أخبار وتقارير

قال الدكتور شريف دلاور الخبير الاقتصادي والاستاذ بالاكاديمية العربية أن هناك تغيرات كبيرة سوف تطرأ علي السياسات التي اتبعناها

كتب : سيد اسماعيل
 قال الدكتور شريف دلاور الخبير الاقتصادي والاستاذ بالاكاديمية العربية أن هناك تغيرات كبيرة سوف تطرأ علي السياسات التي اتبعناها سابقا وامتدت للاسف حتي بعد يناير ولكن بطريقة اسوأ وكان مفاد تلك السياسات اننا نعيش علي الاقتراض ليس فقط الحكومي ولكن الافراد والشركات ونعتمد علي النمو بالاستهلاك وليس بالانتاج .
دلاور يؤكد جازما ان هناك تغير استراتيجي سوف يحدث في الاقتصاد المصري وانه قرأ تلك الرسالة من خلال رفض السيسي للموازنة فالرفض ليس لمجرد تعديل في الارقام وانما رفض استراتيجي سوف تتضح معالمه قريبا ..اضاف الخبير الاقتصادي انه ليست هناك نتائج بعد علي ارض الواقع فنظام الحكم الجديد لم تمر عليه سوي ايام ولكن هناك دلالات نستقرأ منها ما هو قادم وفي اعتقادي ان رفض الموازنة لم يكن مجرد رفض من رئيس جديد في بداية حكمه وليست لتغيير ارقام كما اسلفنا وانما الرفض حمل عدة رسالات من وجهة نظري اولها ان السيسي اراد ان يقول للجميع علينا ان ننتبه ونحاول الاعتماد علي مواردنا سواء كانت تبرعات او ضرائب او رسوم جمركية جديدة علي سلع بعينها ..سلع الرفاهية ..وفي موضوع التبرعات الرسالة كانت مزدوجة للداخل اننا لن نعيش علي القروض للابد والخارج لستم وحدكم الداعمون ..وبناءا عليه فان الدلالة الاولي من رفض الموازنة اننا لن نظل هكذا نترك خدمة الديون تلتهم ربع الموازنة واننا لن نعيش علي القروض .
الدلالة الثانية من قراءة الدكتور شريف لرفض السيسي الموازنة كانت ان نظام الحكم الجديد يريد ان يقول ان ضياع الربع الثاني من الميزانية في الدعم اصبح امرا غير مقبول وبالتالي هذا تغير استراتيجي بدأ ترجمته من خلال رفع اسعار الطاقة في بعض القطاعات مثل السياحة وسوف يمتد التغير الي المصانع كثيفة استهلاك الطاقة .
واستطرد دلاور ان السيسي يرفض ان يستمر الوضع في الهيئات الاقتصادية التي يحقق بعضها الربح لكنها اجمالا تسجل خسائر في الموازنة وبالتالي اتوقع استقلالية اكبر وتغييرا كبيرا في هذه الهيئات وهذا يقود بالطبع الي ان القطاع العام برمته ليس بعيدا عن تلك النظرة لذا اتصور ان تتم عمليات تغيير واسعة في صفوف قيادات القطاع العام والاستعانة بالتكنولوجيا قدر الاستطاعة للخروج من مأزق القطاع العام ان أمكن وبالتالي هذا ينقذ الربع الثالث من الموازنة من الالتهام في شكل اجور للعاملين بالدولة بصفة عامة .
دلاور يري ان مايحدث ليس اعتباطا او ارتجالا وما رصدناه من دلالات يؤكد ان هناك برنامج اصلاح شامل موجود بالفعل ويقف خلفه مجموعة من الخبراء او المستشارين للسيسي ولعل السيسي في احد اللقاءات التليفزيونية قبيل انتخابه تحدث عن الموازنة وفند ما حذرنا منه لسنوات حيث موازنة مصر مقسمة الي اربعة اجزاء تلتهم خدمة الدين الربع وتلتهم اجور الجهاز الاداري الربع والدعم يلتهم الربع ولايبقي الا الربع يتم انفاقة علي الاستثمارات في الخدمات والصحة والتعليم وهكذا …وشدد دلاور علي ان الوضح يتجه نحو اقتصاد يحقق عدالة اجتماعية وان هناك خطة واضحة كما يبدو من المشهد بل ان السيسي يحضر نفسه لمؤتمر المانحين من اجل مصر والذي دعت اليه المملكة العربية السعودية وانضمت لها الامارات ثم انضمت دول عديدة حتي اعلن الاتحاد الاوربي واتوقع ان تشارك الولايات المتحدة نفسها في المؤتمر بعد ان اعلن صندوق النقد الدولي استعداده لتقديم حزمة تصل الي 10 مليار دلاور وبالتالي فان السيسي يريد موازنة تتوافق مع برنامج الاصلاح الاقتصادي الذي سوف يكون معروضا علي مؤتمر المانحين الذي يتوقع انعقاده نهاية اغسطس او منتصف سبتمبر وقد يتيح هذا المؤتمر في حالة الاقتناع لدي الدول المشاركة ببرنامج الاصلاح قد يتيح ذلك 10 مليار دولار منح وقروض ميسرة وربما يكون قرض صغير من الصندوق حتي يكون شهادة علي صلاحية البرنامج وتعافي الاقتصاد المصري واذا حدث ذلك في نفس الوقت الذي يتم فيه مواجهة التشوهات في الموازنة كما اسلفنا فبالتاكيد سوف يحقق ذلك نتائج مذهلة ..اضاف ان الامارات كلفت بيت خبرة عالمي خصيصا لهذا المؤتمر كجزء من المساندة والمشاركة .

 

 

 

 

 

 

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى