فى الحادى عشر من فعاليات مشاركة الهيئة العامة لقصور الثقافة برئاسة د. سيد خطاب فى الدورة الــ 46 لمعرض القاهرة الدولى للكتاب، وتنظمه الإدارات التابعة للإدارة المركزية للدراسات والبحوث برئاسة الشاعر أشرف عامر، وأخرى تابعة للإدارة المركزية للشئون الفنية برئاسة د. أحمد إبراهيم.
ففى مخيم الإبداع بدأت الفعاليات فى الواحدة ظهيراً حيث عقدت ثلاث ندوات، الأولى ناقشت ديوان شعرى بعنوان "وتر مفلوت من الآحزان" للشاعر عبده الزراع، شارك فيها د. شريف الجيار، د. فاتن حسين، صادق أمين، أدارها حسنى منصور، أشارت د. فاتن أن الديوان به بعض الصور البلاغة، كما أوضحت أن الشاعر أعاد بعض ألفاظ القديمة، والديوان به بعض التعبيرات التى تصلح للقصائد النثر وليس للقصائد الشعر، وأكدت أن الديوان يحتوى على طاقة تصويرية جبارة، كما أشار صادق إلى أن الديوان يطرح علاقة الشاعر بالوجود حيث يحمل الديوان دلائل تعطى أكثر من أشارة بين الجزء والكل، كما يعبر عن معاناة الإنسان مع الوجود، وأضح أن الشاعر يرى الحياة من خلال شعره، والشعر ينطلق من خلال الثنائية مثل "الإيقاع، الصورة، الحركة، الخمول، الفرح، الجزن"، أما د. الجيار فأشار إلى أن الديوان باللغة العامية المصرية التى تنتمى إلى وجع البسطاء، والقصائد تناولت العلاقة بين الشاعر والوطن، جنود مصر، ثورة 30 يونية، وبين حلم سالم بطل الديوان، كما أكد أن الديوان يحمل استعارات مكنية مركبة، حيث حول النور إلى مياه تتحرك، فالشاعر مزح المعنوى بالمادى والعكس، والذات الشعرية حائرة تبحث عن مستقر، أما الثانية فقد ناقشت رواية بعنوان "بقع زرقاء" للروائى د. حاتم رضوان، شارك فيها أحمد عامر، د. زينب العسال، أدارها عادل العتمى، أوضحت د. زينب أن الرواية لها عالم رومانسى، وأخر افتراضى يختلط فيه الأزمنة والأشخاص، واعتمدت الرواية على اللغة الصوفية، وأكدت على أن الرواية تحمل علاقات متشابكة ثنائية تضاف زخم فى الأحداث، أما عامر فأشار إلى أن الرواية تكاد أن تكون لوحة مكتوب، تعتمد على أحداث متوازية، تدور داخل النفس البشرية بين الحاضر والغائب، وأضح أن هناك بعض المشاهد المنتثرة التى تثير فى نفس القارئ الجاذبية والتشويق، أما الندوة الأخيرة فكانت بعنوان "الثقافة الجماهيرية بين الصورة النمطية والأداء التفاعلى" شارك فيها حُزين عمر، د. محمد حافظ دياب، د. محمود الضبع، أدارها فؤاد موسى، طرح دياب فى بداية كلمته تسأل "لماذا لا تتعرف الهيئة قصور الثقافة على التجارب الثقافية فى البلدان الأخرى؟، حيث أشار إلى تجربة البرازيل، اليابان، بريطانية، كما أكد على أن الهيئة لديها ثلاث اشكاليات "التسمية" من الجامعة الشعبية إلى الثقافة الجماهيرية بعد الثورة 1952، ثم هيئة قصور الثقافة بعد حرب 1973، الآن هناك بعض الأصوات التى تنادى إلى العودة إلى تسمية الثقافة الجماهيرية، الإشكالية الثانية "الإداء أو الدور" فهناك نوع من الترتيب للمثقفين "البريمو يتبع مكتبة الإسكندرية، المرتبة الثانية للمجلس الأعلى للثقافة، أما الترسو فمن نصيب الهيئة العامة قصور الثقافة"، فالهيئة لم تفكر فى الدور المنط بها، فقصر الشرفا على سبيل المثال منتجاته غير قابل للبيع، وإنما قابل للتلف والخسارة، فعلى الهيئة أن تكون مؤسسة إنتاجية وليس إستهلاكية فالديها ما يؤهله لذلك، أما الإشكالية الثالثة "الأطار المرجعى أو العقيدة" فالعقيدة متمثلة فى تكرس المواطنة، لأنها جزء من الأمن القومى كالمؤسسة العسكرية والشرطية، أما حُزين فأكد على أن الهيئة هى مؤسسة لممارسة الحرية للأدباء والمثقفين، وهى أول كيان ثقافى يرفض الكيان الصهيونى من خلال مؤتمر أدباء الأقاليم، وهى أيضا أول هيئة تنجح فى اختيار رئيسها بعد ثورة 25 يناير، ثم تحدث عن أعلام الهيئة الذين ساهموا فى وضع اسم الهيئة على الساحة الثقافية، كما أشاد بأسلوب النشر بالهيئة الذى قام عليه حسين مهران، وقدم 80% من أدباء مصر، وأضح أن الهيئة هى الوحيدة التى تقدم الدعم فى انتاج الأعمال الأدبية والشعرية، وأنها الكيان الرسمى الوحيد الذى ينافس عدد المساجد فى مصر، أما د. الضبع فتحدث عن تجربته الشخصية مع قصور الثقافة على امتدت على مدار 10 سنوات، وأشار إلى أنه استحداث سلسلة جديدة شارك معه سعد عبدالرحمن الرئيس الأسبق للهيئة وهى سلسلة "تبسيط الأدب" وذلك بهدف تثقيف النشئ، وأضح أن مشكلة الهيئة تكمن فى التفكير خارج الصندوق، حال كل المؤسسات الأخرى، وأُختتم المخيم بعقد أمسية شعرية شارك فيها شعراء محافظتى "مطروح، المنيا" شارك فيها عبدالرحمن حجاب، منال أبو على، محمد رشدان، عياد عبدالرزاق، زحام سليمان، محمد عبدالقوى، أحمد أبو بكر، عصام سنوسى، عاطف شعبان، أحلام نواره، أدارها الشاعر أحمد عبدالله سليمان.
أما مخيم الطفل فبدأت الفعاليات فى الثانية عشر ظهيراً، حيث أقامت الإدارة العامة لثقافة المرأة ورشة رسم بالحنة، وعلى جانب آخر عقدت الإدارة العامة لثقافة الطفل محاضرة ثقافية تحت عنوان "كيف نعمق الانتماء الوطنى لدى الطفل المصرى" شارك فيها محمد كشيك، د. زينب العسال، إلى جانب ورشة فنية لرسوم الأطفال من ورق الجرائد والمجلات، كما تم تقديم عرض فنى لفرقة شبرا الخيمة ذوى الاحتياجات الخاصة، أما الإدارة العامة للقصور المتخصصة "كفر الشرفا" فقدمت عرض صانع الفخار وعمل نماذج خاصة بالطفل، كما قدم قصر 25 يناير للطفل ورشة الطفل تحت عنوان "شخوص وملامح"، وعلى جانب أخر عقد قصر الطفل بجاردن سيتى ورشة فنية لرسوم الأطفال، كما قُدمت مجموعة من العروض الفنية للأطفال "العرائس الماريونيت والأراجوز"، بالإضافة إلى لمجموعة من الورش الفنية للطفل "فلين، ريسايكل، تلوين، رسم على الزجاج، ماسكات وأشغال ورقية، أورجامى، حكى، إعداد الكتاب كهدية فى المناسبات المختلفة، مجسمات فنية من سلك الرباط، بورتوريه من القماش".
وفى مخيم الفنون بدأت الفعاليات فى الثانية ظهيراً، حيث أُقيمت احتفالية فنية تحت عنوان "مئوية المخرج صلاح أبوسيف" رائد الواقعية في السينما المصرية، حيث تم عرض فيلم بعنوان "القاهرة 30"، أعقبه ندوة فنية شارك فيها الفنان الكبير حمدى أحمد، أدراها د. أحمد إبراهيم رئيس الإدارة المركز لشئون الفنية، تحدث حمدى عن ذكرياته مع أبوسيف، وخاصاً أثناء تصويره لفيلمه الأول "القاهرة30"، وأشار إلى أن السبب الأساسى فى باقى أفلام صلاح أبوسيف حتى الآن يرجع إلى أنه رجل شعبى من سكان بولاق أبوالعلا التى كان يطلق عليها مصر الحديثة أيام محمد على باشا، وكان انتماءه إلى المواطن الغلبان، كما أشاد بجميع أفلام أبوسيف وعلى رأسهم فيلم "بين السما والأرض"، وأوضح حمدى أن هناك فرق بين الواقعية والطبيعى، فالواقعية تجميل الواقع نوعا ما، أما الطبيعى فيتناول الواقع كما هو، كما وجه النقد إلى الأفلام المقاولات التى ساهمت بشكل كبير فى تشوه صورة مصر، وإلى الأفلام السينمائية الجديدة التى ترويج إلى البلطجة والعنف، كما أكد على أن مشروع الفوضى الخلاقة فى مصر يأتى عن طريق الفن بكافة أنواعه، وعن طريق بعض القنوات الفضائية التى تمول من أموال أجنبية صهيوني، وصاحب الندوة عرض فنى لفرقة أسيوط للموسيقى العربية التى قدمت مجموعة من أغنيات أفلام صلاح أبوسيف "الشرط نور، اسمر يا اسمراني، قلبى ومفتاحه، ظلموه" وغيرهم، وأُختتم المخيم بعرض فنى لفرقة الجيزة للموسيقى والغناء التى قدمت مجموعة من العروض المتميزة "العصا والاتزان" وغيرهم.