الأخيرة

قرية جبلية صغيرة في الجنوب الغربي يعيش فيها بضعة آلاف نسمة. وقد اشتهرت هذه القرية بتجارة الماريخوانا حتى أنها صارت

قرية جبلية صغيرة في الجنوب الغربي يعيش فيها بضعة آلاف نسمة. وقد اشتهرت هذه القرية بتجارة الماريخوانا حتى أنها صارت تلقب باسم "أمستردام الصغيرة". لكن إذا كان بعض السكان في قلات يستفيدون من شهرة بلدتهم إلا أن هذه التجارة تسببت في تدهور الوضع الأمني هناك. 
كانت جمهورية إيران الإسلامية إلى حد اليوم معروفة باستهلاك الهيروين والميثامفيتامين، إلا أن تجارة الماريجوانا أخذت تزدهر فيها أيضا. والماريجوانا غير قانونية في البلد وتعتبر مثل المخدرات ومثل الأفيون. وكل من يضبط بحوزته هذه الماريخوانا حتى لو كانت الكمية قليلة يتعرض لعقوبة الجلد 50 جلدة وغرامة تتجاوز آلاف اليوروهات. وإذا تجاوزت الكمية 500 غرام فإن الشخص يتعرض للسجن أكثر من خمس سنوات. أما إذا تجاوزت الكمية 5 كيلوغرامات فقد تتجاوز عقوبة السجن عشر سنوات وتطبق عقوبة الإعدام على الشخص الذي يضبط مرة ثانية.
جامشيد (اسم مستعار) طالب في قلات الواقعة على بد أربعين كيلومترا من شيراز.
  

ظلت هذه البلدة لفترة طويلة معروفة بشجر الليمون وكروم العنب، ومداخيل سكانها كان يأتي معظمها من صناعة النبيذ. صحيح أن النبيذ غير قانوني في إيران لكن حيازة الكروم ليست ممنوعة: فالعنب يحول لنبيذ في البيوت بعيدا عن العيون. 

لكن المنطقة عرفت نحو عشر سنين من الجفاف الكبير وأصبح إنتاج النبيذ صعبا جدا. ومنذ بضع سنوات بدأ المزارعون يزرعون الماريخوانا لأنهم اكتشفوا أن زراعتها أسهل وأنها قد ترد أموالا طائلة. فبدأ كل الشباب المزارعين يمشون على نفس الطريق. إذ أن من السهل زراعتها هنا لأن المنطقة جبلية ويمكن إخفاء المزارع في قلب الغابة.
وشيئا فشيئا لم تعد قلات مشهورة في إيران بنبيذها بل بالماريخوانا. وبدأ المتعاطون يتدفقون من أنحاء البلد لشرائها. وحتى المزارعون الصغار الذين يزرعونها في مناطق أخرى بدؤوا يأتون إلى هنا لأنهم يعرفون بأنهم يستطيعون إيجاد المتعاطين بسهولة. ويبلغ سعر الكيلوغرام الواحد من الماريخوانا المستوردة 5500 يورو، بينما لايتجاوز سعرها في بلدتنا 3000 يورو. 

"الشرطة تتقاضى "إكراميات" من التجار كي تخلصهم من خصومهم" 

لقد جلبت تجارة الماريخوانا عددا من المشكلات إلى القرية مثل مشاجرات التجار التي غالبا ما تكون عنيفة. والسكان لا يثقون بتدخلات الشرطة في هذا الموضوع. من الواضح للجميع أن الشرطة تتقاضى "إكراميات". فهي مثلا تقوم بعمليات اعتقال، ولكن الأشخاص الموقوفين يفرج عنهم غالبا وبسرعة وهذا غريب. والعديد من الناس يقولون إن رجال الشرطة يتقاضون إكراميات من التجار أو المزارعين كي يخلصوهم من خصومهم [هيئة التحرير: فرانس24 لم تستطع التحقق من هذه الاتهامات بشكل مستقل. وقد اتصلنا بالشرطة المحلية لكنها لم ترد علينا لحد الآن].
 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى