أخبار وتقارير

نيويورك تايمز: إنهاء العمليات قرار مضر بأفغانستان

اعتبرت افتتاحية صحيفة نيويرك تايمز قرار الإدارة الأمريكية بإنهاء العمليات العسكرية في أفغانستان أمر مضر جداً بالبلاد. 

وبحسب الصحيفة، فقد أبدى الرئيس الأمريكي أوباما تفاؤلاً خلال أعياد الميلاد إذ وقف أمام الجنود الأمريكيين في هاواي معلناً نهاية المهمة القتالية للولايات المتحدة في أفغانستان.

وقال الرئيس أوباما: "نظراً للخدمة العظيمة التي يقدمها الرجال والنساء في القوات المسلحة، أصبح لدى أفغانستان فرصة لإعادة الإعمار. وأمسينا نحن أكثر أمناً. لن تكون أفغانستان مصدراً للهجمات الإرهابية بعد الآن".
وكانت نبرة الرئيس الصارمة ولغة جسده البائسة الخميس متناقضة تماماً إذ فسَّرَ علة فقدانه الأمل في مغادرة قواته أفغانستان التي تعتبر ميداناً لواحدة من الحروب التي ورثها عام 2009.

وأضاف أوباما في خطابه المنقول تلفزيونياً وإلى جواره نائبه ووزير الدفاع الأمريكي والقائد الأعلى العسكري: "بيت القصيد أنه في مناطق حيوية بالدولة، ما برح الموقف الأمني هشاً جداً، وفي مناطق أخرى يلوح خطر التداعي".

ويأتي قرار الرئيس أوباما بالإبقاء على قرابة 9800 جندي في أفغانستان العام المقبل، بدلاً من تخفيض هذا العدد إلى 1000 جندي بنهاية عام 2016 كما اعتزم البيت الأبيض في فترة من الفترات—في خضم إنجازات حققها تنظيم طالبان وتغيرات أخرى مثيرة للقلق بالمنطقة. ورغم أننا نجد أن التحول الذي تبناه الرئيس أوباما مقلق وربما لا يسوق أفغانستان إلى طريق الاستقرار، غير أنه لا يملك أية خيارات أخرى مناسبة، بحسب الصحيفة.

يكاد يكون قرار الإدارة الأمريكية مدفوعاً بالإنجازات التي حققتها الجماعات الإسلامية القتالية المتطرفة في العراق وسوريا واليمن وليبيا حيث استغلت تلك الجماعات الحكومات الهشة لتلك الدول للهيمنة على المزيد من الأراضي. 

داعش قد يستغل تجارة الأفيون
يقول المسؤولون الأمريكيون إن تنظيم داعش، وهو الجماعة الأكبر والأشرس بين بقية الجماعات المتطرفة، يتمتع بحضور متنامٍ في أفغانستان الأمر الذي قد يسمح له باستغلال تجارة الأفيون الرائجة في الدولة.

ويضيف المسؤولون أن الإبقاء على وحدة عسكرية في أفغانستان على المدى القريب قد يجعل البلد أقل ترحيباً بتنظيم الدولة الإسلامية والمقاتلين الذين ينجذبون إلى أيديولوجيته البربرية. وقد يساعد الجيش الأفغاني على بسط سيطرته على المدن في فترة يشن فيها تنظيم طالبان غارات خطرة في شتى أرجاء البلد. ومن الممكن أن يساعد إبقاء المزيد من الوحدات العسكرية على عدول المزيد من الأفغان عن الانضمام إلى اللاجئين النازحين.

وهذه توقعات متفائلة، بحسب افتتاحية الصحيفة، ربما يكون السيناريو الأرجح على الإطلاق الحفاظ على الوضع الأمني القائم لعام آخر. ورأت الصحيفة أنه سيكون من السذاجة أن نتوقع أن يقلب تأخر تخفيض عدد القوات موازين الحرب رأساً على عقب، ولا ينبغي أن يصبح هذا القرار التزاماً مفتوحاً يكلف دافعي الضرائب الأمريكان مليارات الدولارات ويحصد أرواح الأمريكان كل عام. 

الافتقار للصراحة
وقالت الافتتاحية إن إدارة أوباما والبنتاغون افتقرا إلى الصراحة، وأحياناً ما كانا مخادعيْن بكل ما في الكلمة من معنى في تقييمهما العام للتقدم الذي أحرزته القوات الأمريكية والمدنيين الأمريكان في أفغانستان خلال السنوات الأخيرة.

ووفقاً للصحيفة، يظل مفتاح إنهاء الحرب الأفغانية يتمثل في هدنة بالتفاوض ما بين الحكومة والفصائل الرئيسة لطالبان التي انخرطت في محادثات مع حكومة كابول خلال السنوات الأخيرة لكنها لم تقتنع بعد بالانضمام إلى العملية السياسية. وسيتطلب الأمر أن يتخذ القادة الأفغان خطوات أكثر وضوحاً وجرأة لاستئصال الفساد الضارب بجذوره في البلد، وأن يحيلوا الحكومة الهشة المُعَطَّلَة إلى دولة يستطيع الأفغان الإيمان بها.

سيعتمد كون تلك الأهداف سهلة المنال أم لا في نهاية المطاف على كفاءة وقوة إرادة القادة الأفغان. فقد مَثَّلَ الرئيس أشرف غني الذي تقلد منصبه لأكثر من عام تحسناً ملموساً بالمقارنة بسلفه المتخبط حامدكرزاي.

قال الرئيس أوباما الخميس: "لدينا شريك جاد في الحكومة الأفغانية يود حقاً أن يمد يد المساعدة".

وأكدت الافتتاحية في ختامها على أنه يتعين على الإدارة الأمريكية مضاعفة جهودها خلال الفترة المتبقية لها في الحكم لضمان تقديم الرئيس الأفغاني يد المساعدة كجزء من استراتيجية متجانسة وواقعية لا يمكن في نهاية المطاف أن تعول على محاولة الجنود الأمريكان جاهدين تحقيق التماسك والتجانس للدولة الأفغانية. 
 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى