اتصالات

كثيراً ما فاجئتك هذه الرسالة على هاتفك المحمول “تم اختيار رقمك للفوز بسيارة …، اتصل على رقم … مجانا” ،

 

 
كتب : احمد فتحى
 
كثيراً ما فاجئتك هذه الرسالة على هاتفك المحمول "تم اختيار رقمك للفوز بسيارة …، اتصل على رقم … مجانا" ، وتشعر وقتها ان الامانى لازالت ممكنه ، وتسارع بالاتصال بالرقم المجانى ، ولا تلبث الا ان تكتشف ان ماتملكه من جنيهات قليلة فى رصيدك قد تم "الاستيلاء عليه" .
 
من جانبه ، علق المهندس عمرو بدوى "رئيس الجهاز القومى لتنظيم الاتصالات" ان هذه المسابقات ، شأنها شأن اى مسابقة "يانصيب"معمول بها فى اى مكان بالعالم ، مشيراً الى انها تخضع لرقابة وزارة الشئون الاجتماعية ، والتى تكون مهمتها هى التأكد من وصول جوائز هذه المسابقات للفائزين بالفعل ، وموضحاً ان هناك جزء من هذه المسابقات يكون من خلال بعض الشركات الخاصة ، التى تتعاقد مع شركات الاتصالات "الأم" ، على ان يتم اقتسام العائد بينهما فيما بعد ، ومؤكداً أن اى شركة يثبت تلاعبها بمشتركيها سيتم احالتها الى النيابة العامة فوراً ، لإتخاذ الإجراءات القانونية بشأنها ، على ان يبدأ المواطن بتقديم شكوى للشركة التى يتبعها اولاً ، ثم يلى ذلك تقديم شكوى لجهاز تنظيم الاتصالات .
 
فيما أوضح د. بهى الدين حسن "مركز القاهرة لحقوق الانسان" ، انه الى الان لم ترد اى شكوى للمركز للتحرك على اساسها ، نحو الدفاع عن حقوق المواطنين ضد هذه الشركات الوهمية .
 
بينما أكد اللواء عاطف يعقوب "رئيس جهاز حماية المستهلك" ان الشركات الثلاث العاملة فى مصر ملتزمة بالقوانين المنظمة لمثل هذه المسابقات ، مشيراً الى ان هناك بعض الشركات الوهمية ، التى تستغل مثل هذه الرسائل ، لتنصب "فخاخها" للمواطنين ، تحت إغراء الجائزة الوهمية التى يعلنون عنها ، وذلك اما للحصول على معلومات وبيانات تخص العميل ، واستخدامها استخدامات غير مشروعة ، او لسحب "رصيده" بدعوى ان هذه هى رسوم التسجيل والاشتراك للحصول على الجائزة ، وفى النهاية يكتشف المواطن انه وقع ضحية احدى عصابات النصب ، وموضحاً ان الجهاز سوف ينشر بيانا تحذيرياً لوسائل الاعلام وللمواطنين ، لتوجيههم نحو عدم التعامل مع مثل تلك "الرسائل والمسابقات الوهمية" .
 
واشارت د. سامية خضر "استاذ الاجتماع بجامعة عين شمس" الى ان مواجهة مثل تلك الظواهر السلبية تكون من خلال تضافر جهود خبراء التنمية البشرية وعلم الاجتماع مع وسائل الاعلام لتوعية المواطنين بعدم جدوى اللهاث وراء مثل تلك المسابقات التى تمثل "مضيعة للوقت" وتدعو للاتكالية ، بينما الاوجه هو العمل على تنمية الجوانب الايجابية داخل كل شخص ، لإستثمار قدراته بما يتيح له النجاح ، وتحقيق ذاته بالشكل الامثل ، بعيداً عن اغراءات الثراء السريع بدون مجهود ، وعبرت عن استيائها من وسائل الإعلام التى تشجع مثل تلك المسابقات ، ومؤكدة انها تؤدى الى توليد احباطات متوالية لمن يتعرض لها ، وقد تحوله الى شخصية غير سوية ناقمة على المجتمع بأكمله .
 
 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى