الرأي

هل تحولنا من ديكتاتورية مبارك الى ديكتاتورية الثورة ؟ سؤال بدأ يتبادر الى ذهني منذ بوادر الاحتكاك بين الجيش المصري

هل تحولنا من ديكتاتورية مبارك الى ديكتاتورية الثورة ؟ سؤال بدأ يتبادر الى ذهني منذ بوادر الاحتكاك بين الجيش المصري الذى كان يوصف بأنه حامي الثورة من جهة والمتظاهرين من جهة أخرى.. فكل مرة تتصاعد فيها الأحداث في الفترة  التى أعقبت ثورة يناير وما أكثرها , يكون وجهتى كما غيري من المهتمين بشأن هذا البلد هو جهاز التلفاز للحصول على تغطية مباشرة للمصادمات والتى أصبحت متاحة في جميع القنوات الصغير منها والكبير.
وبصفتى أعمل في حقل الاعلام فأنا متابع جيد للتغطيات المختلفة .. في القنوات الحكومية كما الحال في القنوات الخاصة أصبح الاتجاه هو تبني وجهة نظر الشارع بغض النظرعن مدى عقلانيته ومدى اتفاقه مع مصالح البلاد العليا , وذلك بسبب حقبة الثلاثين عاما التى كانت هذه القنوات لا تنطق إلا ما تريده السلطات.
ومن حالة الانغلاق والاذاعة تحت الرقابة ,غابت الرقابة ومعها غابت كل المعايير الإعلامية التى يجب العمل على أساسها وغابت وجهتى النظر وأصبح القائمون على إعداد البرامح المختلفة يحرصون على استضافة شباب يتحدث عن جرائم السلطات في حقه وحق أصدقائه من الثوار ويتناسى تماما السبب الذى دفعه إلى هذه النقطة التى وقعت عندها المصادمات.  كما يتناسى الضيف ومعه المذيع أن أغلب المصادمات جرت عند هيئات حكومية تمثل سيادة الدولة بداية من أحداث ماسبيرو إلى أحداث شارع محمد محمود وأخيرا المصادمات التى وقعت أمام مبنى مجلس الشعب .

انا هنا لا ادافع عن اي عنف يرتكب تجاه المواطنين فالعنف مرفوض كما انه لا يوجد ما يبرر ازهاق الروح البشرية التى كرمها الله , فالإنسان هو أساس كل شئ في هذه الحياة فإذا استهنا بحياته فلا يوجد شئ أخر له أهمية ,إلا ان القضية لها طرفان فليس بالضرورة أن يكون الطرف القوي هو المدان دائما , لأن الضعف أحيانا يعطى لأصحابه سلطة قد لا يحسنون التعامل معها .  

ويبقى في النهاية أن نشير إلى أن ثورة الخامس والعشرين من يناير أحد أهم الانجازات في تاريخ مصر إن لم تكن أهمها على الإطلاق من وجهة نظري , إلا إنها من البداية وضح أنها تفتقد الى القيادة التى تمسك جهاز التوجيه الخاص بها , كما أنها جاءت بعد ثلاثين عاما عجفافا استطاع فيها حكم مبارك الأب ثم الأبن (من وراء الستار ) والذى كان يفتقد للكاريزما -استطاعا – ان يدفنا كل الشخصيات التى كان من الممكن ان يلتف حولها المصريون ليخروجوا من هذا البحر الذى أبحروا فيه بدون أي استعدادت مسبقة اللهم إلا من توفيق الله الذى أتمنى ان يكون معنا ..والله الموفق والمستعان.

 

 

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى