أخبار وتقارير

لا يتمتع النظام الذي يحصل بموجبه السياسيون في ألمانيا على رواتبهم بالشفافية. فالبرلمانيون في ألمانيا لا يحصلون مقابل عملهم رسميا

لا يتمتع النظام الذي يحصل بموجبه السياسيون في ألمانيا على رواتبهم بالشفافية. فالبرلمانيون في ألمانيا لا يحصلون مقابل عملهم رسميا على رواتب، بل تعويضات أو ما يسمى مكافأة برلمانية. وهي ليست ضعيفة في كل الأحوال: فأعضاء البرلمان الألماني يحصلون على 9.542 يورو شهريا. إضافة إلى مبلغ إجمالي يغطي تكاليف معيشية إضافية يصل شهريا إلى 4.318 يورو غير قابلة لعرضها على الجباية الضريبية، إذ هي تصلح لتغطية التكاليف في إطار التفويض السياسي مثلا دفع تكاليف إقامة قريبة من البرلمان الألماني والأكل وتكاليف النقل. وليس هذا لوحده، بل يمكن لأعضاء البرلمان الألماني تحديث تجهيزات المكتب والعمل بمبلغ أقصى يصل إلى 12.000 يورو سنويا، ما يشمل أيضا اقتناء هاتف سمارت فون أو آلة قهوة. لكن البرلمانيين يحصلون لاحقا على تلك الأموال مقابل تقديم فواتير.
وقد تم في يوليو الأخير رفع مستوى المكافآت البرلمانية لأعضاء البرلمان ـ ويحصلون في كل سنة على زيادة تلقائية في الراتب تتناسب مع حجم تطور الأجور في البلاد عموما وفرق التضخم المالي السنوي. 

وكيف هو حال أعضاء البرلمانات المحلية؟
إنهم يحصلون على مكافآت برلمانية ومبالغ إجمالية لتغطية التكاليف تختلف عن بعضها البعض. فالبرلمانيون في هامبورغ يحصلون فقط على 2.641 يورو إضافة إلى مبلغ إجمالي يُقدر ب 350 يورو. في المقابل يحصل أعضاء البرلمان في ولاية رينانيا الشمالية وويستفاليا على 9.500 يورو في الشهر ولا يتلقون مبالغ إجمالية لتغطية التكاليف.
لكن كيف هو وضع السياسيين الكبار في النظام السياسي الألماني؟ ماذا تتلقى أنغيلا ميركل ووزير خارجيتها زيغمار غابرييل والرئيس فرانك فالتر شتاينماير. ويظهر أن من يحصل على أعلى مكافأة مالية رغم أنه يقوم بمهام تمثيلية فقط في ألمانيا هو الرئيس الاتحادي فرانك فالتر شتاينماير. فمقابل راتب شهري للمستشارة ميركل بمبلغ 18.820 يورو يتلقى شتاينماير نحو 20.911 يورو شهريا.
ويحصل الوزراء الألمان على 15.000 يور في الشهر. ويتألف هذا المبلغ من راتب أساسي وعلاوات على الأجر. ورغم أن المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل تشغل منصبا أقوى سياسيا في ألمانيا، إلا أن الرئيس يحصل على راتب أكبر. وهنا يطرح السؤال نفسه حول الراتب الذي تحصل عليه ميركل مقارنة مع رؤساء حكومات أخرى.
فالقليلون يحصلون على راتب أعلى من المستشارة الألمانية، بينهم الرئيس الأمريكي براتب سنوي يصل إلى نحو 333.000 يورو. ولكن يبقون بعيدا كثيرا عن رئيس وزراء سنغافورة لي هسيين لونغ الذي يتلقى نحو 1.5 مليون يورو في السنة.

ينظر الألمان إلى أجور السياسيين ليس في علاقة مع بلدان أخرى بل في مقارنة مع الرواتب المحلية. فأجور أعضاء الحكومة والبرلمانيين العاديين تتعدى بشكل ملموس متوسط الدخل الألماني. وهذا يتسبب دوما في توجيه انتقادات للسياسيين على كل المستويات.
لكن يجب الإشارة إلى أن أجور السياسيين لا تصل في غالبها إلى مستوى أجور الأطباء والمحامين أو مدراء الإدارات. فيمكن لرئيس بنك أن يحصل على راتب سنوي بمبلغ 850.000 يورو، وهذا يتعدى الأجر السنوي للمستشارة الألمانية بثلاث مرات رغم أنها تقوم بعمل شاق.
ما يثير غضب المراقبين أيضا هو أن واحدا من بين أربعة برلمانيين يحصل بموجب وظيفة ثانوية خارج البرلمان على أكثر من 10.000 يورو سنويا إضافة إلى مكافأته البرلمانية.
نقلا عن DW الألمانية

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى