أخبار

في الوقت الذي يدخل فيه العالم الرقمي إلى المطابخ، ربما يبدو من الملائم إعادة التفكير في الرأي القائل «إن كثرة

في الوقت الذي يدخل فيه العالم الرقمي إلى المطابخ، ربما يبدو من الملائم إعادة التفكير في الرأي القائل «إن كثرة الطهاة تفسد الحساء»، فقد بدأت فكرة مشاركة الجماهير في طرق إعداد الوجبات ـ مشاركة مجموعة من الغرباء على الإنترنت (على طريقة البلوغ) لابتكار وإعداد بنك من الوصفات ـ تكتسب شعبية ومستثمرين.

وتنبع الفكرة من ذلك من الاعتقاد بأن اجتماع ألف طاه للخروج بوصفة وجبة واحدة أفضل من طاه واحد.

ويشير بعض الطهاة إلى أن هذه الطريقة الجمعية تجرد الوصفات من شخصيتها وإقليميتها، لكن الداعمين لهذه الطريقة يعتقدون أنهم يشكلون هيئة جديدة للطهي تحت اسم «موسوعة الطهي».

ويقول بارنبي دورفمان، المدير التنفيذي السابق في موقع أمازون، الذي أنشأ قبل عام موقع Foodista.com، والذي يقدم مجموعة من وصفات الطعام، التي تمكن الأفراد من وضع إضافات أو تغيرات لوصفات إعداد الطعام: «لقد بدأنا الدخول إلى مرحلة من الفعالية الحقيقية لاستخدام الشبكة العنكبوتية كوسيط للوصفات ومعرفة أسرار الطهي».

لا تزال تلك المواقع تخطو خطواتها الأولى، ولا تزال غير مكتملة، أو الاعتماد عليها بنسبة كبيرة، كما قد يتوقع الطهاة الجيدون، لكن بمقدورك معرفة كيفية عملها ومدى إمكاناتها.

فعلى سبيل المثال وصفة التبولة، التي نشرها شخص يدعى «شيفتونوميس» على شبكة «ويكيا»، وهي شركة منفصلة أنشأتها ويكيبيديا، ومؤسسها المشارك جيمي والز، قام مستخدم في وقت ما مجهول بتغيير مقدار برغل القمح من واحد ونصف كوب إلى واحد ونصف ملعقة، ثم عدلها بعد ذلك مستخدم باسم «بلاكستيليون»، ثم جاءت بعد ذلك «رلوبرينا» لتغير مقدار البرغل إلى واحد ونصف كوب.

وأضافت أن وضع كمية كبيرة من البقدونس يمكن أن يجعل السلطة سيئة المذاق، لذا خفضت مقدار البقدونس في الوصفة من سبعة أكواب إلى أربعة.

كما أضافت الخيار والفلفل الأحمر، وقدمت توجيهات جيدة لطريقة نقع القمح في الماء، كان ذلك في أغسطس، ومنذ ذلك الوقت لم يتمكن أحد من تحديها، يجب أن يعلم القراء أن بحثهم عن كلمة «تبولة» يمكن أن يخرج لهم وصفة مختلفة تماما.

قد يستغرق إعداد أضخم وصفة «تبولة» جماعية في العالم بهذا المعدل أعواما، لكن الأمور تتحرك بسرعة في عالم الإنترنت.

ويعد منتدى ريسيب ويكيا، واحدا من بين 50,000 منتدى على موقع Wikia.com، ويحتوي على 40,000 وصفة طهو مختلفة، وتحتوي على الكثير من المعلومات حول المقادير وطرق إعداد الطعام. وقد أصبح الموقع، في أعقاب تدشينه في عام 2005، أكثر المواقع انتشارا على ويكيا ليحتل نسبة 60% من الزيارات إلى موقع ويكي منذ يناير (كانون الثاني).

وعلى غرار موقع Foodista.com، تلقى الموقع دعما كبيرا من مستثمرين مثل أمازون، ويحظى بعدد زائرين يقدر بنحو 6 ملايين زائر في الولايات المتحدة.

بالنسبة للمستخدمين ممن يمثلون أعضاء في المنتدى، فالأمر بالنسبة لهم أكثر قيمة من أي وصفة فردية، فالسماح لبعض الغرباء بالعبث في وصفة ليس بالأمر المشكل بالنسبة لهم.

فتقول جو ستوجارد، من مدينة ستوديو سيتي، بولاية كاليفورنيا، التي تدير مدونة mylastbite.com، والمشاركة الدائمة في موقع فوديستا: «ما دامت الوصفة الأصلية موجودة فلا توجد لدي مشكلة في إضافة الأفراد إليها، فكلنا نعدل الوصفات».

كان أحد إسهاماتها ـ «سندوتشات البيرغر» المعدة من لحم الضأن أو البقر ـ قد ألغيت لأنها تلقت عددا كبيرا من الإضافات غير الجيدة أو بالأحرى تخريبا. ويشكل التخريب المتعمد قلقا بالغا بالنسبة للعاملين في الموقع، حيث يعتبر تغيير الوصفات عملا محببا بالنسبة لمن يقومون بذلك. ويقوم عدد من العاملين في الموقع على مواقع المراقبة التطوعية بالإمساك بهذه الإضافات السيئة. ولقد جربت هذا عندما أضفت «عربة بلاستيكية صغيرة على قائمة مقادير لحم البقر المشوي على كل من موقعي فوديستا ووريسيب ويكي».

بعد ذلك بيومين تلقينا ما يشبه الصفعة من داني على موقع ويكي فكتب لي: «إذا كنت منضمة حديثة إلى الموقع، فأنا أعلم كم هو مغر أن يحاول الفرد القيام بعمل سخيف، وأن يراقب ما يحدث نتيجة لذلك.

الأمر لم يشكل لنا مشكلة كبرى فقد حذفت العربة البلاستيكية، ومن ثم فإن اللحم المشوي سيضطر إلى طلب تاكسي إذا ما أراد الذهاب إلى أي مكان».

بيد أنه مع ذلك، فإن أي مستخدم لويكيبيديا يفهم قيمة المعلومات، التي يمكن إرسالها من قبل أفراد دائرة موسعة من الأفراد.

لكن هل الوصفات متشابهة؟ .. أو بعبارة أخرى هل وصفة إعداد الطعام حقيقة؟
يقول دورفمان: «نعتقد أن هناك العديد من الوصفات التي تعتبر ذات أصول ثقافية مشتركة، على الرغم من اعتقاد بعض الأفراد أن وصفات إعداد الطعام تتنوع أكثر مما هي عليها فعلا، ودلل على ذلك بفطيرة التفاح، فقال يمكنك أن توقف 100 فرد وتسألهم عن كيفية إعداد فطيرة التفاح، وسوف تحصل على قائمة متوقعة من الدقيق والتفاح والقرفة والسكر.

حتى مع تلك الاختلافات مثل استخدام الزبد أو الدهن أو كسرات الخبز ليست بذلك الاختلاف».

الميزة، كما يقول عشاق نموذج ويكي، تمتد إلى ما وراء إمكانية خلق رأي جماعي لمجموعة لخلق وصفة معينة.

ويبدو ويكي موقعا يمكنك من خلاله الاتصال بصديقك الذكي القادر على طهي كل الأطباق الموجودة ويعرف تاريخها.

وكذلك فإن المحتوى يخلو من التدخلات التحريرية أو الضغط التجاري، ويقول المتحمسون للموقع إن لديه قدرة فريدة على تقديم معلومات مفيدة حول قطاع عريض من المعلومات الحصرية مثل كيفية إعداد الباستا، ودائما ما يبحث مساهمو ويكي في الوكالات الحكومية والمصادر النادرة على الوصفات الخفية في الزوايا المنعزلة على الإنترنت.

حتى أنهم يلجأون إلى تبادل استخدام الوصفات القديمة، التي كانت تنشر على قواعد البيانات كتلك التي أنشأها موقع ياهو لتغذية مواقعهم.

ولا يزال من المبكر ما إذا كان أي من المواقع الجديدة مثل إبيكيرويوس، التي يعتقد أنها أكثر مصادر الإنترنت شعبية في تقديم وصفات إعداد الطعام المختلفة.

ويحتوي الموقع على 27,000 وصفة تأتي من مطابخ عالمية، مثل بون أبيتي ومجلات غورمي، لكن تلك الوصفات تصنف من قبل المستخدمين.

وهناك بعض الوصفات التي تحمل مئات التعليقات من قبل الطهاة ذوي مستويات مختلفة من المهارة والرغبة في متابعة الوصفات.

كما يحتوي الموقع على 114,000 وصفة طعام أخرى، أعدها مستخدمون، بعض منها أصلية وجميعها يمكن تقييمها من قبل الجمهور.

وتقول تانيا وينمان ستيل، رئيس تحرير موقع إبيكرويوس دوت كوم: «أنا مؤمنة بديمقراطية إنتاج وصفات إعداد الطعام، لكني أعتقد أيضا أن الأفراد يحبون أن يعرفوا أن وصفة العائلة البارزة لم يتم العبث بها.

وقال دورفمان من موقع فوديستا: «إن الموقع لديه قسم خاص يمكن من خلاله للمساهمين منع العبث بوصفاتهم.

وبالنسبة لوصفات إعداد الطعام الأخرى يمكن للقراء متابعة التغيرات التي أدخلت عليها والشخص الذي قام بها.

ونفس الأمر يتكرر مع موقع وصفات ويكي، لكنه أصعب قليلا في الاستخدام»، ويرى العديد من الطهاة أن الوصفات لا يمكن أن تخلو من إمكانية تعديلها من قبل الأفراد العاديين.

فيقول مخترعو موقع Food52.com، وهو موقع جديد يجمع ما بين كتب الطهي والوصفات التي يقوم بها الأفراد، إن ويكي يمكن أن يؤدي إلى وصفات عديمة الجدوى وطريقة آلية في الطهي.

وقالت أماندا هيسر، المحررة السابقة في صحيفة نيويورك تايمز، التي تكتب عن الطعام في مجلة تايمز: «شعرت بأن هناك أرضا مشتركة بين الإعلام القديم والطرق الحديثة والوصفات التي يقدمها الأفراد على قواعد البيانات الهائلة تلك».

وقد أنشأت هيسر موقع Food52.com مع ميريل ستابس، التي ساعدتها في تأليف كتباها القادم وصفات نيويورك تايمز.

كان الهدف من إنشاء Food52.com إنشاء بنك من الوصفات الجيدة من الطهاة الجيدين، الذين يعرضون وصفاتهم لأكلات معينة، مثل سلطة اللحم البقري أو كوكتيلات الصيف والتصويت على الأفضل بينها.

وللقيام بخيار مطلع بمقدور الأفراد طهو الوصفات بأنفسهم، ومشاهدة هيسر وستابس في سلسلة من الحلقات المصورة، وفي نهاية العام ستتحول كل الوصفات الجيدة إلى كتاب.

وتقول جينفر هس، مدونة الطعام من بروفيدنس جزيرة رودس، واحدة من بين أوائل أعضاء موقع Food52، التي فازت وصفتها الخاصة بيرغر اللحم المدخن بالشمر والكرنب الأحمر، بمسابقة أفضل وصفة: «لأن وصفات Food52 تخضع للتجربة وجيدة المذاق، فهي بالنسبة لها أفضل من الوصفات التي تأتي من المواقع الأخرى التي يدلي بها العامة بوصفاتهم»، كما أن من الرائع أن تحظى بتقييم من الأفراد ذوي الخبرة، الذين لن يقولوا لك «هذا رائع» لأنهم أصدقاؤك أو لن يطبقوها ثم يتركون لك رسالة يقولون لك فيها إنهم يكرهونها.

يعتقد البعض أن الجمهور يجب ألا يقترب من تلك الوصفات، ومن بين هؤلاء كريستوفر كيمبل نشار مجلة كوكس إلاستراتد والمذيع في برنامج الطهي التليفزيوني «أميركا تست كيتشن» إن الوصفات التي يتدخل فيها العامة لا يمكن الاعتماد عليها لأن المهارات والمطابخ تختلف كثيرا، فمشتركو موقعه البالغ عددهم 270,000 يرغبون في الحصول على وصفات من مطابخ موثوق بها.

بالنسبة للآخرين فإن ترك الوصفات إلى الأفراد العاديين يزيل جزءا غير ملموس من الوصفة وهو القصة من ورائها.

فكتب أندرو إزرايل ونانسي جارفينكل رواية تتحدث عن صداقة بين سيدتين تتعلق بوصفات مشتركة، وبدأ المؤلفون نوادي للأفراد لتبادل الوصفات واقصص خلفها.

وقالت جارفينكل، التي كانت والدتها مصابة بمرض عقلي، ولم تكن تستطيع الطهي، وكانت جدتها هي التي تقوم بالطهي في بعض الأوقات: «في أحد المنتديات التي حضرتها مؤخرا في بروكلين، جلبت سيدة في الخمسين من عمرها أسوأ وصفة لطهي يمكنك تخيلها في حياتك.

لقد كان ذلك هو الطبق الذي أعدته جدتها لها، كانت طريقة إعداد الطعام لكن كانت عن وحدتها وجدتها، لقد طهوت الدجاج لكنني تذوقت قصة حياتها».

حتى بالنسبة لأولئك الذين يفضلون ثقافة وصفات إعداد الطعام، التي يضيف إليها الأفراد العاديون، يمكن للطهي أن يكون بالنسبة لهم مسألة شخصية، فقد عملت نيكول ويلسون، مديرة ويكي المتمرسة، التي عملت في موقع وصفات طهي أحيانا ما تقوم بإعداد طعام سريع أو تحصل على علبة من المكرونة وتقول: «أحيانا ما يكون من السهل الخروج عن نطاق كتاب الطهي».

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى