تعليم-وتنمية

عندما أعلن مجلس الوزراء عن تأجيل استئناف الدراسة بالمدارس، انطلقت الاحتفالات بين الطلاب على صفحات “فيسبوك” و”تويتر”، في تعبير يؤكد

عندما أعلن مجلس الوزراء عن تأجيل استئناف الدراسة بالمدارس، انطلقت الاحتفالات بين الطلاب على صفحات "فيسبوك" و"تويتر"، في تعبير يؤكد مدى عزوفهم عن الذهاب إلى المدرسة، وكأن الطالب حصل على حكم "البراءة" من حكم بالسجن كان ينتظره، إن عاجلًا أم آجلًا.

ربما مرت فرحة الطلاب بتأجيل الدراسة، على مسئولى وزارة التربية والتعليم مرور الكرام، دون التوقف أمام هذه "الفرحة" لاستبيان أو محاولة البحث عن سبب الفرحة من تأجيل بدء الدراسة.

وفي حكم الحياة العملية، فإن الفرحة من شيء، تعني أن الشخص السعيد بشيء، ربما يكون "كارهًا" للشيء المناقض له، بمعني أن الطلاب لا يرغبون في الذهاب إلى المدرسة، مما يؤكد أن هناك شيئًا ما خطأ.

ويرى مراقبون للعملية التعليمة، أن كراهية نسبة كبيرة من الطلاب للمدرسة، ما هو إلا مؤشر خطير يكشف مدى تراجع أهمية المدرسة بالنسبة للطالب قبل المعلم.. وهنا تكمن الخطورة الأكبر عندما يكون الأمر متعلقًا بكراهية الطالب للمدرسة، لأن غالبية المعلمين في كلا الحالات، يعملون في الدروس الخصوصية، والبعض الآخر ينتظر راتبه في نهاية الشهر، ولن يتوقف هذا الراتب، سواء تأجلت الدراسة أو لا.

غير أن فرحة الطلاب بتأجيل الدراسة، لم تكن بالأمر المستجد على المجتمع، بل إن ذلك يظهر جليًا، عندما زادت حالات التغيب عن الدراسة، فضلًا عن أن الطالب نفسه ينتظر "الحصة الأخيرة" من اليوم الدراسي بفارغ الصبر، وفي المقابل تعتبر وزارة التعليم أن هذا الأمر لا يستحق التوقف أمامه.

لم يكن ذلك غريبًا على مسامع الدكتورة بثينة عبد الرءوف رمضان، مدرس أصول التربية بمعهد الدراسات التربوية، جامعة القاهرة، عندما سألناها عن رؤيتها في هذه الظاهرة، قالت إنها ربما تكون عالمية، لكن الفارق بين مصر والدول الأوروبية، أن هناك من يبحث عن سبب هذه الكراهية ويحاول تلافيها.

لكن بوابة الأهرام تطرح عدة تساؤلات، مازالت تبحث عن إجابات مقنعة، ومن بينها: هل تمتلك وزارة التعليم آلية إجراء استطلاع رأي للطلاب حول أسباب كراهيتهم للمدارس بهذا الحد؟. على أن يتم نشر هذه الأسباب على الرأي العام، مع دراسة كل سبب على حدة، ومعالجته وفقًا لما يتناسب مع مطالب التلاميذ.

ومن المتعارف عليه، فإن أي طالب لا يحب الالتزام بشئ معين يوميًا، وهو الذهاب إلى المدرسة، وتطبيق الواجب المدرسي عقب عودته للمنزل، فضلاً عن كون المدارس ليس بها ما يشجع الطالب على الحضور، سواء كانت أنشطة أو ملاعب أو مزايا ترفيهية، حسبما تشرح د. بثينة.

ومن غير المنطقي، أن يذهب الطالب إلى المدرسة، وهو يعرف أنه لن يجد له مكانًا يجلس عليه داخل الفصل، أو أنه ربما يجلس على الأرض، بسبب ارتفاع الكثافة بالفصول، فضلاً عن مخاوفه من التعرض للضرب من المعلم، لأنه لم ينته من واجبه المدرسي في المنزل، وذلك حسب رأي د. بثينة.

خلاصة الأمر.. أن الفرحة التي انتابت طلاب المدارس، بعد تأجيل الدراسة، سواء في المرة الأولى أو الثانية، تحتاج إلى وقفة جادة من وزارة التعليم.. فكيف تنتظر الحكومة أن يخرج من المدرسة طلاب ذوو شأن في المستقبل، وهم كارهون للمدرسة من الأساس.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى