في تقرير لمايكل بيل من بغداد لصحيفة فاينانشيال تايمزيرصد في حدائق نادي الصيد العراقي في بغداد رحب حشد من المهنئين

في تقرير لمايكل بيل من بغداد لصحيفة فاينانشيال تايمزيرصد في حدائق نادي الصيد العراقي في بغداد رحب حشد من المهنئين بنصير شمّه ترحيباً يليق بعودة الابن المفضل للأمة إلى الوطن بعد غياب دام 19 عاماً.
اقترب المهنئون والموسيقيون لالتقاط الصور مع عازف العود المشهور على مستوى العالم، الذي فرَّ من نظام صدام حسين في أوائل التسعينيات ثم رفض العودة إلى البلاد إبّان خضوعها للاحتلال العسكري الأمريكي.
وقالت المهندسة فرح السماك: ”نأمل أن يبقى نصير في العراق”. وأضاف زوجها، ميثم: ”إننا نحبه. الموسيقى التي يعزفها رائعة”.
وتعكس موجة الود أكثر من مجرد تقدير كبير لملك العود شمّه، البالغ من العمر 47 عاماً. ويعد شمّه رمزاً للنهضة الفنية التي يأمل بعض العراقيين في تحقيقها بعد التحرر من عباءتي الدكتاتورية والوجود العسكري الأمريكي الذي استمر منذ غزو العراق في 2003 حتى  (ديسمبر) الماضي.
وقال سيف جواد، وهو مهندس آخر كان يستمتع بوقته في نادي الصيد: ”إننا نستمع إلى رياح التغيير القادمة إلى العراق منذ 2003. عندما ترى موسيقيا مثل نصير شمّه قادما إلى العراق، فإنك تشعر أن هذا التغيير يحدث الآن”.
وبعيداً عن التوترات الإقليمية والطائفية التي تؤثر بالسلب على سياسات العراق، تذكرنا عودة شمّه بمدى الفخر الذي يسود البلاد وتوقها لاستعادة دورها التاريخي في قلب ثقافة الشرق الأوسط.
وتتشابك عودة المايسترو مع استعراضات جرت على هامش انعقاد القمة العربية في بغداد في  (مارس) الماضي اعتبرتها الحكومة دليلا على ظهور العراق دولة ”طبيعية” مجددا.
وفي شارع المتنبي، المنطقة المشهورة بأكشاك الكتب والمقاهي التي تم تجديدها بعد وقوع حادث انفجار سيارة مفخخة مدمر في عام 2007، يتطلع التجار إلى ترميم مقترح للواجهات المتهالكة في شارع الرشيد المجاور.
وقال عباس جاسم وهو جالس خلف طاولة يبيع بعض الكتب، منها الترجمة العربية لكتاب ”السنة التي قضيتها في العراق” لبول بريمر، المسؤول الأمريكي الذي عينته واشنطن حاكما للعراق بعد غزو 2003: ”هذا تراث بغداد ويجب الاهتمام به. لقد اعتدنا أن يكون هذا الشارع أحد أجمل الشوارع في المدينة”.
ويدافع شمّه بحماس عن القوة التعويضية للفن. ويجيء ظهوره مجدداً في العراق بعد سجنه لمدة ستة أشهر تقريباً من قبل نظام صدام، ثم تركه العراق في 1993 ليعيش في تونس وبعدها في مصر.
ولم يعزف شمّه أمام صدام على الإطلاق – حيث رفض الدعوة ثلاث مرات متظاهراً بالمرض – إلا أنه عزف أمام حسني مبارك، الحاكم المصري المستبد الذي أطيح به نتيجة ثورة شعبية اندلعت العام الماضي.
ويقول في ذلك: ”يسألني الناس أحيانا: لماذا تعزف للحكام الدكتاتوريين؟ أقول لهم: إذا لم أعزف أمام الدكتاتور، فمن الذي يعطيه شيئا يلين قلبه؟ إنه مريض والموسيقى مهمة بالنسبة له كي يصبح إنساناً”.
وتتضمن مجموعة أعمال شمّه التي مزج فيها بين الأعمال الكلاسيكية والحديثة، مقطوعة جديدة بعنوان ”سيكون الغد أفضل يا عراق”. أما أعماله القديمة، مثل ”ليل بغداد”، فإنها تمزج بين الحزن والحرمان. ومن بين أعمال قدمها في نادي الصيد عزف شمَّه مقطوعة تحية لصديق له فقد ذراعه في الحرب الإيرانية العراقية في الثمانينيات.
وإذا كان شمّه يتمتع بمثالية الشخص الذي عاد إلى بلاده بعد غياب طويل، والذي يبدو له أن كل شيء في وطنه الأم ما زال يبدو مبهجاً، فإنه مع ذلك يرى المشاكل التي يعانيها العراق ويأمل أن يشارك في النقاش حول ”المستقبل والسياسات والطريق الثقافي”.وعن رغبته في الانتقال للعيش بشكل دائم في العراق، قال:”ليس الشعب العراقي هو من يحتاج إليّ هنا. أنا الذي بحاجة لأن أكون هنا كي أعزف، وأعيش الحياة، وأتحدث عنها”.
 
 
 
 
 
Exit mobile version