الرأي

من الغريب أن مصر فى تلك الفترة إجتذبت العديد من الشخصيات الحقيقية و الغير حقيقية بسبب تأثرهم بمصر الثورة ،

من الغريب أن مصر فى تلك الفترة إجتذبت العديد من الشخصيات الحقيقية و الغير حقيقية  بسبب تأثرهم بمصر الثورة ، و من تلك الشخصيات فان ديزل – مؤخراً-  و شون بين و الكثير غيرهم. أما عن الشخصيات الغير حقيقية فسنجد باتمان فى حادثة دسوق الشهيرة التى ظهر بين أهالى البلدة الذين قرروا تصحيح الأوضاع  بتقطيع أطراف أحد البلطجية ثم تسليمه للشرطة و التى بدورها رفضت إستلامه … و أخيراً جيمس بوند فى الإنتخابات!
جيمس بوند كان دائماً بالنسبة لى شخصية تسطيع فعل أى شىء و كل شىء و فى أى وقت. لقد كانت شخصية تتمتع بالجاذبية و تتميز بعلاقاتها النسائية الكثيرة . أكثر ما كان يميز تلك الشخصية هو الإزدواجية ، حتى أنهم أطلقوا عليه لقب عميل مزدوج بسبب تلك الإزدواجية فى إسلوبه فى التعامل مع مُهماته ، لقد تَعود جيمس بوند دائماً بإظهار الولاء لجهة واحدة من تلك الجهتين الإستخبراتين. لكنى كنت دائماً أرى أن جيمس بوند شخصية تعيش بدون هدف واضح ، فقد كان دائماً يستمتع بما يفعله فى المهمات و قد تكون المهمة فى حد ذاتها إستمتاع. لقد كان جيمس بوند بالنسبة لى شخصية ليست لها قضية قد تدافع عنها. و إكتشفت أيضاً أن شخصية مثل جيمس بوند ليس له ولاء لأى جهة ، فهو يعمل من أجل مصلحته ، أعتقد أنه إختار أن يُظهر ولاءه للمخبارات البريطانية لأن مصلحته أن يكون معها و ليس بسبب ولاءه كما يظهر إلينا ، فإن إفترضنا أن مصلحته مع أى جهة أخرى غير بريطانيا فمن المؤكد أنه سيختارها.

دائماً ما كانت الحكومة و المجلس العسكرى يخرجوا إلينا بتصريحات عن وجود طرف ثالث و أيدى خفية تعبث بأمن البلاد و سلامته. للأسف نحن دائماً كنا ذلك الطرف الثالث دون أن ندرى ، أولاً لأننا تركنا مثل تلك التصريحات أن يصدقها الكثيرين بسبب ذلك الطرف الثالث الموجود حقيقةً بداخلنا ، الذى ندعه يخرج دون أن ندرى بسبب مشكلة موروثة و هى مشكلة مفاهيم و تعريفات ، و المشكلة الأكبر منك تلك الوراثة هى الإزدواجية! .. فعلى سبيل المثال فى يوم 27 يناير كنت مع سواق تاكسى فسألته عن ما يحدث فى التحرير فى ذلك الوقت ، فكان رأيه أن ما قاموا به صحيحاً و لكن تلك المظاهرات يجب أن تتخذ منعطفاً أكثر عنفاً – و كان قد بدأ فى الإنفعال بحدة مع سير الحوار – و أخبرنى أن ليس هناك فائدة من مظاهرة بدون عنف و تكسير ! .. فى ظاهر الحوار تعتقد أن المشكلة كما ذكرت من قبل هى مشكلة مفهوم و تعريف ، لكن فى عمقها أراها إزدواجية فى التفكير ، فهو أراد التعبير عن رأيه و المطالبة بحقوقه و فى نفس الوقت تناسى واجباته تجاه ما يطالب به و إحترام حقوق و أراء الأخرين و ذلك من أجل الشعور بالراحة الوقتية و المتعة فى العنف و التخريب كوسيلة للتعبير عن رأيه .. و تلك هى الإزدواجية ، هى أن تفعل الشىء و نقيضه تماماً فى نفس الوقت بهدف الراحة النفسية المؤقتة و متعة الإستفادة من الطرفين فى نفس الوقت.
لقد إنتقلنا إلى مرحلة أسوأ كثيراً من الإزدواجية خاصةً فى فترة الإنتخابات .. لقد إختفى ذلك الطرف الثالث عن ساحة الأحداث و لكنه للأسف مختبىء بداخل كل شخصٌ منا. لقد بدأت الإزدواجية فى الظهور قبل الإنتخابات قليلاً ، تحديداً مع حادثة علياء المهدى و نظرية السلط ملط الخاصة بها ! و من أجمل التعليقات التى رسمت جزء من ملامح الأزمة ( تلك الفتاة قبل أن تفضح نفسها أمام الناس ، قد فضحت شعب بأكمله) .. بتلك الدعاية الإنتخابية التى قام بها التيار الإسلامى ، لقد قام بإسقاط العباءة عن تلك الفضيحة ، لقد قام الكثير من الناخبين بإختيار ذلك التيار بناءاً على إعتقادهم بأصلحيتهم فى إعمار البلاد و التغيير و قام البعض الأخرون بإختيارهم من أجل دخول الجنة عن طريق نصرة الحق . و لكن للأسف ذلك الفصيل جزء كبير منه و خاصةً أهل الشارع فى كرارة أنفسهم هناك بعض الأمور التى قد تتعارض مع إختياراتهم .. على سبيل المثال هناك الكثير من أهل الشارع من شَريبَة الحشيش ،و الحشيش مُحرم قانوناً و ديناً لكن فى لحظة مواجهة القرار بتحريم شُربه ، هل سيستطيعوا أن يتوقفوا ؟ .. بدأت أتيقن أن إختيار ذلك التيار لم تكن إلا للتمتع بمميزاته و صلاحياته و التى قد يستمدها من الله – حسب إعتقاده بدون وعى – و تظهر تلك المميزات فى شكل الإستعلاء على الأخرون و فى الرضا النفسى المؤقت الذى يعتبر كمخدر ! .. و قد يخبرنى البعض أنها الديموقراطية التى ستحكم علينا إحترام رغبتهم ، لكنى أعتقد أنها إن كانت تلك هى الديموقراطية ، فلم نكن لنرى ذلك اليوم الذى أصبح فيه رئيس الولايات المتحدة أفريقى و كان ذوى البشرة السوداء عبيد لتلك اللحظة لأن البيض كانوا ليصوتوا ضدهم !

لقد أراد الكثيرين للأسف بدون وعى إنتخاب ذلك التيار لربح الدنيا و الأخرة معاً ! .. لم ينتخبهم الناس من أجل إقتناع كامل بقدرتهم و أهدافهم فى تحقيق الإصلاح ، بل من أجل الحصول على مميزاتهم – و لم أقصد هنا المادية – و التمتع اللحظى بها. أما عن حل مشكلة الإزدواجية فأعتقد أن مواجهة النفس خطوة أولى، و تحديد و تعريف الأهداف و الأسباب هم الحل.
 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى