أخبار وتقارير
هذه الزيارة تبدو لي كمرحلة مهمة في علاقاتنا الثنائية، وبداية جديدة انطلاقا من صفحة بيضاء .

كتب: حسام خليل
هذه الزيارة تبدو لي كمرحلة مهمة في علاقاتنا الثنائية، وبداية جديدة انطلاقا من صفحة بيضاء .
بهذا وصف الرئيس التركي رجب طيب اردوغان زيارته لروسيا، وهذه الزيارة هي الاولى بعد تدهور العلاقات التركيا الروسيا ابان اسقاط الطائرة الروسية فى المجال الجوي التركي، واتهمت موسكو انذاك تركيا بالتعاون مع تنظيم داعش مقابل الحصول على النفط وربما لافقد الاكراد قوتهم ايضا، الا ان تركيا اوضحت ان الطائرة الروسية اخترقت الحدود التركيا مما برر استهدافها .
لكن الامر اختلف عقب محاولة الانقلاب الفاشلة بتركيا، وقبل زيارة الرئيس التركي لموسكو وبعد استمرار تدهور العلاقات بين البلدين قرابة العام، اعلنت تركيا ان عناصر تابعة للانقلابيين كنت وراء اسقاط الطائرة الروسية بهدف الاضرار بالعلاقات التركيا الروسية وان المتهمون قد تم القبض عليهم، وهذا التغير فى الموقف التركي وعلى الرغم من اعتبار تركيا من قبل ان هذا حقا لها، الا ان النظام التركي سارع لالصاق التهم بالانقلابيين، ما دعا البعض ان يرجح، ان هذا ليس الا استغلال للموقف من قبل اردوغان .
خاصة بعد خروج اردوغان للحديث عن اعادة ترميم العلاقات بين البلدين، ورجح البعض ان تكون تحركات اردوغان سببها ما تعانيه تركيا من جفاء فى العلاقات مع امريكا والغرب عقب حمالات الاعتقالات الواسعة النطاق التى تلت محاولة الانقلاب الفاشلة .
وان التقرب التركي من موسكو يهدف لتخويف الغرب من هيمنة اكثر لموسكو بالمنطقة، وربما يريد اردوغان ان يظهر لمؤيديه انه لازال فى موضوع قوة على المستوى الدولى وانه مازال مرغوب فيه كحليف مؤثر بالمنطقة .
وعن ذلك التقارب قال وزير الخارجية الالماني : لا أعتقد أن هذا التقارب يمكن أن يصل لحد إقامة روسيا وتركيا لصيغة بديلة للشراكة في إطار الناتو .
وربما يترقب الغرب نتائج الزيارة التى قد تحُدث تقدما لروسيا فى المنطقة واثر ذلك على الازمة السورية التى باتت الحدث الابرز فى المنطقة والذي يستحوز على اهتمام الغرب بنسبة كبيرة .
وربما مايثير قلق الغرب، تكوين مثلث قوة جديدة فى المنطقة قد تكون موسكو هي الضلع المشتركة به، خاصة بعد تنامي العلاقات الروسية الايرانية نتيجة لتحلفهما لمناصرة بشار الاسد فى معاركه بسوريا.
خاصة وان لقاء بوتين بأردوغان تلا لقاءه بالرئيس الايراني حسن روحاني بإذربجان امس الاثنين مما يزيد ترقب الغرب حول ما قد ينتج عن تحركات بوتين نحو تعزيز قوت بلاده فى المنطقة .
وعلى الرغم من وجود خلافات وان كانت ظاهربة بين طهران وانقر الا ان فى العمل السياسي لا يستبعد تكوين تحالفت بين كيانات معادية لتحقيق المزيد من المكاسب بغض النظر عن الخلافات القائمة بين هذه الكيانات .
وبعد حديث الرئيس الروسي عن تطور العلاقات بين بلاده وطهران وبعد قبوله اعتذار تركيا واستقباله لرئيسها قد يثير ذلك مخاوف الغرب من تكوين تحالف اكثر قوة مواليا لموسكو فى المنطقة ذات الاهمية الاكبر على خريطة العالم وان كان على المستوى النظري فقط، وربما قد يكون الغرب لايبالي لهذا وذاك اخذا فى الاعتبار الحاجة الملحة لانقرا فى الانضمام للاتحاد الاوروبي .
والي الان لم يتعدى ذلك نطاق الترجيحات ولايوجد فصل لما قد تؤول له الامور فربما يكشف الغد عن جديد .



