الأخيرة
في مثل هذا اليوم 18 اغسطس من عام 2008تم اقالة الرئيس الباكستاني الجنرال برويز مشرف بعد رحلة طويلة قضاها بملابس
كتب : محمد مجدى
في مثل هذا اليوم 18 اغسطس من عام 2008تم اقالة الرئيس الباكستاني الجنرال برويز مشرف بعد رحلة طويلة قضاها بملابس القائد العسكري منذ أن كان بالجيش وحتى توليه القائد العام للجيش، إلى أن أصبح رئيسًا لباكستان، وهو يرتدي نفس البذة، فهو وصل إلى سدة الحكم بإنقلاب عسكري وليس بإرادة شعبية، ليظل في الحكم أكثر من 8 سنوات كان فيها من أخلص حلفاء الولايات المتحدة الأمريكية، ليواجه نهايته إلى حيث ما اختار فى المنفى.
حياته
انفصلت الهند عن باكستان بعد مولده بـ4 سنوات فقط، حيث ولد برويز مشرف عام 1943 بمدينة نيودلهي الهندية، لتنتقل عائلته إلى باكستان ليستقروا هناك، ويتلقى تعليمه على يد أساتذة مدينة كراتشي الباكستانية، حتى بلغ 21 عامًا وقرر الإلتحاق بالجيش.
برويز والجيش
تدرج برويز في مناصبه داخل البذة العسكرية حتى أصبح القائد العام للجيش، وكان عمره 55 عامًا عام 1998، وخلال كل هذه الفترة وتدرجه في المناصب، خاض حربين ضد الهند كانت الأولى عام 1965 في ولاية البنجاب وحصل لخوضه تلك الحرب على وسام البسالة، بالإضافة إلى حرب أخرى كانت عام 1971 على الهند أيضًا.
الإنقلاب وكرسي الرئاسة
جاء برويز مشرف رئيسًا لباكستان محمولًا على أعناق الإنقلاب الذي قاده برويز على رئيس الوزراء الباكستاني نواز شريف عام 1999 والذي بمقتضاه أعلن حالة الطوارئ، واتهم نواز بالخيانة العظمى ونفيه بالمملكة العربية السعودية، ليتولى الحكم في 6 يونيو 2001 بعد أن أعطاه الاستفتاء الشعبي الحق في أن يصبح رئيسًا لهم، والذي طرحه بعد أن شككت المعارضة في شرعية تمثيله لشعب باكستان أمام قمة الهند، وأصبح الرئيس السابع لباكستان ذو خلفية عسكرية، ليعود بذلك الحكم العسكري بعد أن انتقل الحكم بين قيادات مدنية لمدة 10 سنوات، منذ أن تم اغتيال الرئيس محمد ضياء الحق، عام 1988.
من أبرز الأحداث أثناء وجوده بالحكم، أحداث 11 سبتمبر، وقد دعم جورج بوش، ووافق على طلب الولايات المتحدة بالسماح لها باستخدام الأراضي الباكستانية لتوجيه ضربات لحركة طالبان،
ساند برويز أمريكا في حربها على أفغانستان عام 2001، ونتج عن هذا الدعم نشأة 6 أحزاب إسلامية باكستانية، وتحالفت ضده في حزب واحد يحمل اسم مجلس العمل الواحد.
ظلت مشكلة إقليم كشمير قائمة حتى في حكمه، وظل الجو بين الهند وباكستان متوترا مرة وهادئا مرة أخرى، فمن ضمن ما اشعل الأمر إلى توتر هو اتهام الهند لباكستان بقيامها بالعمل الإرهابي على البرلمان الهندي والذي أسفر عن مقتل 11 شخصًا، وفي 2007 أصدر برويز تعليمات إلى قوات الأمن لمداهمة الجامع الأحمر والمدرسة الإسلامية المجاورة، ما أسفر ذلك عن مقتل أكثر من 100 شخص، وكانت من نتائج هذا الاقتحام وقوع اشتباكات بين الجيش ومسلحين إسلاميين، ليصرح فيما بعد بأن هذه العملية كانت سببًا في أن حولته من بطل إلى صفر.
كما قام مشرف بمحاربة القوميين في بالوشستان، فيما كان هو أول مسئول باكستاني يصافح رئيس الوزراء الإسرائيلي أريئيل شارون، وذلك أثناء القمة العالمية للأمم المتحدة.
قامت اللجنة الانتخابية بتعديل قانون الانتخابات حتى يتوافق مع بقاء برويز مشرف قائدًا للجيش، ليقدم أوراق ترشحه، لتغضب المعارضة وتعتبر ما حدث خارقا للقانون، وقام 85 نائبًا بتقديم استقالتهم احتجاجًا على قبول ترشحه، وحتى يهدئ برويز الأمر أمر بالعفو الرئاسي لعددٍ من السياسيين، لتعلن لجنة الانتخابات في أكتوبر 2007 فوز مشرف بأغلبية، ليفرض حالة الطوارئ بعد شهر من تجديد مدته الرئاسية، ويأمر بحل البرلمان وإعلان انتهاء مدته الرئاسية القانونية، لتؤكد اللجنة الانتخابية الدستورية انتخاب مشرف لمدة جديدة.
استقالته
أختار مشرف أن يقدم استقالته في لقاء تليفزيوني عام 2008، مستعرضًا انجازته، ومما دفعه للاستقالة رغبة الائتلاف الحاكم في مسائلته، وقال إنه سيترك منصبه بعد مشاورات مع المستشارين القانونيين والأنصار السياسيين المقربين منه وبناءً على نصيحتهم اتخذ قرار الاستقالة، ليعيش في المنفى الذي اختاره بنفسه بين دبي ولندن، ليتم اتهامه بعد استقالته بتهمة الخيانة العظمى.