قبل أسابيع سألت الرئيس محمد مرسي في نفس المكان “هل ستغلق روزاليوسف؟”، وقلت بالحرف الواحد :” وهنا أسأل الرجل الذي
قبل أسابيع سألت الرئيس محمد مرسي في نفس المكان "هل ستغلق روزاليوسف؟"، وقلت بالحرف الواحد :" وهنا أسأل الرجل الذي يفترض أنه صاحب الكلمة الأولي والأخيرة في هذا الوطن، هل ستغلق "روزاليوسف" فعلا أيها الرئيس أم أنك تتحدث الحق في كونك تدعم الاعلام ولن تغلق صحيفة ولن يقصف قلم وكل هذا الكلام الذي لا يعرف له العمال طعما إلا إذا اقترن بتطبيق علي أرض يغير الأوضاع الي الأفضل.
فإذا كانت الثانية فنحن في انتظار الفعل واسقاط الديون وكل الاستحقاقات التي ترتبت علي عهود سابقة وسنثبت بعدها أننا قادرون علي التطوير والنجاح من أصغر الفرص، وإذا كانت الأولي وقررت إغلاق"روزاليوسف"، فأقولها لك وأنا لا أريد ذهب المعز ولا أخشي سيفه إنك لن تستطيع ولن يفلح غيرك لأن هناك رجال في هذه المؤسسة صنعوا مجدها رغم كل الظروف الصعبة منذ أيام الملك فاروق وحتي عهدك وهم قادرون علي الدفاع عنها مهما تطلب الأمر .
وعقب المقال استمر التضييق علي المؤسسة وتعرضت مواقعها لهجوم الكتروني متكرر ، وساءت الأوضاع أكثر وضربت الحكومة عرض الحائط بمطالبنا المشروعة في نيل حقوقنا لدي وزارتي المالية والتعليم، وشعر العاملون بالمؤسسة بعد تأخر مستحقاتهم وتأثر القطاع الطبي بالضائقة المالية ومعه تأخر صرف الأدوية علي مرضي لا يستطيعون التوقف عن تناول الأدوية .
واليوم شعر الجميع بالخطر فخرج الجميع عمال وإداريون وصحفيون دون سابق إعداد ونظموا عدة فعاليات شملت مظاهرة أمام المؤسسة ومسيرة إلي مجلس الشورى للمطالبة بصرف مستحقاتهم المالية المتأخرة من مرتبات ومكافات ومنح وحوافز.
لأنهم يرون أن مجلس الشورى يتعنت في صرف مستحقات العاملين بالمؤسسة، وخفض الدعم المخصص لها، بسبب تاريخها المناهض للإخوان المسلمين ، وحذروا من انهيار مؤسسة روزاليوسف بسبب قلة الإيرادات مقابل زيادة المصروفات، مع انخفاض الإعلانات بسبب ظروف البلاد.
ولم تتوقف الفعاليات التي صاحبها تهديد باتخاذ خطوات تصعيدية في حال عدم الاستجابة لمطالبهم منها وقف المطابع وقطع مترو الأنفاق، مؤكدين على مشاركتهم بتظاهرات 30 يونيه ضد الإخوان.
و شملت الفعاليات اغلاق شارع قصر العينى من الاتجاهين وشارعي المبتديان وأفراح الأنجال المتفرعين من شارع القصر العينى، وهو ما تسبب في تعطل حركة السيارات المتجهة للتحرير وكورنيش ماسبيرو ووسط البلد وشل حركة المرور جزئيا واضطر الشرطة لتغيير مسارها بعيدا عن شارع قصر العينى.
ولم يكن الشعور بالخطر مستنكرا لأنه جاء بعد أن تقدم عبد الصادق الشوربجي رئيس مجلس إدارة روزاليوسف، باستقالته احتجاجًا على التضييق وقطع المستحقات المالية عن المؤسسة وهو نفس ما فعله سلفه الزميل محمد جمال رئيس مجلس الإدارة السابق الذي تقدم باستقالته لنفس السببب .
ومن هنا أقول لمجلس الشوري وللمجلس الأعلي للصحافة وللدكتور أحمد فهمي وللرئيس محمد مرسي "روزاليوسف" تاريخ يستحق الوقوف بجواره ودعم من ساهموا في صنعه وهي واحدة من المؤسسات التي دارت الماكينات فيها بدماء عمالها وليس عرقهم فقط وفي كل الأحوال لن تسقط.