قال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أمام لجنة الشؤون العامة الإسرائيلية الأمريكية (إيباك) – أكبر لوبي داعم لإسرائيل في
قال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أمام لجنة الشؤون العامة الإسرائيلية الأمريكية (إيباك) – أكبر لوبي داعم لإسرائيل في الولايات المتحدة – "إن إيران المسلحة نوويا يجب أن يتم وقفها."
وأضاف: "ما يثير الدهشة هو أن يرفض بعض الناس أن يعترفوا بأن هدف إيران هو تطوير أسلحة نووية."
لقد قرر نتنياهو في خطابه في فقرتين تاليتين أن يقدم وسيلة خطابية مفضلة للقادة الإسرائيلين في الفترة الأخيرة. إنها عبارة تستخدم دائما عندما يريد سياسي إسرائيلي أن يظهر كشخص بارع يتحدث ببساطة إلى الجمهور الناطق باللغة الإنجليزية، فيشبه إيران بالبطة.
وتسائل نتنياهو: "أيها السيدات والسادة، إذا كانت تبدو مثل بطة، وتمشي مثل بطة، وتصيح مثل بطة، إذاً فما هي؟ صحيح، إنها بطة، لكن هذه البطة هي بطة نووية. ولقد جاء الوقت الذي ينبغي فيه على العالم أن يسمي الاشياء بمسمياتها وان يعترف ان البطة بطة."
ولنكن واضحين، إسرائيل لا تدعي أن هذا التعبير هو مقولة عبرية أصلية، فهو تعبير أمريكي قامت إسرائيل باستعارته بوعي من الولايات المتحدة لكي تستخدمها في خطابها مع الجماهير الناطقة باللغة الإنجليزية.
وقد اكتسبت المقولة – والتي أحيانا يشار إليها بـ "اختبار البطة"- شعبيتها في الولايات المتحدة الأمريكية في السنوات الأولى من الحرب الباردة، وذلك عندما كانت تستخدم لوصف الشيوعيين المشتبه بهم في البلاد.
وقال إميل مازي من مؤسسة "عمال السيارات المتحدون" في أحد الاجتماعات العمالية الشهيرة عام 1946 "لا أستطيع أن أثبت أنك شيوعي، ولكن عندما أرى طائر يصيح مثل البطة، ويمشي مثل البطة، وله ريش وأقدام شبكية، وله شركاء من البط، فسأفترض بالتأكيد أنه بطة."
وكان سفير الولايات المتحدة لدى غواتيمالا عام 1950، ريتشارد كانينغهام باترسون، قد أبدى ملاحظات مماثلة بشأن حكومة غواتيمالا في تلك الأيام حين قال "نفترض أنك ترى طائرا يتجول في مزرعة، وهذا الطائر لا يرتدي لافتة تقول إنه بطة، لكن هذا الطائر بالتأكيد يشبه البطة تماما. وكذلك يذهب هذا الطائر إلى البركة، وتلاحظ أنه يسبح مثل البطة، ثم يفتح منقاره ويصيح مثل البطة، إذاً، لقد وصلتَ عند هذا الوقت على الأرجح إلى نتيجة نهائية بأن هذا الطائر بطة، سواء كان يرتدي لافتة أم لا."
وبالنسبة لبعض المتحدثين بالإنجليزية، أصبحت هذه العبارة ترتبط بشدة بفترة الأربعينات والخمسينات، ولكنها أصبحت تجد حياتها الثانية في إسرائيل، حيث تستخدم بشكل روتيني في البيانات التي تقدم للصحفيين الأجانب.
لكن أكثر من يستخدم هذا التشبيه هو وزير الدفاع الإسرائيلي إيهود باراك.
حيث قال أمام الصحفيين في واشنطن عام 2002 "إن ياسر عرفات يتصرف مثل الإرهابي، فهو يبدو كواحدا منهم، ويمشي كواحد منهم، ويصيح كواحد منهم، لذا فربما هو إرهابي حقا."
لكن وفاة ياسر عرفات عام 2004 أجبرت باراك على أن يبحث عن هدف أخر ليطلق عليه هذا التشبيه، وبدأ بالفعل نقل هذا التشبيه إلى إيران.
وفي نوفمبر عام 2011، قال باراك لشبكة بي بي إس الإخبارية "من الواضح أنهم (أي إيران) مصرون على الوصول إلى القدرات النووية، فلا يمكن تفسير هذه السلسلة من التجارب التي كانوا يقومون بتشغيلها إلا أنهم يسعون إلى امتلاك القدرة النووية. فإذا كانت تشبه البطة، وتمشي مثل البطة، وتصيح مثل البطة، فهي بطة."
ويشعر سياسيون آخرون يقومون بزيارة إسرائيل أحيانا بأهمية استخدام هذه العبارة مع الإسرائيليين، ففي فبراير 2002، أجرى رئيس الوزراء التشيكي ميلوس زيمان مقابلة مع إحدى القنوات التلفزيونية الإسرائيلية.
وسأله المحاور الإسرائيلي "هل تقصد أن هناك أوجه تشابه بين العهد الثالث لهتلر والسلطة الفلسطينية لعرفات؟"
فرد زيمان بالإنجليزية قائلا "بالطبع، هو كذلك. وبداية، لنعرف الإرهاب، فأعتقد أن الإرهاب هو حركة سياسية تستخدم ضحايا مدنيين كوسيلة لمهام سياسية."
وأضاف "وأسمح لي أن أنهي ببعض التعبيرات الإنجليزية: فإذا كانت تشبه البطة، وتسير مثل البطة، وتصيح مثل البطة، وإذا كان طعمها مثل طعم البطة، فهي بطة." وبعدها دخل رئيس الوزراء زيمان في أزمة سياسية بسبب هذه المقارنة.
وحاولت حكومته أن تصحح الأمر، وقال فلادمير سبيدلا، نائب رئيس الوزراء التشيكي إن المقارنة كانت "سوء فهم من الممكن أن يكون قد نتج عن سوء اختيار أحد العبارات في اللغة الإنجليزية."
الآن وقد استخدم نتنياهو هذه العبارة في واشنطن، فربما حان الوقت ليقرر أحد أن الضحية له حق الرد.
ولذلك قال دافي دك، الشخصية الكرتونية، في مقطع فيديو نشر على اليوتيوب ردا على خطاب نتنياهو "لم أتعرض أبدا للإهانة بهذا الشكل في حياتي كلها