اتصالات

في الوقت الذي تتراجع فيه مبيعات الهواتف الذكية من بلاك بيري في الولايات المتحدة وأوروبا الغربية، ترتفع بسرعة فائقة نسبة

في الوقت الذي تتراجع فيه مبيعات الهواتف الذكية من بلاك بيري في الولايات المتحدة وأوروبا الغربية، ترتفع بسرعة فائقة نسبة المبيعات في مناطق الأسواق الناشئة مثل إفريقيا، بدءا من الطبقة الفقيرة جدا حتى الطبقة المتوسطة.

ووفقا لمؤسسة النظام العالمي للهواتف الجوالة، يصل عدد خطوط الجوال العاملة في إفريقيا إلى 620 مليون خط، وهي تأتي في المرتبة الثانية بعد آسيا. ويتم استخدام نحو 100 مليون من شرائح خطوط الهواتف الخلوية في نيجيريا أكبر دول القارة الإفريقية من حيث عدد السكان حيث يبلغ عدد سكانها 168 مليون نسمة كما أنها تعد مقصدا مهما بالنسبة للشركات متعددة الجنسيات. وتبلغ نسبة الهواتف الذكية إلى الهواتف الخلوية العادية 1 إلى 20.

وتقول شركة ريسيرش إن موشن المنتجة لهواتف بلاكبيري إن الدولة الواقعة في غرب إفريقيا تعد ”واحدة من أسواقنا الأسرع نموا”.

ولا تزال المبيعات في البلدان الإفريقية الأخرى تتمتع بالقوة، ومن بين هذه الدول جنوب إفريقيا وكينيا وغانا وتنزانيا على الرغم من أن حصتها العالية في السوق النيجيرية تبدو منقطعة النظير.

ويقول والدي ويبينر المدير التنفيذي لفرع شركة ريسيرش إن موشن لشرق وغرب ووسط إفريقيا ”هناك تصور يشير إلى أن الناس في إفريقيا قد تسعى للحصول على الهاتف الذكي رخيص الثمن” مضيفا ”نيجيريا لديها طبقة وسطى آخذة في الازدهار”.

وازداد معدل الفقر في نيجيريا من 55 في المائة إلى 62 في المائة في الفترة بين عام 2004 إلى عام 2011، وفقا لتقرير حكومي صدر أخيرا. ولكن نظرا لارتفاع معدل السكان المتزايد ، قفز العدد الإجمالي للنيجيريين الذين يمكن اعتبارهم من الطبقة المتوسطة الدنيا أو الطبقة العليا بمقدار سبعة ملايين ليصل إلى 64 مليونا.

ويوجد بكثرة الناس من الطبقة العليا في الأسواق التجارية ومنافذ كنتاكي في المدن النيجيرية مثل لاجوس والمحال التجارية التي تملكها شبكات الجوال الرئيسية في نيجيريا والتي تعرض أنظمة بلاكبيري من مختلف الأنواع. ولا تقوم أي شركة من الشركات الكبرى بعمل شراكة مع شركة أبل لبيع أجهزة ”أيفون” وذلك جراء وجود مشاكل عند استخدام بطاقات الإئتمان المحلي للتسجيل في خدمة أي تيونز.

وعندما دخلت شركة ريسيرش إن موشن السوق في عام 2006، تم استخدام هواتفها الجوالة بصورة رئيسية من قبل المديرين التنفيذيين الناجحين. ويعد الوضع الاجتماعي في نيجيريا أمرا مهما لذا أصبح الجهاز بصورة سريعة علامة تجارية مطلوبة، مثله مثل السيارات الرياضية لشركة بورش الجديدة في لاجوس. ولم يشترك بعض الناس الذين اشتروا أجهزة بلاكبيري في الخدمة، فتكفي فقط رؤيتهم بالهواتف الذكية.

ولكن خلال السنوات الست الماضية، في الوقت الذي تضاعف عدد مشتركي الهاتف الجوال إلى ثلاثة أمثال، شهدت سوق الاتصالات تغيرا. في حين أعطت هواتف الجوال النيجيريين الذين لم يسبق لهم استخدام الخطوط الثابتة فرصة للاتصال عبر مسافة أبعد فإن الشبكات الأسرع والهواتف الذكية أعطت الناس الذين لا يستطيعون تحمل أجهزة الكمبيوتر فرصة الدخول على شبكة الإنترنت، ولا سيما المواقع الاجتماعية.

ويقول يومي أديجبوي المدير الإداري في شركة موبيليتي ”لقد توقف الناس عن الذهاب إلى مقاهي الإنترنت، حيث يمكنهم استخدام هواتفهم للقيام بنفس المهام”، مضيفا أن بلاكبيري الآن في نيجيريا أقل من أن يكون مشروعا تجاريا بل متعلقا أكثر بثقافة الشباب. ففي الواقع، عادة ما يكون العملاء من خريجي الشباب أو الطلاب. فنجد أن ديفاين أمراتشي (26عاما) اشترت هاتفها الخليوي ليساعدها على الدراسة للحصول على شهادة البكالوريوس في السلام والمصالحة، الذي تقوم به عن طريق المراسلة. وتقول ”أجري أبحاثي وجميع واجباتي عن طريق استخدام هاتفي”.

بالمثل فإن منتجات سامسونج ونوكيا تتواجد بشكل قوي في نيجيريا، ويتم الترويج لهواتفها الذكية. لكن يقول ثيكلا موبونجو كبير محللي الأبحاث في شركة إنفورما، إن الهواتف الذكية على شكل روبوت من الصناع الصينين التي تباع عن طريق شبكات الجوال المحلية بنحو 120 دولارا من المحتمل أن تقلل من حصة شركة ريسيرش إن موشن داخل السوق.

وحتى الآن يبدو أن موقف الشركة آمن بسبب مبيعات بلاكبيري مدعوما بخفض قيمة التكاليف حيث تبلغ قيمة أقل مستوى من الهواتف الجوالة أقل من 200 دولار. وفي العام الماضي تراجعت قيمة الاشتراكات الشهرية من 25 دولارا إلى أقل من عشرة دولارات بل يمكن الاشتراك على الأساس اليومي بنحو 0.65 دولار.

فقد تعلم المستهلكون كيفية الاستفادة من أموالهم بشكل ناجح. وتقوم توتشي إز (30 عاما) وتعمل محاسبة، بإرسال مكالمات صوتية إلى والديها وتتحدث مع جميع الناس باستخدام بلاكبيري ماسينجر ”بي بي إم”، مجانا وتقوم بشراء احتياجاتها من الباعة الذين يسوقون لمنتاجتهم على الخدمة، كما تدفع قيمة استخدام الخدمات المصرفية عبر الإنترنت من خلال هاتفها. كل هذا ولم تتعد الفاتورة الشهرية 20 دولارا. وتقول ”بالنسبة لي، هاتفي ليس لمجرد التباهي أو شيء متعلق بالطبقة الاجتماعية بل أمر ضروري”.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى