فن

لم يكن الحديث مع نجم كبير بحجم كريم عبدالعزيز سهلا كما يعتقد البعض فالحوار معه يحتاج الي التأني فيما يقوله

حوار : موسي صبري
لم يكن الحديث مع نجم كبير بحجم كريم عبدالعزيز سهلا كما يعتقد البعض فالحوار معه يحتاج الي التأني فيما يقوله لانه يجلس امام منظومة فنية ثقيلة اثرت الحياة الفنية باعمال حفرت اسمها في تاريخ السينما المصرية بداية من اولي بطولاته في فيلم "الباشا تلميذ" مرورا بفيلم"ولاد العم" وفاصل ونعود"فقد اثر في كل محبيه وعشاقه باعماله التي خلدت في وجداننا لذلك خرج عن الاطار المألوف وتمرد علي نفسه في فيلم" الفيل الازرق" وتعمد ان يخفي الضحكة علي الجمهور في العيد لاسباب خاصة يذكرها معنا في هذا الحوار والمشاكل النفسية التي تعرضها لها اثناء التصوير وبعده كما كشف عن اسباب اطلاق لحيته في هذا التوقيت تحديدا وعن اتهام الفيلم والهجوم عليه
في البداية سألت كريم:
كيف وجدت ردود فعل الجمهور حول فيلمك الاخير"الفيل الازرق"؟وهل توقعت هذا النجاح الكبير؟
الحمد لله علي كل شئ ففي البداية كنت علي امل وثقة بالله ان ينال اعجاب الجمهور خاصة ان فريق العمل بذل مجهود كبير يضاهي تصوير اكثر من ثلاث افلام جملة واحدة فكان مهمة شبة انتحارية رغم ان البعض حذرني منه قبل تصويره لكن كان رهاني علي الجمهور الذي يؤمن باهمية الفيلم واكثر ما كنت اخشاه هو توقيت عرضه في موسم العيد الذي اعتبره البعض مجاذفة مني خاصة ان الفيلم به دراما نفسية صعبة قد تؤثر علي نوعية الجمهور الذي يحتاج في العيد افلام بها كوميديا وضحك لكن نجاح الحالة مع الجمهور جعلني اكسر قاعدة الجمهور عايز كده فالجمهور يحتاج الي سينما نظيفة واعمالا جيدة وهذه التجربة منحتني فرصة جديدة نحو عالم التمثيل واشعر بانني اول امرة امثل والحمد لله علي ايراداته الاعلي في تاريخ السينما والتي وصلت الي 25 مليون جنيه
من خلال متابعتي للعمل وجدت حالة شحن زائدة لشخصية "يحيي راشد" وضغوطات وانفعالات عديدة كيف تعاملت مع هذه الشخصية ؟وهل استعنت بطبيب نفسي في الفيلم؟
بالفعل فكل العوامل كانت ضد يحيي راشد مرورا بفقدان حبيبته في بداية الفيلم فهذه الفترة تمثل بداية الضياع لشخصيته حتي تحول من طبيب نفسي الي مريض نفسي علي يد مريض اقنعه بانه مريض نفسي فلك ان تتخيل كمية العوامل النفسية التي اثرت علي شخصيته فتحول الي شخص عصبي وتدهورت شخصيته اما عن استعانتي بطبيب نفسي فهذا امر طبيعي فلم اكتفي بطبيب واحد بل استعنت بثلاث اطباء وساعدوني في التعرف علي كيفية التعامل مع المريض النفسي واهمها بان اتعامل معه بطريقة لينة والا اتقرب منه اثناء الحديث منه خاصة ان هذه الشخصية لم تكن حية بالنسبة لي
وهل اثرت الحالة النفسية بالفيلم علي حياتك الشخصية اثناء تصوير الفيلم او بعده؟
بكل تاكيد فهذه شخصية مركبة يصعب تجسيدها علي اي فنان فكانت الشخصية مليئة بالضغوطات النفسية التي اثرت في شخصيتي اثناء التصوير لدرجة انني اقتنعت بان هذه شخصيتي الحقيقة ومرت علي ايام صعبة جدا لانني لا اعرف ان افصل بين الشخصية الحقيقة وشخصيتي في طريقة تعاملي مع الناس فهذه الشخصية اثرت فعلا علي طريقة تعاملي مع اسرتي واصحابي سواء اثناء التصوير او بعده والاصعب من ذلك انني ما زالت اعيش هذا التأثير علي حياتي حتي الان لكن ليس بنفس الدرجة التي صورت بها الفيلم واحاول ان اخرج من هذه الحالة بالسفر الي الخارج
ولماذ استخدمت لحيتك في الفيلم رغم انها لا يوجد لها مبرر درامي ومتناقضة مع الشخصية التي تقدمها؟
يجيب ضاحكا:
لحيتي اثتاء تصوير الفيلم تسببت في بعض المشاكل خاصة ان الناس كانت بتقول في الشارع"الحقوا كريم بقي منهم "واخرين يقولون" ابشر كريم ربي ذقنه" لكن هذه كانت فكرة مروان حامد المخرج ورغم انه اصر علي استخدام لحية صناعية لكني طلبت منه ان اربي لحيتي حتي يصدق الجمهور الدور بالجانب الدرامي لها كان موجود في منتصف الفيلم خاصة عندما تحولت شخصيته من طبيب الي مريض نفسي
وماذا عن التعامل مع المخرج مروان حامد لاول مرة ؟
مروان حامد مخرج بمعني الكلمة وعنده قدرات غير متوافرة عند كثير من المخرجيين فهو درس الاخراج بامريكا وصاحب فيلم " عمارة يعقوبيان" الذي حقق نجاح منقطع النظير فكل هذه الاسباب تجعلني اسلم له نفسي فهو مخرج بيحب عمله جدا وقد اتفقنا اكثر من مرة علي عمل يجمعنا سويا الا ان استقرينا علي الفيل الازرق فعندما قراءنا الراواية قبل حتي كتابتها فرسم الفيلم علي شخصيتي انا وحتي التعليقات التي تابعها مروان مع الجمهور علي اللانترنت صبت في صالحي فهذا المخرج عبارة عن منظومة متكاملة اثقلت العمل باكمله
اتهم الفيلم بعدة اتهمات منها انه يخدش حياء المرضي النفسيين والاطباء النفسيين وجاءت بعض الشكاوي من اهالي المرضي بمستشفي الامراض العقلية بالعباسية فما تعليقك؟
اقدر نقد اي شخص علي الفيلم او اي شكوي لكن جعلنا نعرف ان اي شخص في تخصصه لا يريد ان يهاجمه احد في اي عمل فني وهذا امر وارد فتخيل لو قدمت دور صحفي مسئ لمهنته فقد ترفع علي قضية او تشكتي منه لمجرد انني اظهرتك بشكل مسئ او غير مناسب وهذا وارد في اي مهنة حتي التمثيل به العمل الجيد والعمل الردئ
وما ردك علي ان الفيلم مؤخوذ من فيلم اجنبي وان المؤلف احمد مراد اعتمدت علي الفيلم بشكل كبير ؟
هذا كلام غير صحيح بالمرة فلو قد تردد هذا الكلام لكن اؤكد للجمهور ان هذا الفيلم لم يتشابه مع فيلمي اطلاقا غير في مشهد واحد فقط وهو مشهد الوشم الذي غير حياة البطل فقد تتشابه بعض الاعمال الفنية مع بعض في المشاهد وهذا امر طبيعي خاصة ان الفيلم متلفة في تناوله عن اي فيلم اجنبي فهو مدته ساعتين ونصف الساعة يدرس الحالة النفسية للانسان ويعتمد علي الخيال والسحر والدراما الاجتماعية البحتة
ما هي اصعب المشاهد التي واجههتها في الفيلم؟
مشاهد الفيلم جميعها صعبة للغاية لكن هناك مشاهدين اثروا في وجداني ووجدت صعوبة في تنفيذهما اولاهما مشهد النيل عندما كان يعترف لابنته عن اسرار خطيرة فكان ينتظر رد فعلها وهذا موقف مؤثر جدا خاصة انها من الممكن ان تكرهه في هذه اللحظة وهذا هو المحتمل والواقعي في المشهد والاخر هو مشهد المطبخ الذي تمني فيه الموت منحرا من كثرة الضغوطات عليه ولم يجد حلا لمشاكله
هل امنت بان الاطباء النفسيين من الممكن ان يتحولوا الي مرضي نفسيين كما جاء في الفيلم؟
يجيب ضاحكا:
جميعم مرضي نفسيين اي شخص مصاب بمرض نفسي لكنه متفاوت بين كل شخص واخر والتعمق في هذا العلم قد يصيب صاحبع بمرض نفسي خاصة ان شخصية الطبيب النفسي ارهقتني نفسيا وذهنيا في التعامل مع المرضي
وهذا ما يعاني منه الاطباء النفسيين انفسهم
عندما قرأت الراوية وشهدت الفيلم وجدت ان المشهد الاخير في كلاهما مختلف عن الاخر في تناول الحبة الزرقاء بماذا قصدتم بذلك؟
هذه رؤية المؤلف احمد مراد والمخرج مروان حامد في تنفيذ هذا المشهد بهذه الطريقة فقد اراد ان يضفي نوع من الخيال علي الفيلم في ايمان "يحيي راشد" ان الحبة الزرقاء قد تثير فضوله نوع عالم اخر ومعرفة الحقيقة ووقع تحت تأثيرها لانها قد تخرجه من الحالة الذي غيرته وقامت نيللي بعمل تأثير خرافي عليه بينما في الراوية رفض هذه الحبة خاصة بعدما اقتناعه بعدم اهميتها
هل من الممكن ان تخرج من هذا الفيلم بعمل كوميدي خاصة انه ارهقك ذهنيا ونفسيا كما قولت ؟
بالفعل وهذا ما ساحضره مع احمد عبدالله خلال الفترة المقبلة فالعمل الكوميدي اسهل بكثير من كمية المشاهد التي تؤثر بالسلب علي شخصية الانسان وانتظروني في رمضان بعمل اخر

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى