فن

فى يوم 8 سبتمبر 1986، عرض أولى حلقات البرنامج الحوارى الأول للمذيعة الأمريكية “أوبرا وينفرى”، التى تعد من أبرز الشخصيات


 
كتب: محمد مجدى 

فى يوم 8 سبتمبر 1986، عرض أولى حلقات البرنامج الحوارى الأول للمذيعة الأمريكية  "أوبرا وينفرى"، التى تعد من أبرز الشخصيات النسائية المؤثرة فى العالم بشكل عام، وفى هذه المناسبة نقدم لكم حياة اوبرا وينفرى من الفقر والمتاعب الى الشرة والنجاح 







ولدت في 29 يناير عام 1958م بولاية الميسيسبي في الولايات المتخدة لأسرة شديدة الفقر، لمراهقين لم يتزوّجا، ولم يعيشا قصة حبّ، بل آلتقيا مرة واحدة، وأقاما علاقة جنسيّة، ثمّ انفصلا، والدها Vernita Lee كان حلاقاً بالإضافة إلى عمله ببعض الاعمال التجارية الصغيرة، والدتها Vernon Winfrey كانت تعمل في خدمة البيوت.




اوبرا  أثناء طفولتها
 عاشت اوبرا   طفولتها في عائلة فقيرة جداً، وتربّت مع جدّها وجدتها في الميسيسيبي، حتى أصبحت في السادسة من عمرها، وكانت ترتدي أثوابًا مصنوعة من أجولة البطاطس؛ مما كان يعرضها لسخرية الأطفال من سنها.

وبعد دخولها روضة الأطفال، رأت مدرسّة اوبرا أنها لا تُشبه باقي الأطفال، ولا تنتمي إلى بيئتهم، فطلبت من المدير نقلها إلى الصف الأوّل، لأنّ نسبة ذكائها تؤهلها للحلول في صف الروضة الأولى.

وفي المدرسة  حصلت اوبرا  على لقب الطالبة الأكثر شعبية، نظراً إلى علاقتها الجيّدة بجميع الأساتذة والتلاميذ والزملاء، كانت في هذه الفترة من أكبر المعجبات بالنجم العالميMichael Jackson، وكانت تسعى  دائماً على حضور حفلاته الغنائية، بالرغم من وضعها الماديّ السيئ.

وعندما بلغت الثانية عشر من عمرها أنتقلت للعيش مع امها، وفي سنّ الرابعة عشر تعرضّت للتحرش الجنسيّ والإغتصاب على يد أحد أقاربها.

وكان لهذه الأحداث المأساوية تاثير مباشر على حياتها، حيث أدمنت في فترة من حياتها خلال مراهقتها، على تناول الحبوب المخدّرة والمهلوسة، وتطوّر بها الأمر إلى حدّ تعاطي الهيرويين والكوكايين.

أرادت والدتها والتى فقدت السيطرة عليها، وعلى تصرفاتها الخارجة عن الحدود حينها، أن تتخلص من مسئوليتها وترسلها الى أحدى دور الرعاية والتأهيل، فأُرسلتها إلى مركزl لإعادة تأهيل الأحداث، ولكن لحسن حظ اوبرا لم يتوفر لها مكان. فقررت والدتها أن ترسلها للعيش مع والدها رجل الأعمال في ناشفيل، ,الذي قام بتعليمها و تأديبها تأديبًا صارمًا، وتحت قبضته الحديدية تغيرت حياة اوبرا ، وتنقلت ما بين منازل لوالدها عدة وجدتها وأقربائها.



وعلى الرغم من عائلتها المفككة والظروف الإقتصادية والإجتماعية الطاحنة، قررت أن تستمر في تعليمها
وتمكنت من التفوق والنبوغ في دراستها على جميع زملائها، إلى أن أصبحت من أوائل الطلاب الأمريكيين ذوي الأصل الأفريقي، الذين يدرسون في جامعة الولاية من خلال منحة تعليمية، لتحصل على بكالوريوس في الفنون المسرحية.

كما حازت أثناء دراستها على لقب Miss Black Tennessee ، لتجذب إليها الأنظار، ويسند إليها العمل كمراسله في محطة إذاعية محلية WVOL، ليبدأ مشوارها الإعلامي وحياتها المهنية وهي في سن السابعة عشر، حينما دخلت إلى الإذاعة.


 وبعد ذلك وهي في عمر التاسعة عشر أنتقلت للعمل في تلفزيون Nashville، وقيل حينها إنها أصغر مذيعة في تاريخ المحطة، عانت من الفشل في أوّل مسيرتها، و ففصلها من النشرة

 عام 1982م، كانت تشارك في تقديم الأخبار للتلفزيون المحلي في بالتيمور، ماريلاند، ومن ثم أعجب بها المسؤولون في محطة “دبليو إل إسWLS ” في شيكاغو، والتى تعد ثالث أكبر مدينة إعلامية في أمريكا، وطلبوا منها الحضور للقيام بتجربة الأداء لبرنامج طبخ..

ومع أنها لم تكن تعرف أي شيء عن الطبخ والوصفات، إلا أن هذا لم يصدها، وكان من الطبيعي أن تشعر بالخوف من قبول عمل غير مألوف بالنسبة لها، لكنها تخطت ذلك عن طريق قدرتها الدائمة على مواجهة مخاوفها.


ثم ذهبت لقناة ABC العالمية؛ لتعرض عليهم تبني برنامج طبخ خاص بها، غير أنهم رفضوا، ففي تلك اللحظة شعرت بالإستياء الشديد، ولكنها لم تدع ذلك يعيق تقدم حياتها، حيث أنها لم تسمح لأحد بتصغير حلمها.

وبحلول عام 1985م كانت خطوات Oprah تتجه نحو أن تصبح ممثلة، وذلك بعد أن شاركت في دور رئيسي في فيلم المخرج الكبير “ستيفن سبيلبيرج” “اللون الأرجواني” الذي رُشّح لتسع جوائز أوسكار، وبعدها نالت أوبرا العديد من العروض السينمائية والتلفزيونية.


 
انقلبت حياتها  بعد أن بدأت عام 89 تقديم البرنامج الأشهر على مستوى العالمOprah Show» »، وهو برنامج يومي بدأ بتسليط الضوء على القضايا الإجتماعية التي تهم المجتمع الأمريكي، وحقق نجاحاً استثنائياً بفضل الحضور الطاغي لمقدمته وطريقة حوارها، لتصبح نموذجاً إعلامياً هاماً على مستوى العالم.

وفي أوائل التسعينات تحولت جميع البرامج الحوارية لتقديم مضمونًا تافهًا بإستثناء برنامج اوبرا  حيث زادت شهرة البرنامج ،وتحول مع الوقت كجزء أصيل من الثقافة الشعبية الأمريكية، ويتصل بكل تفاصيل حياتهم، لتصوّراوبرا  عدة حلقات تاريخية مع نجوم ورموز المجتمع الأمريكي..

وتزداد بمرور الوقت شهرتها لتصبح عالمية، ويعرض برنامجها في أكثر من 100 دولة على مستوى العالم، فأنشئت بعد ذلك شركة انتاج خاصة بها تسمي Harpo  ، وإستديو في شيكاغو؛ لتصبح بذلك ثالث امرأه تملك شركة إنتاج، وكانت في طريقها لتصبح اول بليونيره سوداء، فقد جمعت 97 مليون في عام 1996 فقط.


ومنذ عام 1995م لم تخل  قائمة لمجلة فوربس الاقتصادية لأكثر 400 أمريكي ثراء من اسمها، وأعتلت القائمة ثلاث سنوات متتالية هي 2004م و2005م و2006م ومن أكثر الشخصيات تأثيرًا في العالم، وبلغ دخلها السنوي 225 مليون دولار، وأصبحت أول بليونيرة سوداء في العالم؛ إذ تقدر ثروتها بـ2.5 بليون دولار.

استقطب برنامج اوبرا  الملايين من حول العالم، وحققت من خلاله ثروة كبيرة، وبات الأعلى من حيث نسبة المشاهدة في تاريخ التلفزيون، وحصلت على جوائز”إيمي”، بالإضافة إلى أنها ناقدة أدبية مرموقة وناشرة صحفية، مما جعلها ثاني أكثر الشخصيات تأثيراً في العالم حسب مجلة فوريس عام 2005م.

وقدمت اوبرا آخر حلقات برنامجها في الخامس والعشرون من مايو 2011م، بعد أن قررت الإعتزال بشكل نهائي، والتفرغ ﻹدارة شبكة القنوات الفضائية الخاصة بها OWN .



 انتقال أوبرا وينفري من حياة الفقر والشقاء إلى حياة الشهرة والرفاهية لم يغيّرها، فرغم تصدرها قائمة النجوم الأكثر نفوذاً في العالم، فهي تُعد من أكثر الشخصيات الإنسانية حول العالم، حيث إنها أسّست العديد من الجمعيات الخيرية، وتتبرّع بشكل مستمرّ للفقراء والمحتاجين.
 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى