عميل مزدوج قد يقود مخابرات امريكا وبريطانيا والسعوديه الي القبض علي العسيري
في الصنداي تلغراف مقال كتبه فيليب شيرويل من نيويورك، يقول فيه إن مسؤولي تنظيم القاعدة كانوا على قناعة بأن العميل المزدوج البريطاني الذي كشف مخطط قنبلة الملابس الداخلية نشأ في "أسرة متشددة إسلامياً".
وأضاف كاتب المقال أن قريباً للعميل كان مقرباً من مسؤولين في تنظيم القاعدة في جزيرة العرب نصحهم به، وفقاً للاستخبارات الأمريكية.
ولفت شيرويل الى ان جواز السفر البريطاني للعميل المزدوج جعله جذاباً للتنظيم، بهدف تجنيده لشن عملية انتحارية باعتبار أنه من السهولة له أن يسافر الى الولايات المتحدة.
وكان المتخصصون بالامور الاستراتيجية في تنظيم القاعدة في جزيرة العرب على قناعة بأنه مستعد فعلاً لتفجير نفسه على متن الطائرة نظراً الى جذور أسرته.
وولد هذا العميل في الشرق الاوسط لكنه انتقل مع اسرته الى اوروبا بحماية من الاستخبارات الغربية، وحصل على الجنسية البريطانية.
وقال دان غور، وهو مستشار في وزارة الدفاع ونائب رئيس معهد ليكسينغتون لبحوث الأمن القومي: "لقد نظر تنظيم القاعدة إليه، على ما يبدو، على أنه ينتمي الى أسرة جيدة، وهذا يعني أنهم اعتقدوا أن النزعة إلى التشدد الإسلامي أمر موروث لديه".
وعلم تنظيم القاعدة في جزيرة العرب أن وكالة الاستخبارات السعودية، التي تعامل معها العميل، كانت تحاول التسلل الى مجموعة حتى تطلع على أسماء المتطوعين الأجانب، بمساعدة مصادر من المجتمع البريطاني "الإسلامي المتطرف".
وسلم الرجل نسخة أكثر تطورا من قنبلة الملابس الداخلية التي حاول عمر فاروق عبد المطلب، وهو نيجيري درس في لندن، تفجيرها على متن طائرة فوق مدينة ديترويت عشية عيد الميلاد من العام 2009.
لكن العميل المزدوج عمد عوضاً عن ذلك الى تسليم اللباس الداخلي المفخخ الى الاستخبارات السعودية، ويتم حالياً تحليله من قبل مكتب التحقيقات الفدرالي (أف بي آي) في مقاره في كوانتيكو بولاية فرجينيا. ويعتقد ان القنبلة تحمل توقيع زعيم تنظيم القاعدة في جزيرة العرب الخبير في صنع القنابل، إبراهيم حسن العسيري.
وتناولت الصنداي تايمز الموضوع نفسه تحت عنوان "أخطر رجل في العالم"، في اشارة الى إبراهيم حسن العسيري.
وجاء في مقال خاص، أفردته الصحيفة في صفحة كاملة، ان العميل المزدوج هو شاب من أصل سعودي عاطل عن العمل في منتصف العشرينيات من العمر او اواخرها، وأنه نزع إلى التطرف في بريطانيا ومدينة اوروبية ثانية، ثم جرى تجنيده في الاستخبارات السعودية خلال زيارة قام بها الى وطنه الام.
ولفتت الصحيفة الى ان العملية كان من المفترض ان تبقى سرية. لكن انتشار نبأ "شجاعته" وابلاغه الاستخبارات السعودية بالأمر، الذي اغضب الاستخبارات البريطانية التي كانت تعمل مع السعوديين عليه، جاء بعد غارة جوية شنتها طائرة أمريكية دون طيار تابعة للاستخبارات الأمريكية أدت الى مقتل المسؤول في القاعدة في جزيرة العرب فهد القصع الاحد الماضي.
واستندت الغارة على معلومات حصلت عليها الاستخبارات من العميل المزدوج. لكن يبقى العسيري (30 سنة) من تسعى واشنطن الى التخلص منه.
ويحاول العسيري، وهو ابن ضابط في الجيش السعودي، التوصل في مرحلة لاحقة الى زرع المتفجرات في جسد حاملها عبر عملية جراحية، ونظر أيضا في مسألة تفخيخ قطط وكلاب.