نشر أحد المواقع على شبكة الإنترنت، أن هناك أنباء ترددت فى الفترة الأخيرة عن أن الممثل الأمريكى الشهير براد بيت،
نشر أحد المواقع على شبكة الإنترنت، أن هناك أنباء ترددت فى الفترة الأخيرة عن أن الممثل الأمريكى الشهير براد بيت، يعانى من مرض "عمى الوجوه"، وهو الأمر الذى عرضه لحرج شديد مؤخرا.
ويذكر أن مرض عمى الوجوه يعد من الأمراض نادرة الحدوث، وبالرغم من أنّ تاريخ تشخيص أول حالة إصابة به يعود لعام 1947؛ إلاّ أنّ المعلومات حوله تُعدّ شحيحةً، وذلك لعدم وجود دراسات كافية فى هذا الموضوع نتيجة لقلة عدد الأشخاص المصابين به.
ويطلق على المرض prosopagnosia وكلمة "بروسوبا" هو (الوجه) وكلمة "أجنوزيا" تعنى (عدم التعرف) باللغة اللاتينية، ويطلق عليه أيضا face blindness أو "عمى الوجوه".
ويعانى المصاب بهذا المرض من عدم قدرته على التعرف إلى الوجوه، حتى بعد لقائه بأصحابها أكثر من مرة، ويصل الأمر فى بعض الحالات الشديدة إلى عدم قدرته على تمييز أقربائه أو حتى أقرب الناس إليه كأبنائه مثلاً، الأمر الذى يسبِّب له مشكلات اجتماعية ويضعه فى عزلة عمن حوله.
كما يعانى المصابون بهذا المرض من صعوبة فى متابعة برامج التلفاز والأفلام السينمائية، فهم غير قادرين على متابعة الشخصيات التى تظهر فى الفيلم أو البرنامج، حيث يبدو الفرد منهم عاجزاً عن تذكّر الوجه حتى لو سبق له رؤيته عدة مرات، ما يدفعه للاعتقاد بأنّ شخصيات جديدة فى الفيلم تستمر بالظهور، الأمر الذى يجعل من متابعة برامج التلفاز أمراً صعباً للغاية، ويُعتبر هذا المرض من الأمراض العصبية، والذى ينتج من حدوث تلف دماغى فى مناطق محددة.
ويتم تصنيف هذا المرض من قبل المختصين إلى ثلاثة أنواع، وذلك تبعاً للعامل المسبب للمرض، فنوعه الأول هو عمى الوجوه الناتج عن عوامل جينية، حيث يُولد الفرد مصاباً بهذا المرض نتيجة لخلل فى المادة الوراثية، والنوع الثانى منه هو عمى الوجوه نتيجة لعوامل مكتسبة.
ويحدث هذا النوع فى فترة لاحقة من عمر الفرد، حيث يعانى الأفراد المصابون بهذا النوع من عدم قدرتهم على التعرّف إلى الوجوه بعد أن كانوا قادرين على ذلك لفترة من حياتهم، وقد تتسبب الإصابات فى الرأس أو الجلطات الدماغية بهذا النوع من عمى الوجوه، النوع الثالث هو عمى الوجوه التطوّرى، حيث ينتج هذا النوع من حدوث تلف دماغى أثناء تطوّر الجنين أو ولادته، كما قد يحدث هذا التلف فى مراحل الطفولة الأولى.
ولا يدرك كثير من المصابين بهذا المرض عدم قدرتهم على تمييز الوجوه، خصوصاً المصابين من النوعين الأول والثالث، حيث لم يسبق لهم أن تعرّفوا إلى وجوه قبل إصابتهم بهذا المرض.
ويلجأ المصابون بهذا المرض لحِيل قد تساعدهم على التعرف إلى الأشخاص للتخفيف من الحرج الاجتماعى الذى يتسبب به عدم قدرتهم على التعرّف إلى الوجوه، فهم يلجأون لتمييز الفرد من أمور أخرى غير الوجه، كالشعر مثلاً، وذلك بهدف التعرّف إليه.
يُشار هنا إلى أنّ دراسة سابقة قام بها باحثون من ألمانيا كانت قد أظهرت أنّ نسبة الإصابة بهذا المرض بين الأفراد تبلغ 2%، وهى مشابهة لنتيجة بحث علماء هارفارد.
سبب هذه المشكلة هو خلل فى جزء الدماغ المسئول عن التعرف إلى الوجوه، والذى يدعى "الفص المغزلى"، وقد يحصل ذلك بسبب حصول رضوض على الرأس، أو السكتة الدماغية، ويمكن أن يكون خلقيًّا.
وطور الأطباء طريقة تشخيص هذا الاضطراب، تعتمد على حركة العينين عند النظر إلى الوجه، وقد لاحظوا أنّ الشخص السليم ينظر إلى وجه الشخص المقابل على هيئة المثلث، أى يبدأ بالنظر إلى عينى الطرف المقابل، ثم الأنف فالفم، أما المصابون بالعمى فيعوضون عن عدم قدرتهم فى التعرف إلى الوجه بالنظر إلى محيط الوجه كالشعر والأذنين.
وقام باحثون من جامعة هارفارد الأمريكية مؤخراً بإجراء دراسة تهدف إلى تحديد معدل الإصابة بهذا المرض، مستخدمين اختبارات تمكِّنهم من تشخيص الأفراد المصابين به بدقة، كانوا قد قاموا بتصميمها قبل إجراء الدراسة.
وقد تم إخضاع عيِّنة تألفت من ألف وستمائة شخص لهذه الاختبارات، حيث لجأ الباحثون إلى مستخدمى الشبكة الإلكترونية لجمع الأفراد المتطوعين فى هذه الدراسة.
وقد سخّر الباحثون موقعاً إلكترونياً خاصاً لهذه الغاية يتيح لرواد الشبكة إجراء تلك الاختبارات إن هم رغبوا بذلك، كما تم الإعلان عن هذا الموقع من خلال محرِّكات البحث وبلغات عدة، على حد توضيحهم.
وخضع 1600 شخص من زوار الموقع للاختبارات التشخيصية، والتى اشتملت على عرض صور مكررة لأشياء مختلفة كالسيارات، والمنازل والأدوات المتعددة، كما عُرضت لهم صور، باللونين الأبيض والأسود، لوجوه تم تكرار عدد منها بهدف تحديد قدرة الفرد على التعرّف إليها وتمييز ما تكرّر منها.
وأظهرت نتائج الدراسة أنّ 2% من أفراد العيِّنة يعانون من هذا المرض، فى حين كان يُعتقد فى السابق أنّ عدد الحالات التى تعانى من هذا المرض لا يتجاوز المائة حالة بين سكان العالم، إلاّ أنّ الدراسة التى قام بها الباحثون أظهرت أنّ معدل الإصابة بهذا المرض قد يصل لاثنين فى المائة وفق تقديرهم، أى أنّ الحالات المحتمل إصابتها قد تصل لبضعة ملايين من الأشخاص فى العالم.