أخبار وتقارير
واشنطن بوست : الاتفاق النووي ينطوي على كارثة محتملة
قال الكاتب في صحيفة "واشنطن بوست" تشارلز كروثامر، في مقال له نشرته الصحيفة الأمريكية، إن "الاتفاق النووي ينطوي على كارثة محتملة"، منوهاً إلى أن الاتفاق النووي مع إيران سيدحض الأهداف التي أعلن أوباما عنها، حيث سيدفع بموجة الانتشار النووي الإقليمي بدلاً من ردعها، وسيضفي الشرعية على القدرات النووية الإيرانية بدلاً من تقويضها، وسيحول إيران إلى القوة المهيمنة اقتصادياً وعسكرياً على المنطقة بدلاً من التصدي لجهودها لنشر الإرهاب في العالم وتهديد الحلفاء الأمريكيين في الشرق الأوسط.
وانتقد الكاتب كروثامر إصرار الرئيس الأمريكي باراك أوباما على أن الاتفاق المعيب أفضل من عدم التوصل لأي اتفاق على الإطلاق.
وأشار الكاتب إلى أن أوباما، قبل عام ونصف تقريباً، تبنى هدف القضاء على البرنامج النووي الإيراني عندما أعلن أن منشأة فوردو ومفاعل الماء الثقيل وأجهزة الطرد المركزي غير ضرورية لتدشين برنامج نووي سلمي.
ولفت الكاتب إلى أن تصريحات باراك أوباما تستند إلى أساس منطقي، مفاده أنه لا داع لوجود هذه العناصر في إطار مزاعم إيران بأنها تسعى لتطوير قدرات نووية خاصة بالأغراض المدنية فقط.
واستدرك الكاتب بقوله "إن الاتفاق الذي يحاول الرئيس أوباما الترويج له لا يتضمن إزالة أي من هذه العناصر"، موضحاً أن البنية التحتية النووية الإيرانية ستظل قائمة مع تجميدها أو تحويلها لأغراض أخرى خلال مدة الاتفاق التي تصل لنحو عشر سنين.
وهكذا، ستظل أجهزة الطرد المركزي قيد التشغيل في منشأة فوردو، الأمر الذي يعني أنه من السهل أن تتحول إلى مصنع لبناء القنابل النووية، منوهاً إلى أنه عقب الانتهاء من مدة الاتفاق النووي سيكون بوسع إيران إنتاج أسلحة نووية.
وعود زائفة
ووصف الكاتب وعود التفتيش بالزائفة، منوهاً إلى أن الولايات المتحدة لم تؤكد على ضرورة أن يفي الإيرانيون بالتزامهم بإطلاع الوكالة الدولية للطاقة الذرية على أنشطتهم النووية السابقة، الأمر الذي سيجعل عمليات التحقق شبه مستحيلة في المستقبل، وفقاً للخبير النووي ديفيد أولبرايت.
ولفت الكاتب إلى أن الاتفاق النووي لا يتضمن إمكانية إجراء زيارات مفاجئة للمنشآت النووية، منوهاً إلى أن أي انتهاك للاتفاق من جانب إيران ينبغي أن يحظى بتصديق من جانب وكالة الطاقة الذرية، التي سترسل بدورها تقريراً إلى الأمم المتحدة حيث تتمتع إيران بالحق في الطعن في أي اتهامات موجهة ضدها، وبعدها قد تعرض الأمر على مجلس الأمن حيث ستقوم روسيا والصين والدول الأخرى المعادية للغرب بدور المدافع عن إيران.
لا سبيل لإعادة فرض العقوبات عقب رفعها
وفيما يتعلق العقوبات، أوضح الكاتب أنه لا سبيل لإعادة فرض العقوبات على إيران بعد رفعها، منوهاً إلى أن الأمر استغرق عشر سنين للحصول على تأييد الصين وروسيا والدول الأوروبية على نظام العقوبات الحالي، والذي لن يمكن فرضه من جديد حال إلغائه.
وأوضح الكاتب أن هذه الدول لن توافق على انسحاب شركاتها من الاقتصاد الإيراني المزدهر عقب رفع العقوبات، وستواجه الولايات المتحدة معارضة مستمرة لكل خطوة تفكر في إتخاذها ما قد يجعلها معزولة في النهاية.
وعلى الرغ من اعتقاد الرئيس الأمريكي باراك أوباما أن الاتفاق النووي سيضع حداً لطموحات إيران الإقليمية وتطرفها الأيديولوجي، فإن ازدهار الاقتصاد الإيراني وتدفق الأموال إلى خزينتها بعد إزالة العقوبات من شأنه أن يدفع إيران لكبح جماح حملتها من أجل الهيمنة الإقليمية.
ولفت تشارلز كروثامر إلى أن أحد الأهداف الرئيسة للمفاوضات هو الحيلولة دون انتشار الأسلحة النووية في منطقة الشرق الأوسط في أعقاب امتلاك إيران لأسلحة نووية، لكن من الواضح أن الاتفاق المحتمل سيمهد الطريق نحو القنبلة الإيرانية، مع تلميحات السعوديين بأن الاتفاق يكفي وحده لدفعهم إلى بناء برامج نووية.