صحة وادوية
ولد سيجموند فرويد الطبيب النمساوى الشهير فى 6 مايو 1856 ، واختص بدراسة الطب العصبى ، وهو مؤسس علم التحليل
كتب : صلاح احمد
ولد سيجموند فرويد الطبيب النمساوى الشهير فى 6 مايو 1856 ، واختص بدراسة الطب العصبى ، وهو مؤسس علم التحليل النفسى وعلم النفس الحديث واشتهر بنظريات العقل واللاوعى ، وخلق الممارسة السريرية فى التحليل النفسى لعلاج الامراض النفسية عن طريق الحوار بين المريض والمحلل النفسى، وأفكاره لا تزال تؤثر في بعض العلوم الإنسانية والعلوم الاجتماعية.
كان فرويد تلميذاً متفوقاً واحتل المركز الاول فى صفه عند التخرج ، والتحق بمدرسة الطب عندما بلغ 17 سنة ، ولكنه ظل بها ثماني سنوات لكي ينهي الدراسة التي تستغرق 4 سنوات لانه كان مشغولاً بإهتمامات اخرى خارج مجال الطب ، لم يكن مهتماً ان يصبح طبيباً ولكنه اراد دراسة الطب لانه راى انها الطريق الى البحث العلمى ، وكان أمل فرويد أن يصبح عالما في التشريح ونشر عددا من البحوث العلمية في هذا المجال.
بداية مشواره العلمى والعلاج بـ " التفريغ"
تعرف فرويد على جوزيف بروير الذى كان من ابرز اطباء فيينا ، واعجب بطريقة التفريغ الجديدة لعلاج الهيستريا، والتى كان يستخدم فيها الإيحاء التنويمى فى معالجة المرضى والتى تساعدهم على تذكر احداث لم يستطيعوا تذكرها فى اليقظة مع المشاعر والانفعالات الخاصة بالحدث مما يساعد المريض على الشفاء عن طريق التنفيس عن الكب الذى بداخله.
بعد ذلك اختلف فرويد وبريور فى تفسير العوامل النفسية المسببة للهيستريا، حيث قال بريور الانحلال العقلى المصاحب للهستيريا بانقطاع الصلة بين حالات النفس الشعوريه، وفسر اعراضها بحالات شبه تنويمية ينفذ اثرها إلى الشعور، وفرويد اختلف معه معللاً ان الانحلال العقلى هو نتيجة صراع بين الميول وتصادم الرغبات، فالاعراض الهستيرية هي اعراض دفاعية نتيجة ضغط الدوافع المكبوتة في اللاشعور التي تحاول التنفيس عن نفسها بإى طريقة، وبما ان هذه الدوافع المكبوتة في الشعور امر مرفوض فتحاول التنفيس بطريقة غير طبيعية هي الاعراض الهستيرية.
ازداد الخلاف بينهما عندما حين اعتبر فرويد الغريزة الجنسية هي السبب الأول للهستيريا واعترض بروير على ذلك وعارضه هو وجمهور الأطباء في عصره حتى انقطعت الصلة بينه وبين بروير. فأخذ فرويد يواصل ابحاثه بالرغم من مهاجمة معارضيه، وبالفعل كشفت له ابحاثه دور الغريزة الجنسية للهستيريا، فوسع ابحاثه على أنواع أخرى من الأمراض العصابية وعلاقة الغريزة الجنسية بها، فأقنعه بإن أى اضطراب بهذه الغريزة هي العلة الأساسية في جميع الأمراض. ظل يعمل وحيداً ضد المجتمع الطبي لمدة عشر سنوات.
"التداعى الحر"
بعد ان وجد فرويد بعض العيوب فى طريقة التفريغ التى لم تنج إلا فى حالة استمرارية العلاقة بين المريض والطبيب.
اكتشف طريقة التداعى الحر وهي ان يطلب من المريض ان يطلق العنان لافكاره لتسترسل من تلقاء نفسها دون قيد أو شرط، فيتكلم بإى شيء يخطر بباله دون اخفاء تفاصيل مهما كانت تافهة أو مؤلمة أو معيبة. و كشفت له هذه الطريقة الكثير من الحقائق، فمثلاً عرف لماذا تذكر بعض الحوادث والتجارب الشخضية الماضية امراً صعباً، حيث أنها قد تكون مؤلمة أو مشينة للنفس ولذلك تنسى، وبالتالى تذكرها مرة أخرى امر شاق نتيجة المقاومة التي تحول عن ظهور هذه الذكريات في الشعور ومن هذه الملاحظات كون فرويد نظريته في الكبت التي يعتبرها حجر الأساس في بناء التحليل النفسى.
فرويد وتأسيس التحليل النفسى
يرى سيجموند فرويد ان الكبت ما هو إلا صراع بين رغبتين متضادتين، وهناك نوعين من الصراع واحد فى دائرة الشعور وتتحكم النفس فيه وتترك الثانية وهو الطريق الطبيعى للرغبات المتضادة دون اضرار النفس. بينما النوع الاخر هو حدوث الصراع إلى صد وكبت إحدى الرغبتين عن الشعور دون التفكير واصدار حكم فيها، لتستقر في اللاشعور بكامل قوتها منتظرة مخرج لأنطلاق طاقتها المحبوسة، ويكون عن طريق الاعراض المرضية التي تنتاب العصابين.
واتضح لفرويد ان دور الطبيب النفسانى هي كشف الرغبات المكبوتة لإعادتها إلى دائرة الشعور لكى يواجه المريض الصراع الذي فشل في حله سابقاً، ويحاول حله تحت إشراف الطبيب أى احلال الحكم الفعلى محل الكبت اللاشعورى، وسميت تلك الطريقة التحليل النفسى.
والتحليل النفسى هو منهج تحليل العمليات العقلية اللاشعورية وتبين العلاقة بين الشعور واللاشعور وطريقة العلاج النفسي. طورها سيغموند فرويد واعتبرت ناجحة على المستوى العلمي والعملي والعالمي والفكري. وهو اسم يطبق على أسلوب خاص في كشف العمليات العقلية اللا واعية وعلى طريقة العلاج النفسي. المصطلح يرجع أيضا إلى البناء النظامي لنظرية التحليل النفسي والمبنية على العلاقة بين العمليات النفسية الشعورية واللاشعورية.تقنية التحليل النفسي والتحليل العلاجي واعتمدت في تطبيقها.