صحة وادوية
منظمة الصحة العالمية غير مؤهلة للطوارئ الصحية
تثبت أزمة انتشار فيروس إيبولا أن منظمة الصحة العالمية تفتقر إلى "القدرة والثقافة" اللازمة للتعامل مع حالات الطوارئ الصحية على مستوى العالم، حسبما خلص تقرير مستقل طلبت المنظمة نفسها إعداده.
وتقول لجنة المراجعة التي أصدرت التقرير إن منظمة الصحة العالمية كانت بطيئة للغاية في التعامل مع الفيروس القاتل الذي أودى بحياة أكثر من 11 ألف شخص في غرب أفريقيا.
وطالبت اللجنة بإصلاح المنظمة بشكل عاجل وشامل.
وتقول منظمة الصحة العالمية إن لديها خططا للإصلاح، وقد اعترفت بالفعل بأنها انتظرت طويلا لكي تعلن أن فيروس إيبولا حالة صحية طارئة تثير قلقا دوليا.
تقاعس
بدأ انتشار المرض في ديسمبر/ كانون الأول عام 2013، لكن منظمة الصحة العالمية انتظرت حتى أغسطس/أب 2014 لكي تدق ناقوس الخطر. وبحلول ذلك الوقت كان أكثر من ألف شخص قد لقوا حتفهم بسبب الفيروس.
وارتفع عدد القتلى لأكثر من 11 ألف شخص حتى الآن.
ووفقا للتقرير، تفتقر منظمة الصحة العالمية لثقافة صنع القرار السريع.
وخلال المراحل الأولى لأزمة إيبولا، كانت هناك رسائل حول خطورة الوضع، لكنها "إما لم تصل لكبار القادة أو أن كبار القادة لم يدركوا أهميتها".
وقال التقرير: "كان هناك على ما يبدو أمل في السيطرة على الأزمة عن طريق الدبلوماسية الجيدة بدلا من توسيع نطاق العمل في حالات الطوارئ."
وواجهت منظمة الصحة العالمية أيضا انتقادات لفشلها في تزويد الحكومات والجمهور بأحدث المعلومات والمستجدات حول مدى وشدة تفشي المرض.
لكن التقرير أشاد بمنظمة الصحة العالمية لأنها لعبت دورا حاسما في دفع العمل على إيجاد علاجات وأدوية جديدة لفيروس إيبولا.
وقال التقرير إنه ينبغي أن يسند للمنظمة مهمة التعامل مع حالات الطوارئ الصحية في المستقبل – سواء كان ذلك مع فيروس إيبولا أو تفشي وباء الإنفلونزا على سبيل المثال.
ويقترح التقرير مساهمة فورية من جميع الدول الأعضاء في صندوق خاص للتعامل مع المرض بقيمة 100 مليون دولار، مشيرا إلى أنه يتعين على منظمة الصحة العالمية إنشاء مركز للتعامل مع حالات الطوارئ.
وقالت باربرا ستوكينغ، رئيسة الفريق والرئيس التنفيذي السابق لمنظمة أوكسفام الخيرية، إن منظمة الصحة العالمية يجب أن تكون مؤهلة لهذه المهمة.
وأضافت: "بالنسبة لي، لأنني قادمة من أوكسفام القائمة على ثقافة الطوارئ، كنت كثيرا، إذا أردت، على أهبة الاستعداد. أنت دائما تحاول منع حدوث شيء أو السيطرة عليه بمجرد بدايته بطريقة سريعة جدا، وهذه هي بعض التغييرات الداخلية التي يجب أن تحدث في منظمة الصحة العالمية."
وقالت منظمة الصحة العالمية إنها "تتحرك بالفعل لتنفيذ بعض توصيات اللجنة، بما في ذلك تطوير قوة العمل المختصة بالطوارئ الصحية العالمية وصندوق طوارئ لضمان توفير الموارد اللازمة للتعامل الأولي مع الأزمة."
وقال جيريمي فارار، مدير صندوق ويلكوم ترست: "يجب على التوصيات التي حددتها اللجنة المستقلة أن تعطي لمنظمة الصحة العالمية السلطة التي تحتاجها للتعامل مع الأزمات الصحية العالمية في المستقبل. يعد اقتراح إنشاء مركز تابع لمنظمة الصحة العالمية للتعامل مع حالات الطوارئ أمرا مشجعا."
وأضاف: "من الضروري أن تخضع هذه الهيئة الجديدة للمساءلة وأن يكون لديها القيادة القادرة على مواجهة التهديدات الصحية، وأن تتمتع بالسلطة والاستقلال اللازمين للتحرك بسرعة عند الحاجة. دعم المجتمع الدولي أمر حاسم أيضا إذا أردنا تجنب وقوع كارثة أخرى بحجم إيبولا."