لدينا في الوزارة 5500 إمام وخطيب جميعهم في حاجة الى اعادة تأهيل وتعليم
حوار/ صبحي شبانة
دعا, وزير الأوقاف الدكتور طلعت عفيفى, جموع المصريين الى المشاركة في الاستفتاء , ووضع مصلحة الوطن فوق كل الخلافات السياسية و الحزبية والتوجهات الايديلوجية , مطالبا كافة المواطنين بالتخلي عن السلبية والتحلي بروح الايجابية, و تحكيم لغة العقل, والتعاضد و التلاحم كي تمر هذه المرحلة الفارقة في تاريخ الامة المصرية.
وقال, الدكتور طلعت عفيفي في حواره مع الزميل صبحي شبانة مدير مكتب روزاليوسف في المملكة العربية السعودية خلال حضوره مساء الثلاثاء الماضي مراسم حفل توزيع جائزة الأمير نايف بن عبدالعزيز آل سعود العالمية للسنة النبوية والدراسات الإسلامية المعاصرة في دورتها السادسة, أن أهم تحد يواجهه في وزارة الاوقاف بعد تقلده المنصب الوزاري قبل نحو خمسة أشهر هو محاربة بؤر الفساد والقضاء على المحسوبية والرشاوي و المجاملات وإعادة هيكلة وتصحيح وترشيد الكثير مما كان سائدا في عهد النظام السابق.
وأكد, ان وزارة الاوقاف بها اكثر من خمسة ألاف وخمسمائة إمام وخطيب غير مؤهلين ثقافيا وفكريا وهم في حاجة الى اعادة تأهيل كي يتمكنوا من القيام بدورهم المنوط بهم في تنوير المجتمع وإرشاده الى تعاليم الدين القويم, منوها الى ان العملية التعليمية في الازهر الشريف في حاجة الى مراجعة كي تواكب الحراك المجتمعي والتطور التعليمي الذي يلبي متطلبات العصر الذي نعيشه…. والى نص الحوار
· ماهي اسباب الزيارة ؟ وماهي النتائج التي نجمت عنها؟.
– جئت لتلبية دعوة كريمة من الامانة العامة لجائزة الامير نايف بن عبد العزيز للسنة النبوية والدراسات الإسلامية المعاصرة ضمن لفيف من كبار العلماء والشخصيات الإسلامية أتت من مختلف الدول ألإسلامية, والزيارة هي مشاركة مصرية واجبة , لان مصر هي قلب العالم الاسلامي ومنارته , بلد الازهر ومعقل الوسطية , منها انطلقت قوافل الدعاة والعلماء لتجوب العالم وتعلم الناس اصول الدين السليم , ولاشك أن حضور وفد مصري فى مسابقة الأمير نايف بن عبد العزيز لدراسات السنة النبوية، يعد شكلا من اشكال توثيق العلاقات والروابط الأخوية بين مصر والسعودية, كما ان الحضور فى مثل هذه المناسبات الإسلامية يسهم في تعميق وتبادل الخبرات و توثيق العلاقات الاخوية التي تربط بين الدولتين والشعبين الشقيقين.
· كيف ترى معاليكم العلاقات المصرية السعودية في اول زيارة لكم كوزير للأوقاف؟
– العلاقات المصرية السعودية، هي علاقات راسخة وقوية ومتينة , وتصب في صالح الامتين العربية والإسلامية, ويتمتع الشعبين في مصر والسعودية بعمق الروابط و الاواصر المشتركة المتصلة عبر الازمان والعصور ، وابلغ دليل على ذلك , أن المصريين المقيمون فى السعودية يمثلون أعلى نسبة للمصريين خارج مصر، وحسبما علمت فهم يقتربون من نحو 2 مليون مصري يعملون في كافة المجالات ويعيشون وسط اخوانهم من السعوديين , كما يشكل المصريون في المملكة اكثر من نصف عدد أصوات الناخبين المصريين فى الخارج، وهو ما يدل على عمق وخصوصية وحميمية العلاقة بين البلدين والشعبين الشقيقين.
· أشرت في اجابتك الى الفساد الذي يضرب في أوصال الوزارة, فهل لديكم خطط او استراتيجيات للإصلاح والترميم ومكافحة الفساد؟
– نحن حاليا بصدد اعادة النظر فى الهيكلة والتنظيم وإحلال وتغيير قيادات الوزارة بشكل تدريجى وممنهج يهدف إلى تحقيق الإصلاح المنشود، كما انه لابد من معالجة الفساد المتغلغل في قطاعات الوزارة المختلفة بقدر كبير من التروي والصبر والإخلاص والحكمة , وبالطبع سوف يستغرق الامر بعض الوقت وكما تعلم فانا لم يمض علي في الوزارة سوى خمسة اشهر وهي فترة ليست كافية لترتيب اوضاع الوزارة , نحن لدينا اكثر من خمسة آلاف و خمسمائة امام وخطيب غالبيتهم غير اكفاء وللأسف كلهم جامعيون تخرجوا من الازهر , تم تعيينهم أئمة ودعاة عن طريق الواسطة والمحسوبية, اننا بالفعل نحتاج الى اصلاح جذري يطول كل قطاعات وهيئات الوزارة.
· هل يعني ذلك أن لدى وزارتكم رؤية او مشروع ستتقدمون به للحكومة لتطوير العملية التعليمية بالأزهر الشريف المنوط بتخريج الدعاة؟
– ليس لدينا مشروع بهذا المعنى , ولكننا بالطبع سوف نفكر في وسائل وخيارات اخرى على رأسها وفي مقدمتها التدريب والتعليم والتثقيف على راس العمل , كما ان مشيخة الازهر استحدثت في الفترة الماضية معاهد علمية حديثة في المراحل ماقبل الجامعية, تقوم على عملية تعليمية جادة وقوية , يدرس فيها الطلاب اللغات الاجنبية, وبالطبع سوف يكون طلاب هذه المعاهد نواة لجامعة الازهر العريقة التي تمد العالمين العربي والاسلامي بالأئمة والدعاة و العلماء.
· هل التقيتم خلال يومي الزيارة معالي وزير الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد الشيخ صالح بن عبد العزيز بن محمد آل الشيخ؟
– لبيت ضمن وفد ضيوف الجائزة دعوة وزارة الأوقاف والشئون الإسلامية السعودية، والتقيت عددا من قيادات الوزارة السعودية، وتم استعراض العلاقات الثنائية بين البلدين وسبل تعزيزها، كما تم استعراض الجهود التى تقوم بها الوزارة السعودية فى خدمة الإسلام والمسلمين , وكذلك جائزة الأمير نايف للسنة النبوية، ودورها فى رفع شأن البحوث والدراسات فى مجال السنة النبوية الشريفة, وأسعدني وجود فائزين مصريين فى مثل هذه الجوائز بشكل مستمر ’وهذا يعد أمرا طبيعيا أن يكون من بلد الأزهر الشريف فائزون فى كل المسابقات الإسلامية, والسؤال المستغرب يكون فى حالة غياب فائزين من مصر , وكما تعلم فان العالم المصرى الدكتور راغب الحنفى السرجانى فاز منفردا بجائزة الأمير نايف العالمية للسنة النبوية والدراسات الإسلامية المعاصرة هذا العام فى دورتها السادسة عن موضوع "حماية البيئة فى الإسلام".
· هل يوجد تعاون بين وزارتي الاوقاف في كل من مصر والسعودية؟, وهل تلوح في الافق خطط للتعاون المشترك بين الوزارتين؟.
– نحن نهتم سويا بالمساجد وإنشائها وصيانتها وعمارتها ونهتم بالدعاة والأئمة وتخريجهم وتدريبهم ورعايتهم، ونهتم بشئون الأوقاف فنحن نؤدى هنا وهناك نفس الرسالة، والهدف الذى نسعى إليه هو نفس الهدف, والوسائل هي نفس الوسائل، ونسعى الى تبادل الخبرات والوفود بين البلدين , واود ان اشير هنا الى أن هناك كثيرين من دول العالم الإسلامى يفدون إلى مصر للاستفادة من الخبرات المصرية فى مجال إدارة شئون الدعوة والأوقاف.
· انطلق في ربوع مصر الاستفتاء على مشروع الدستور في وقت تشهد فيه البلاد انقساما واستقطابا حادا, ما الذي تود توجيهه كوزير في الحكومة الحالية الى المصريين في هذا الوقت الحرج الذي تمر به مصر؟
– عليكم أن تضعوا مصلحة وطنكم فوق كل اعتبار , ولا تسمعوا لما يقال حولكم، وادعوا الله وقولوا (اللهم أرنا الحق حقا وارزقنا إتباعه وأرنا الباطل باطلا، وارزقنا اجتنابه) واستخيروا الله سبحانه وتعالى فيما تريدوا أن تفعلونه لصالح بلدكم, لكن ان تقفوا على الحياد وتسمعوا لهذا وذاك دون ان تقتنعوا داخليا تعصبا ل "سين" او ل"صاد"، فهذا امر لا احبه ولا احبذه, ان الاستفتاء على الدستور المصرى الجديد يأتي في لحظة فارقة فى تاريخ المصريين, فمن الضروري ايها المواطن ان تكون ايجابيا ,فإذا كنت ممن تعجبهم اللجنة التأسيسية, وتوافق على مشروع الدستور, فاذهب وقل "نعم"، وإذا كنت من الطرف الغير مقتنع باللجنة, الرافض للدستور فاذهب وقل "لا" , ان مقاطعة الاستفتاء والإعراض عنه تصرف مرفوض، علينا ان نرسي الإيجابية ونذهب للإدلاء باصواتنا, إن التعبير عن الرأى أمر لا خلاف عليه، والاختلاف فى الرأى كما يقول العلماء لا يفسد للود قضية، فالاختلاف ظاهرة صحية، أما إذا تحول إلى خلاف وشقاق ونزاع وتطاول باللسان ومد بالأيدى وإهدار للدماء واستباحة للحرمات، فإنه يصبح ظاهرة مرضية ونحن لا نحب هذا ولا نتمناه.
· الفريق الرافض لمشروع الدستور على هيئته الحالية له مبرراته التي يقتنع بها قطاع عريض من المصريين, فماهي رسالتك التي توجهها الى المعارضين؟
– نحن على أعتاب ديمقراطية ارتضينا أن تكون حكما بيننا وبين بعضنا، وارتضينا أن يكون الفيصل هو "الصندوق الإنتخابي" ، وأن يقول الشعب كلمته ب"نعم" أو ب"لا"، والأغلبية هى التى ستفرض رأيها، فلا ينبغى لأحد أن يفرض على الشعب وصاية معينة بأن يقول "لا" أو يقول "نعم"، وإنما إقنع برأيك الآخرين بموضوعية وبأدب وإحترام ، وإترك بعد ذلك الاختيار للناس ليقولوا ما يشاءون دون ضغوط عليهم أو إلحاح.