أخبار وتقارير

مرور 28 عام على حكم محكمة العدل الدولية بالفصل في النزاع القائم بين الجانبين المصري والإسرائيلي حول نقطة حدودية مختلف

مرور 28 عام على حكم محكمة العدل الدولية بالفصل في النزاع القائم بين الجانبين المصري والإسرائيلي حول نقطة حدودية مختلف عليها بينهما، وهي التي أدت لتعطيل الانسحاب الكامل من إسرائيل لمدة 7 سنوات، بعد أن بدأ الانسحاب من سيناء كلها في 1982.
عقب حرب أكتوبر عقدت في ‏1979 اتفاقية السلام بين مصر وإسرائيل، والتي بموجبها بدأت إسرائيل انسحابها من سيناء، وفي أواخر عام 1981 الذي كان يتم خلاله تنفيذ المرحلة الأخيرة من مراحل هذا الانسحاب، سعى الجانب الإسرائيلي إلى افتعال أزمة تعرقل هذه المرحلة، وتمثل ذلك بإثارة مشكلات حول وضع‏ 14‏ علامة حدودية أهمها العلامة ‏(91)‏ في طابا، الأمر الذي أدى لإبرام إتفاق في ‏25‏ أبريل‏ 1982‏ والخاص بالإجراء المؤقت لحل مسائل الحدود‏، والذي نص على عدم إقامة إسرائيل لأي إنشاءات وحظر ممارسة مظاهر السيادة، ولكن لم تلتزم بالاتفاقية إسرائيل فبعد‏ 3‏ أشهر من هذا الإتفاق‏ افتتحت إسرائيل فندق سونستا وقرية سياحية وأدخلت قوات حرس الحدود‏.‏
فقامت الحكومة المصرية بالرد عن طريق تشكيل اللجنة القومية للدفاع عن طابا أو اللجنة القومية العليا لطابا، وتشكلت بالخارجية المصرية لجنة لإعداد مشارطة التحكيم، وعقب قرار مجلس الوزراء الإسرائيلي بالموافقة على التحكيم، تم توقيع إتفاقية المشارطة بمشاركة شمعون بيريز في 11 سبتمبر 1986، والتي قبلتها إسرائيل بضغط من الولايات المتحدة.
واستطاع الجانب المصري المشارك في مفاوضات التحكيم  إثبات أنها نقطة مصرية، من خلال الاستعانة بضابط بالجيش اليوغسلافى بقوات الطوارئ الدولية التابعة للأمم المتحدة، والذى أقر بأن تلك العلامة مصرية.
وكانت تركيا تمتلك خرائط هامة وموثقة لأملاكها الواسعة أيام الإمبراطورية العثمانية، وكان من ضمن الخرائط تلك التي تعود لعام 1906، والتي تثبت حدود الولاية المصرية وحدودها مع فلسطين، وفيها ظهرت طابا كاملة ضمن الأراضي الواقعة لسيادة الوالي المصري، وهنا رحبت الحكومة والخارجية التركية بإعطاء تلك الخرائط لمصر؛ لتكون دليل قوي يقدمه فريق التحكيم لهيئة المحكمة.
ساتندت إسرائيل الى كتاب مدرسة مصري ففي تصريح سابق للدكتور مفيد شهاب، وزير الدولة للشئون القانونية والنيابية الأسبق، و أحد أعضاء فريق التحكيم الدولي حينها ، قال إن الفريق فوجئ بتقديم إسرائيل لخريطة منشورة وتدرس في الكتب المدرسية المصرية تظهر أن طابا خارج الأراضي المصرية، إلا أن المحكمة لم تعول عليها لأنها لم تكن تعتمد إلا على الخرائط الأصلية القديمة.
اعترف روزان شابتاي، أحد أعضاء الوفد الإسرائيلي، عقب نطق هيئة التحكيم الدولية بأحقية مصر في النقطة الحدودية، وقال فيما معناه: كنا متأكدين أن طابا مصرية، لكن لم نكن نعتقد أن مصر ستستطيع أن تدافع عنها فى المعركة القانونية، لكنكم استخدمتم أسلوبًا علميًا رصينًا وقدمتم مستندات دامغة على مصريتها.
 وفي 19 مارس 1989 كان الاحتفال التاريخي برفع علم مصر معلناً السيادة على طابا وإثبات حق مصر في أرضها.
 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى