في أعقاب الإعلان عن التوصل لاتفاق بين قوى عالمية وإيران بشأن ضبط برنامجها النووي، رصدت مجلة نيوزويك، الأمريكية، ردود أفعال عدد من زعماء العالم، بحيث امتدحه البعض، واعتبره آخرون خطوة هامة، فيما ملأت شخصيات إعلامية وأفراد عاديون، من شتى أنحاء الدول، وسائل التواصل الاجتماعي بتعليقاتهم المتنوعة.
وسجل وزير الخارجية الأمريكي، جون كيري، والرئيس الإيراني علي حسن روحاني، تغريدات على تويتر شكرا فيها كل من ساهم في المحادثات وساعد على التوصل إلى اتفاق.
وصرح وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس، للقناة الفرنسية الثانية من لوزان، حيث جرت المفاوضات، بأن "هذه المرحلة من الاتفاق تتضمن تطورات إيجابية لا جدال فيها، ولكن ما زال ينتظرنا المزيد من العمل".
مراقبة حثيثة
وفي تصريح لافت، قال الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند "ستبقى فرنسا يقظة، شأنها في ذلك شأن جميع شركائها، من أجل التأكد من مصداقية وتحقق الاتفاق الذي تم برعاية المجتمع الدولي، ولضمان أن لا تصبح إيران قادرة على تصنيع أسلحة نووية".
ومن جانبها قالت المستشارة الألمانية، أنجيلا ميركل، بعد إذاعة الأنباء الأولية عن الصفقة، لوكالة رويترز"شكل إطار العمل خطوة هامة، وبتنا أقرب من أي وقت مضى لأن يكون من المستحيل على إيران أن تمتلك أسلحة نووية".
لا تعليق
واتصلت نيوزويك بالسكرتير الإعلامي للرئيس الروسي، ديمتري بيسكوف، من أجل استيضاح موقف روسيا من صفقة الأسلحة الإيرانية، ولكن المتحدث في المكتب الصحافي قال بأن بيسكوف غير موجود، وأضاف "لن تصدر روسيا في الوقت الحالي أي بيان، ولسنا متأكدين فيما إذا كان السيد بيسكوف سيدلي بأي تعليق حول الصفقة المذكورة".
ولكن في بيان تم توزيعه بعد برهة قصيرة من الإعلان عن الصفقة، قال الرئيس باراك أوباما "اليوم توصلت الولايات المتحدة مع حلفائها إلى تفاهم تاريخي مع إيران".
وأضاف أوباما "بعد اتخاذ الخطوات الأولى، قبل عام، لتعطيل برنامج إيران النووي، استأنفت الولايات المتحدة وشركاؤها المفاوضات لكي ترى فيما إذا كان بالإمكان التوصل لاتفاق أكثر شمولية. وبعد أشهر من المفاوضات الصعبة، حققنا تلك الصفقة، وهي صفقة جيدة. وإن إطار العمل سوف يقطع كل طريق يمكن لإيران أن تسكله من أجل تطوير سلاح نووي. وأضاف بأن إيران وافقت أيضاً على أشد عمليات التفتيش صعوبة التي تم التفاوض عليها عبر التاريخ، بشأن أي برنامج نووي".
وقال أوباما: "لم يكتمل العمل بعد، ويجب الاتفاق حول تفاصيل تطبيق إطار العمل، وستستأنف المفاوضات في هذا الشأن خلال شهر يونيو (حزيران). ولكن إن تحقق لنا هذا الأمر، نكون قد تمكنا من القضاء على أحد أكبر التهديدات لأمننا القومي، ونكون قد حققنا ذلك سلمياً. وأن قاد إطار العمل لصفقة نهائية وشاملة، سيكون ذلك لصالح الولايات المتحدة ولحلفائنا ولعالمنا".
خطوة مدهشة
وتشير نيوزويك إلى خطوة مدهشة اتخذها التلفزيون الإيراني الرسمي عندما أذاع خطاب أوباما على الهواء مباشرة، ليلة الجمعة الأخيرة.
وقبل أن يتطرق إلى موقف إسرائيل، أكد أوباما على أنه في الوقت الذي سيتم فيه رفع عقوبات محددة إن تمت الصفقة، فإن عقوبات أخرى تتعلق بدعم إيران للإرهاب ولتجاوزها حقوق الإنسان سوف تبقى، بحيث قال: "إن الصفقة، في حال استكمالها، لن تنهي الانقسام الكبير بين الدولتين (إيران وإسرائيل)".
وقال أوباما: "ليس خافياً على أحد أني ووزير الخارجية الإسرائيلي غير متفقين بشأن الصفقة مع إيران، وسأتكلم اليوم مع نتانياهو لكي أؤكد له بأنه لن يأتي يوم سنتوقف فيه عن دعم أمن إسرائيل، وسوف تعمل إدارتي خلال الأسابيع والأشهر المقبلة، مع الحكومة الإسرائيلية الجديدة، للتأكيد على التزامنا الثابت بالدفاع عن إسرائيل".
وكان نتانياهو أشار قبل الاتفاق، في تغريدة له على تويتر، بأن "أي اتفاق يجب أن يقضي تماماً على قدرات إيران النووية، ووقف إرهابها وعدوانها".
وفي الوقت ذاته، تباينت ردود الأفعال عبر وسائل التواصل الاجتماعي ما بين مديح إلى التعبير عن نجاح كبير وصولاً للتصريح عن خيبة أمل عميقة.
وبالعودة لبيان أوباما، فقد أنهى الرئيس الأمريكي خطابه بذكره لعبارة قالها الرئيس الأسبق جون إف كينيدي بشأن التهديد الشيوعي إبان الحرب الباردة" لن نفاوض أبداً انطلاقاً من خوفنا، بل يجب أن لا نخشى التفاوض".