في الوقت الذي مازال الغموض يسود الموقف التركي بشأن السماح بعبور عناصر كردية إلى الجانب السوري، للمشاركة في المعارك ضد تنظيم "الدولة الإسلامية في العراق والشام"، كشفت مصادر عراقية عن خطة لإرسال نحو 200 من عناصر "البيشمرغة" من إقليم كردستان، في شمال العراق، إلى مدينة "كوباني"، في شمال سوريا، القريبة من الحدود مع تركيا.
وشهدت مدينة "كوباني"، المعروفة أيضاً باسم "عين العرب"، بحسب التسمية العربية، اشتباكات عنيفة الأربعاء، بين مقاتلي "وحدات حماية الشعب الكردي"، ومسلحي التنظيم "المتشدد"، المعروف باسم "داعش"، تركزت في المناطق الغربية من المدينة، وفي محيط المربع الأمني الحكومي.
وذكر "المرصد السوري لحقوق الإنسان"، نقلاً عن مصادر وصفتها بـ"الموثوقة"، أن طائرات "التحالف العربي – الدولي" نفذ ست ضربات على مناطق يسيطر عليها تنظيم "الدولة الإسلامية"، منذ صباح الأربعاء، بالتزامن مع سقوط قذائف أطلقها مسلحو التنظيم على عدة مناطق في المدينة.
كما أكدت المصادر نفسها أنه "لا صحة لدخول أي عنصر من قوات البيشمرغة الكردية حتى الآن، إلى مدينة عين العرب – كوباني"، بحسب ما أورد المرصد الحقوقي الذي يتخذ من العاصمة البريطانية لندن مقراً له.
في الغضون، نقلت وكالة أنباء "الأناضول" عن رئيس الوزراء التركي، أحمد داود أوغلو، قوله إن "المشاورات لازالت مستمرة، بشان عبور قوات البيشمرغة، إلى مدينة كوباني – عين العرب، التابعة لمحافظة حلب، شمال سوريا"، نافياً بشكل قاطع الأنباء التي تشير إلى بدء عبور تلك القوات بالفعل.
وأضاف داود أوغلو أن "الهدف من مسألة عبور بعض العناصر إلى كوباني، هدف إنساني لوجستي، وذلك للعمل على استقرار الوضع في البلدة، أو من أجل تقليل الأضرار الناجمة عن ذلك الوضع على أقل تقدير"، وشدد على قوله: "المباحثات مستمرة، وسيتم اتخاذ الخطوات اللازمة في ضوئها."
وأوضح أن الحكومة التركية جددت مذكرة التفويض من البرلمان، "وذلك لسرعة اتخاذ التدابير اللازمة في حال تشكل أي خطر يهدد الأمن والمصالح القومية التركية"، مؤكداً أن بلاده لا يمكن أن تسمح بمرور عناصر من حزب "العمال الكردستاني"، الذي اتهمه بـ"التسبب في أحداث دموية" شهدتها تركيا مؤخراً، إلى كوباني عبر الحدود التركية.