تعليم-وتنمية
في بيتنا ملحد .. ندوة الموسم الثقافى بجامعة عين شمس

كتبت : مني ضحا
افتتح الدكتور عبد الوهاب عزت نائب رئيس جامعة عين شمس لشئون خدمة المجتمع وتنمية البيئة أمس الأربعاء الموافق 4/3/2015 الموسم الثقافي و الفنى للجامعة بندوة تحت عنوان " في بيتنا ملحد " انطلاقاً من دور الجامعة في مناقشة القضايا المجتمعية وتشكيل الوعي لدي الشباب و تنشئتهم التنشئة الدينية السليمة .
و خلال الندوة تم مناقشة كتاب " خرافة الإلحاد " للدكتور أ.د عمرو شريف المفكر الإسلامي ورئيس قسم الجراحة بطب عين شمس حيث طرح عدداً من التساؤلات حول ماهية الإلحاد؟ ، هل يوجد ملحدين؟ ، ما هو سبب الإلحاد؟ ، هل انتقلت هذه الظاهرة للمجتمعات الإسلامية ؟ ، كيف يواجه المجتمع تلك الظاهرة ؟
و وصف أ.د. عمرو تلك الظاهرة بأنها مولود أوروبي ظهرفي بداية العصر الحديث فقد ظهر الإلحاد فى العصور الوسطي من خلال المفاهيم العلمية والفلسفية السائدة فى ذلك الوقت مثل الاعتقاد أن الأرض ثابتة وأنها مركز الكون ، و أن الله خلق العالم عام 4004 ق.م 17 ستمبر الساعة 9 صباحاً، وان القيامة في عام 4004 م ، رجال الكنيسة الوسيط بين الإنسان و الإله ، و مع ظهور قانونى الجاذبية و الحركة و النظام الآلي سادت أفكار أخري تمثلت في أن الله يتدخل لتعديل مسارات الكواكب و غيرها من الأفكار كما تناول تاريخ ظاهرة الإلحاد في العصور الإسلامية مشيراً إلي منهج الزنادقــــــةالذى تمثل في السيطرة على الحُكم، و إفساد عقيدة المسلمين، و التمرد على العبادات .
وأكد أ.د عمرو شريف أن الأسباب النفسية نتيجة للثورة العلمية في أوروبا أدت إلي نسب عالية من الإلحاد في المجتمعات الأوروبية تمثلت في العلاقة بين وجود الإنسان والآلة ، حتمية القوانين الفيزيائية، التفسير الآلي ما يقدمه العلم للإنسان من رفاهية مطلقة النظير .
كما ركز أ.د . عمرو شريف علي فكرة بول فيتز PAUL VITZ أستاذ الطب النفسي بجامعة نيويورك حول أسباب الإلحاد و أهمها التقصير الأبوي و سوء معاملة الأبوين بالشكل الذى يؤدي إلي خلل نفسي ويزيد من نسبة الإلحاد ، بالإضافة إلى ظهور توجهات لادينية في مصر مع بداية القرن العشرين خاصة مع ظهور السماوات المفتوحة و انتشار استخدام شبكة المعلومات وشبكات التواصل الإجتماعى ،مع قصور الخطاب الديني التقليدي عن مواجهة الأفكار الإلحادية ، و تعثَّر تجربة الإسلام السياسي في مِصر.
وذكر أ.د .عمرو أنماط الملحدون في مجتمعنا المصري وهم (الإلحاد الصبياني، إلحاد المراهقين إلحاد الندّية والكبر، إلحاد التمرد، إلحاد خالف تُعرَف، إلحاد الاستغناء ، إلحاد الربوبية ، إلحاد الجبر والتسّيير، إلحاد الإله العاجز، إلحاد الإله المخادع ، إلحاد الإله الظالم القاسي ، إلحاد التعنت والسفه، إلحاد عدم التصور، إلحاد المحامي الفاشل، إلحاد تحصيل الأهداف، الإلحاد الحسّي، إلحاد الشهوات، إلحاد عقدة النقص، إلحاد نقض العهد، إلحاد البساط ، إلحاد الإله الآخر، إلحاد الشُبهات .
واخيراً استعرض أ.د. عمرو شريف عدد من الحلول لمواجهة ظاهرة الإلحاد و على رأسها الإهتمام بالتنشئة والتربية والتعليم لما لهم من دورٌ كبير في التوجه الإلحادي، كذلك التركيز على البنيّة النفسية للإنسان ، ضرورة إلمام الدُعاة بالفلسفات المادية والإنجازات العلمية ، و التعامل مع الشكوك بالرفق واللين والحوار، فالفكر لا يدحض إلا بالفكر.