لا تزال مذبحة ستاد بورسعيد ( موقعة الجمل الثانية ) تلقى بظلالها على المشهد السياسى بمصر ولاتزال حالة الاحتقان مستمرة
لا تزال مذبحة ستاد بورسعيد ( موقعة الجمل الثانية ) تلقى بظلالها على المشهد السياسى بمصر ولاتزال حالة الاحتقان مستمرة بين اطراف متعددة وبين وزارة الداخلية والمجلس العسكرى فيما اختفى وانسحب من المشهد عدة اطراف فاعلة كان ينبغى ان يكون لها دور فى وأد الفتنه قبل اشتعال البلاد للمره المليون فيما يلى نعرض كل المسئولين وكيف تعاملوا مع المأساه ؟؟
" وزارة الداخلية "
علامات استفهاه متعددة حول دور وزارة الداخلية وقياداتها فى التقصير والاهمال الجسيم الذى يصل لحد التواطؤ حيث انه كانت قد تواردت الانباء حول مدى الاحتقان الذى يسود بين جماهير الناديين والذى من الممكن ان يستغل لاشعال فتنه جديدة فى وقت شديد الخطورة حيث يموج الشارع السياسى بفوران من جراء بطء المحاكمات وعدم حدوث اى تغيير فى الاوضاع السياسية والامنية والاقتصادية للبلاد بل ان الامور تنتقل من سئ الى اسوء وهنا يظهر تصريح مدير امن بورسعيد فى مداخلة تليفونية على احدى القنوات الفضائية قائلا " لم يكن فى استطاعتنا مواجهه جماهير بورسعيد والا انتهت المذبحة بخسائر اكثر فى الارواح – طبعا هو اخذ بالقاعدة الفقهية اخف الضررين ؟ – ومع هذا تقرر اجراء المباراة المشئومة فى موعدها وعلى ارض بورسعيد لتقع المذبحة ونبدأ فصلا جديدا من فصول المواجهه المباشرة بين الشعب وبين وزارة الداخلية والتى قد تنتهى بأمرين لا ثالث لهما … اما سقوط قتلى يضافوا لسجلات الشهداء او ان تسقط وزارة الداخلية بين ايدى محاصريها وينتهى دورها للابد فى الشارع المصرى ؟؟ مما يمهد لخلو الساحه للمتربصين بالبلاد ولا يتبقى سوى الجيش لتكثيف المؤامرات والخطط لاسقاطه ؟
" المجلس العسكرى "
بطء فى اتخاذ القرارات والتى حتى وان تم اتخاذها لا تكون على مستوى الحدث – وهنا يظهر على السطح بيان المجلس العسكرى الذى لا يسمن ولا يغنى عن جوع – مما يزيد من حالة الاحتقان الموجودة فى الشارع بالفعل ضد المجلس العسكرى ولصالح المطالبين برحيلة وتسليمه السلطه لقيادة مدنية ومسائلة القائمين عليه جراء استمرار مظاهر العنف وسقوط المزيد والمزيد من القتلى كل يوم وبمسميات مختلفة ولعدم قدرته على الاضطلاع بمسئوليته السياسية تجاه البلاد ؟
" المخلوع وذيوله من الفلول "
فى كل مصيبة تحدث تتجه اصابع الاتهام الى المخلوع " وهنا تطفو على السطح مقولته الشهيره انا أو الفوضى " واركان نظامه البائد ممن يطلقون عليهم الفلول سواء كانوا متواجدين خلف القضبان او ينعمون بالحرية فى الخارج " سواءا كانوا من رجال الاعمال او مسئولين سابقين لم تطالهم يد العداله حتى الان حيث انهم لا يزالون يتمتعون بكل الوسائل التى تكفل لهم تنظيم خطوطهم وتوحيد صفوفهم للتآمر على مصر و المصريين فهم يملكون المال والاتصالات مع جهات متعدده او من خلال رجالهم من البلطجية والمخربين الذين طالما استخدموهم فى تزوير الانتخابات وتثبيت اركان نظامهم القمعى الارهابى من قبل .
" جهات خارجية "
مما لا شك فيه ان هناك العديد والعديد من الجهات الخارجية التى تسعى لاسقاط مصر فى بحار الحرب الاهلية والصراعات الداخلية لتقع اكبر دولة عربية ولا تقوم لها قائمة مرة اخرى حيث ان مصر بها الكثير من عوامل قيام الدول المتقدمه وان تُركت وشأنها فسوف تنطلق لمصاف الدول العظمى وتسحب خلفها كل الدول العربية والاسلامية لتعود لسابق عهدها قديما حينما كانت تمثل حائط الصد امام كل محاولات اسقاط الهوية العربية والاسلامية وتشير اصابع الاتهام الى العديد من الدول فهناك اسرائيل التى لم تنس هزيمتها النكراء فى حرب 73 ولا تزال تمنى النفس برد الصاع صاعين وتنفيذ مخططها لاقامه دولتها الكبرى " من النيل الى الفرات " وهنا تظهر على السطح تصريحات رئيس حزب الليكود – بتنامى النفوذ الايرانى بمنطقة سيناء مما يوجب حتمية اتخاذ اجراء احترازى وتصريحات وزير الدفاع الاسرائيلى بحتمية حماية حدود الدولة العبرية وانهم يعيشون اجواء مشابهه لاجواء حرب 67 والتى بادرت فيها اسرائيل بالهجوم – وان لم تستغل حاله الفوضى الموجودة الان فهى لن تستطيع تنفيذ مخططاتها فى وقت اخر وبالطبع هناك الحليف الرئيسى امريكا والتى سبق وان طرحت مفاهيم الشرق الاوسط الجديد والفوضى الخلاقة من خلال وزيرة الخارجية كونداليزا رايس وهذه فرصتها التى جاءت اليها على طبق من ذهب لتنفيذ ما تريد بالاضافة الى قطر وايران والعديد من الانظمة العربية التى تخشى من انتقال عدوى ثورات الربيع العربية اليها لتقود دعائم ملكها ونفوذها .
" سوزان مبارك "
بالرغم من كونها " مفجره الثورة المصرية " باصرارها على تنفيذ مخطط التوريث الذى كان لا يحظى بالقبول فى الشارع المصرى وبتدخلاتها فى شئون السياسة بغباء ادى الى سقوط حكم مبارك فى 11 فبراير الماضى ورغم انها تملك من المال والاتصالات ما يمكنها من نشر الفوضى وتنفيذ مخططات اسقاط الدولة المصرية حيث انها الان تمثل حلقة الوصل مابين رجال " بورتو طره " المتواجدين خلف القضبان وبين رجال النظام السابقين بالخارج والداخل الا انها لا تزال طليقة ولا يعرف احدا عنها شيئا .
" حركة 6 ابريل "
من الحركات السياسية الناشئة والتى ساهمت فى نجاح الثورة المصرية ولكن شيئا فشيئا بدأت تتجه اليها اصابع الاتهام بتلقيها دعما خارجيا لتنفيذ مخططات خارجية فى مصر بالرغم من عدم تقديم ما يدعم هذه الاتهامات الا ان المتابع للاحداث يجدهم متواجدين فى كل كارثة تحدث للبلاد ولكى اكون صريحا فهم يظهرون غير ما يبطنون وبالفعل هى هى نفس الوجوه التى تسوق الجميع نحو اسقاط اخر ما تبقى لمصر من مؤسسات تحميها من الوقوع فى ويلات الحرب الاهلية " الجيش " بعد ان تم بالفعل قتل واسقاط جهاز الشرطة واصبح يمثل العدو رقم واحد لعموم الشعب المصرى فهم دوما تجدهم فى الصفوف الاولى عند اى مواجهه ليقودوا الجميع وفق نظرية العقل الجمعى ومع اول اشتباك ينسحبون الى الصفوف الخلفية لترى الضحكات تعلو وجوههم جميعا مع استمرار ظهورهم بشكل مكثف على كل القنوات فى شكل تصريحات ومداخلات يظهرون فيها انهم يقومون بمحاولات عمل الهدنه لانقاذ ما يمكن انقاذه من الارواح .
" مرشحى الرئاسة "
لم يظهر ايا منهم خشية ان يخسر اصواتا او تأييد ايا من الكتل او الائتلافات السياسية بالرغم من ان هذا التوقيت الحساس كان يحتاج لتواجدهم فى محاولة اطفاء جذوة النيران التى من الممكن ان تشعل البلاد مرة اخرى وتقود دعائم الاستقرار الذى يجب ان نسير علي خطاه لاعادة بناء لدولة رغم كل العواصف والاجواء المعاكسة التى تطيح بالامل المتبقى لتحقيق ذلك .
" البرلمان "
لا زال يتعامل مع الامور بنفس العقلية القديمة رغم تغير خارطة اللاعبين المشاركين فى المشهد السياسى المصرى الان حيث انه وبالرغم من ان البلاد على شفا حفرة من النار فهو " اجازة اليوم " بالرغم من انه برلمان ثورة ويجب ان يتعامل مع الامور وفق العقلية الثورية وليس وفق عقلية موظف الحكومة الذى يعود الى بيته يوم الاجازة حاملا البطيخة فى يده لينعم بالنوم والاكل ومشاهدة برامج التليفزيون فى السهره .
" جماعة الاخوان وحزب النور "
نفس العقلية ونفس التصرف سواء كانوا يمثلون احزابهم كافراد او نواب فقد غابوا عن الاحداث تماما ولم يحاولوا الظهور لمحاولة اقناع المتظاهرين بالعدول عن قرارهم باقتحام وزارة الداخلية واحراقها وهذه هى الرسالات الخفية التى كانت متداولة بين جموع المشاركين مما يؤدى فى النهاية لسقوط ضحايا جدد من الطرفين والعجيب انه حينما سألت لميس الحديدى د. نادر بكار – المتحدث الرسمى باسم حزب النور – عن اسباب اختفاء ممثلى حزب النور او ايا من الاحزاب السياسية الاخرى عن مشهد الهجوم على كل مايمثل الامن او وزارة الداخلية فى اغلب محافظات مصر وعن تنفيذ مخطط اعادتنا للمربع رقم صفر من جديد انه اجاب ان الاولوية المطروحة الان لشباب الحزب وممثليه هى إنقاذ الجرحى والمصابين عن طريق تنظيمهم لحملة للتبرع بالدم وكأنه يقول نحن لن نتعامل مع الأسباب وإنما أولوياتنا هى التعامل مع النتائج وهى نفس عقلية النظام القديم والتى جُبل عليها جميع المصريين بالتعامل مع نتائج اى كارثة بدلا من التعامل مع اسبابها الجذرية .
" الألتراس "
مع الوضع فى الاعتبار حالة الاحتقان والعداء مابين جماهير الألتراس ووزارة الداخلية منذ نشأة الالتراس فى مصر … تم استخدامهم وإعداد الفخ لهم بطريقة غاية فى الذكاء حيث ان اختيار توقيت المباراه " المذبحة " وتغيير مدير امن بورسعيد قبل المباراة بيومين والإصرار على إقامة المباراة فى بورسعيد رغم الاحتقان الشديد بين جماهير الناديين مع الاهمال الجسيم فى تأمين المباراة مع الوضع فى الاعتبار ان يوم الجمعه والسبت والاحد اجازة رسمية وهى فتره جيده لإحراق البلاد كل ذلك ادى لوقوع الكارثه واستخدام حشود وقوة الالتراس فى تنفيذ المخطط المرسوم بدقه مسبقا لاحراق البلاد ودخولها فى دوامة جديدة من الصراع والعودة من جديد الى المربع رقم صفر وعلى الرغم من نفى رابطة الالتراس لمشاركة ايا من اعضائها فى الهجوم على وزارة الداخلية الا انهم كانوا متواجدين وبكثافة مع العلم ان المسيرة بدأت فى التحرك تجاه وزارة الداخلية من امام النادى الاهلى بالجزيرة فى تمام الساعة 4 عصراً وكل من له شأن بالرياضة كان على علم بذلك .
" اتحاد الكره "
تفوح من هذا الاتحاد روائح فساد تزكم الانوف وهو فى النهاية كيان مكون من عده افراد يلعب كلا منهم بطريقته الخاصة ولكن الذى يجمعهم ويربطهم هو تحقيق المكاسب الماديه ايا كانت الطرق " مشروعة او غير مشروعة " وايا كان الثمن " دماء بريئه " وعلى الرغم من ذلك وعلى الرغم من فساده الذى لا يخفى عن عين اى متابع لطريقة ادارته للاحداث الا انه يبدو انه اعلى من ان تطاله يد القانون اللهم الا بعد ان وقعت المأساه ؟؟ ولكن هل يفيد البكاء عن اللبن المسكوب .
" جماهير بورسعيد "
مما لا شك فيه انهم نبت طيب من ارض مصر الطيبه عرف عنهم الشهامه والنضال ولكن تم استغلال نقطة الضعف الوحيده فى هذا النبت الطيب الا وهى " جنون الساحرة المستديرة " " والاعتزاز بشخصيتهم وكرامتهم " وهذا ما يفسر ظهور اللافته المزعومه لدقائق " بلد الباله ماجابتش رجاله " بين جماهير الاهلى ثم اختفائها بعد ذلك تمام والسؤال الذى يطرح نفسه بشده هنا هو كيف تم السماح بدخولها لارض الملعب من الاساس ؟؟ على الرغم من تفتيش جماهير الاهلى بدقه قبل الدخول للمدرجات ثم القبض على بعض المجرمين الذين اندسوا بين صفوف جماهير بورسعيد بعد المباراه وبحوزتهم السلاح الابيض " سيوف وسنج " وهنا نعيد طرح السؤال مرة اخرى كيف تم السماح بدخولها لارض الملعب من الاساس ؟؟ وهو ما يؤكد وجود تخطيط مسبق لحدوث هذه المذبحة ووجود مؤامره لاسقاط لبلاد فى دوامه جديده من الصراعات .