين إلا من
على بعد نحو 150 كلم جنوب شرق تلعفر في العراق، تخلو الساحة التي نصبت فيها خيم لاستقبال النازحين إلا من قوات الأمن والطاقم الطبي و4 مدنيين، بعد أسبوع من بدء القوات العراقية هجومها على تنظيم داعش في أكبر أقضية البلاد.
في منطقتي بادوش والبوير الواقعتين على الطريق الواصلة بين تلعفر ومدينة الموصل التي استعادتها القوات العراقية قبل نحو شهر ونصف الشهر في شمال العراق، أنشأت السلطات العراقية، مخيمين لإيواء الهاربين من آخر أكبر معاقل تنظيم داعش في محافظة نينوى.
وبدأت القوات العراقية فجر الأحد الماضي عملياتها العسكرية لاستعادة السيطرة على تلعفر والمناطق المحيطة بها، بمشاركة الجيش والشرطة الاتحادية وقوات مكافحة الإرهاب مدعومة من فصائل الحشد الشعبي في معظم المحاور.
وحققت تلك القوات تقدماً سريعاً في الأحياء، وتأمل بالسيطرة الكاملة على المدينة قبل عيد الأضحى الذي يحتفل به في 2 من سبتمبر في العراق.
حركة نزوح ضعيفة
لكن رغم انطلاق العمليات، لا تزال حركة النزوح تحت سقف التوقعات بكثير.
ويقول العميد الطيار جبار مصطاف حسون من الفريق المشترك لإجلاء وإغاثة النازحين إن "أعداد المدنيين الذين كانوا موجودين في تلعفر قبل بدء العمليات يتراوح بين 70 و90 ألفاً، قبل 10 أيام كان معدل النزوح بين 4 إلى 6 آلاف شخص يومياً".
ويضيف "بعد بدء عمليات التحرير، قل النزوح إلى معدلات منخفضة جداً، ما بين 150 و200 شخص، وأحياناً 50".
وكانت المفوضية العليا للاجئين أعربت بداية الأسبوع الحالي عن قلقها من نزوح آلاف المدنيين من تلعفر، مشيرة في بيان إلى أن هناك استعدادات جارية لاستقبال 22 ألف شخص.
يشير حسون إلى أن "لا أسباب معينة لذلك، ولكن أهالي تلعفر بدأوا بالنزوح منذ معارك غرب الموصل، أعتقد أن الموجودين في تلعفر هم نحو 160 عائلة ولكن كلهم من المقاتلين والمهاجرين في تنظيم داعش".
في ظلّ خيمة مثبتة على 4 أعمدة، يحتمي عيسى عبيّد حسن (72 عاما) من حرارة الشمس الحارقة.
ويقول صاحب اللحية البيضاء "نزحت منذ يومين من قرية الخان قضاء تلعفر، أصلي من حي الجزيرة، ولكن انتقلت إلى الخان قبل عامين، لم نكن مرتاحين، كان الأمر أشبه بحصار".
بقي حسن وحده في البلدة، بعدما نزحت زوجاته الأربع منذ فترة إلى مخيم حمام العليل جنوب الموصل.
يوضح راعي الأغنام ورب الأسرة المكوّنة من 32 فرداً أنه نزح من البلدة بعدما باع أغنامه، مشيراً إلى كيس بقربه وضع فيه النقود.
نزح حسن مشياً، حاله كحال حسن علوان فرهاد الذي انتقل من الحويجة في كركوك إلى الموصل، ثم إلى تلعفر.
يقول فرهاد "أتيت إلى منطقة العلولية في تلعفر من أجل ابنتي التي كانت متزوجة من راعي أغنام هناك، بعدما سجنه الدواعش بتهمة تهريب عائلات".
ويضيف الرجل الأربعيني الذي سجنه تنظيم داعش بسبب تدخين السجائر "لم نتمكن من الهروب من ناحية النهر، كانوا يقتلون كل من يحاول الفرار من هناك، أعتقد بوجود مدنيين داخل المدينة، لكن الدواعش يحتجزونهم أو ينقلونهم إلى مناطق أخرى محيطة".
قرب خيمة الاستقبال، يجلس الطبيب عمر عامر من منظمة داري المدعومة من منظمة الصحة العالمية إلى جانب مستوصف مستحدث.
يقول عامر "نحن هنا من أسبوعين، استقبلنا خلال الأيام الأولى عائلات تصل أعداد أفرادها إلى 150 شخصاً، لكن بعد ذلك تضاءلت الأرقام".
يوضح الطبيب الشاب "وصلتنا حالات صعبة كانت تحتاج إلى مستشفيات، منها إصابات في انفجارات وسوء تغذية وهناك وفيات وصلتنا أيضاً".
لكن مع فراغ الخيم من ساكنيها، يؤكد عامر أن الحديث يجري عن أعداد مرتقبة من النازحين، "لا نعلم شيئاً، نحن مستعدون وننتظر".