الرأي

من ذات المكان الذي كانت ترنو إليه أعين الفلسطينيين مطالبين بدولة فلسطينية كاملة العضوية في الأمم المتحدة ، تخرج لنا

من ذات المكان الذي كانت ترنو إليه أعين الفلسطينيين مطالبين بدولة فلسطينية كاملة العضوية في الأمم المتحدة ، تخرج لنا اليوم خريطة جديدة لهذه الدولة المنتظرة ، بملامح لم يتوقع أحد أن ترسمها يد عربية وبالتحديد قطرية ، فحتى المطالبين بالدولة يحتفظون بالحدود التاريخية !

الخريطة غير المكتملة لـ فلسطين عرضتها قطر خلال افتتاحها لدورة الألعاب العربية لسنة 2011 تحتوي على الضفة الغربية وقطاع غــزة فقط ، وهذا يعد اعترافاً واضحاً وصريحاً بـ " إسرائيل " التي تسعى إلى سرقة المزيد من الأراضي ، وإقرار مشاريع لبناء وحدات استيطانية جديدة ، وتوسيع ما هو قائم منها ، كما يعد تنفيذاً خطيــراً للمخططات الأمريكية بشرق أوسط جديد يتماشى مع المصالح الصهيوأمريكية في المنطقة العربية .

قطر التي كُنا نرى فيها سنداً للقضية الفلسطينية استثنت ما يقارب من 78% من الأراضي العربية الفلسطينية ودمغت فلسطينيّ الداخل المحتل بصبغة يهودية ، وألغت حق العودة وبذلك قدمت خدمة مجانية كان الاحتلال ينتظرها ، ودون أدنى مسؤولية .

التعبير عن الاستياء الشديد من خلال صفحات الفيسبوك والمقالات وأشكال التعبير الأخرى غير كافية ، فالتزوير الثقافي الممنهج الذي قامت به قطر لا يعد شيئا عابراً، وإنما يمس هوية وتاريخ وحضارة شعب يعمل من أجل حريته واستعادة حقوقه المسلوبة ، وينتظر من الدول العربية الشقيقة دعماً لا تفريطا وتخاذلا جديدا يضافُ إلى قائمة الخيبات العربية التي لم تقدم للشعب الفلسطيني غير الويلات المتكررة .

نطالب قطر بالتراجع عن هذه المهزلة والاعتذار للشعب الفلسطيني ، ونطالب الدول المتضامنة بسحب وفودها المشاركة لأجل وقف هذا التنازل الخطير ، فالخريطة الدخيلة إهانة لتضحيات الشعب الفلسطيني الذي قدّم وما زال يقدم الشهداء والأسرى والجرحى . كما نطالب الصوت الفلسطيني الرسمي والأحزاب الفلسطينية التي ما زالت صامته بردٍ مناسب على هذا الاعتداء على الحق التاريخي الذي لا يمكن التخلي عنه ولا بأي شكل من الأشكال .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى