فن
ولد الفنان القدير احمد زكى في مدينة الزقازيق 18 نوفمبر 1949، بعد وفاة والده تزوجت أمه فعاش مع جده،
كتب: صلاح احمد
ولد الفنان القدير احمد زكى في مدينة الزقازيق 18 نوفمبر 1949، بعد وفاة والده تزوجت أمه فعاش مع جده، كان يشجعه ناظر مدرسته الذى كان شغوف بالمسرح على التمثل لانه راى فيه الموهبة ، وفى حفل المدرسة تمت دعوة مجموعة من الفنانين من القاهرة، وقابلوه، ونصحوه بالالتحاق بمعهد الفنون المسرحية، وأثناء دراسته بالمعهد، عمل في مسرحية "هالوا شلبى".
تخرج من المعهد عام 1973، وكان الأول على دفعته، عمل في المسرح في أعمال ناجحة جماهيرياً مثل "مدرسة المشاغبين"، "العيال كبرت"، وفى التلفاز لمع في مسلسل "الأيام" ومسلسل "هو وهي"، وفيلم "أنا لا أكذب ولكنى أتجمل".
نعرض اهم أعماله الفنان الراحل التى اثارت الجدل فى الحياة السياسية وواجهت بعض الاعتراض من النظام الحاكم، ومازالت مؤثرة حيث تركت بصمة داخل المشاهد ، ومن هذه الاعمال فيلم "البرئ" الذى حمل أكثر من فكرة واحدة، تدور احداث الفيلم عن الحرية بمعناها الشامل، وذلك عن طريق إظهار لمحات من الفساد السياسي في مصر بعد سياسة الانفتاح، وبالتحديد خلال فترة ما سميت بانتفاضة 17 و18 يناير 1977, كما أن الفيلم يتحدث عن فكرة تحول الإنسان إلى آلة مبرمجة من أجل خدمة سلطة معينة، ويختصر بعض النقاد فكرة الفيلم بالعبارة " قمع الحرية بجهل الأبرياء"، في انتصار نادر لحرية الرأي والتعبير في العالم العربي على عرض النسخة الكاملة لفيلم البريء من دون حذف للمرة الأولى على شاشة السينما, بعد 19 عاماً من إنتاجه. وكان الفيلم قد واجه اعتراضات رقابية, وشاهده وزراء الداخلية والدفاع والثقافة في عام 1986, وطالبوا بحذف عدد من مشاهده وتغيير نهايته. تم عرض الفيلم كاملة وبدون تقطيع ورقابة في أبريل 2005 في مهرجان السينما القومي تكريماً للفنان الراحل أحمد زكي.
وأيضًا فيلم "ضد الحكومة" وتدور احداثه حول محامي يقوم برفع قضية ضد وزراء في الحكومة نتيجة اكتشافه أن أوتوبيس رحلات أطفال يتعرض لحادث مع قطار يتسبب في وفاة العديد من الأطفال. يحاول الفيلم أن يلقى بمسؤولية الحادث على الحكومة المتمثله في وزير التعليم ووزير النقل في حين ان محامي الحكومة يحاول أن يلقى باللوم على الموظفين الصغار مثل سواق الاتوبيس وعامل التحويله، ورد الماحى كانت جملته التى مازالت خالدة فى أزهاننا، " كلنا فاسدون ولا أستثنى منا أحد".
و"زوجة رجل مهم" يتناول موضوعاً هاماً وجريئاً، ألا وهو مفهوم السلطة وعلاقتها بالفرد. والأفلام التي تناولت هذا الموضوع قليلة جداً، بل هي نادرة في السينما المصرية، وذلك لحساسية هذا الموضوع بالنسبة للرقابة والنظام بشكل خاص، والأفلام القليلة التي فعلت ذلك تناولت السلطة من الناحية السياسية المباشرة، وأغفلت النواحي الاجتماعية والنفسية وتدور احداث الفيلم حول ضابط المباحث الذي استهوته السلطة منذ الصغر، فأصبح يمارس سلطته داخل نطاق العمل وخارجه متعته الوحيدة إهانة الآخرين وتلفيق أكبر عدد من التهم لهم، ويتعامل مع الجميع بمفهوم رجل السلطة.
توفي النجم الاسمر يوم 27 مارس 2005 إثر صراع طويل للغاية مع مرض سرطان الرئة نتيجة كثرة السجائر التي كان يدخنها، وعولج على نفقة الحكومة المصرية في الخارج، وتردد أنه أصيب بالعمى في أواخر أيامة إلا أنه طلب من المحيطين به تكتم الخبر.
