أخبار وتقارير

وول ستريت جورنال : أوباما يحترم الأعداء أكثر من المعارضين المحليين

في إطار تحليلها لموقف الرئيس أوباما من محاولات الكونغرس عرقلة مساعيه لفرض اتفاق نووي مع إيران، ذكرت صحيفة وول ستريت جورنال بهجومه على الرئيس السابق له جورج بوش، بسبب تجاوز صلاحياته الدستورية، وذلك عندما كان سيناتوراً في مجلس الشيوخ، ورأت الصحيفة أن أوباما يتصرف ويتحدث، وهو في المرحلة الأخيرة من رئاسته، كأنه قادر على تقرير السياسة الخارجية الأمريكية بمفرده.

وتشير الصحيفة بأن كل ذلك تبدى بوضوح كبير، يوم السبت الماضي، في قمة الأمريكيتين في باناما، عندما عبر أوباما عن امتعاضه من معارضة أي شخص لنشاطاته الأحادية الجانب بشأن كوبا أو إيران وكذلك بالنسبة لتغير المناخ، فقد عبر الرئيس الأمريكي عن استيائه الشديد من السيناتور جون ماكين لتجرؤه على القول بأن تفسير وزير الخارجية جون كيري "لإطار العمل النووي مع إيران" يختلف كلياً مع ما ذهب إليه المرشد الأعلى للجمهورية الإسلامية، علي خامنئي، حيث قال أوباما "لا يفترض بنا إدارة الشؤون الخارجية بهذه الطريقة، وبغض النظر عمن يكون الرئيس أو وزير الخارجية، يحتمل أن نختلف، ويمكن الخوض في مناقشات مشروعة، وإني أتفهم الأسباب التي تجعل البعض غير واثق من إيران، وأدرك سبب معارضة البعض للصفقة، ورغم أنه لا علاقة لذلك بالصفقة، ولكنهم لا يثقون بأي اتفاق مع إيران، وربما يفضلون الخيار العسكري للتعامل مع هذه القضية". 

وبصوت مليء بالغضب والامتعاض، أضاف أوباما "ولكن عندما تبدأ بالوصول إلى نقطة ما بحيث تكون فيها حكومة الولايات المتحدة ووزير خارجيتنا يتفاوضون مع قوة أجنبية، وخاصة قوة تقول إنها معادية، فتلك مشكلة، يجب أن يتوقف ذلك الهجوم". 

تناقض وأضح
وتقول الصحيفة إنه "كما حدث خلال الأيام الأخيرة، كان آية الله الخامنئي هو أول من قال إن إدارة أوباما لفقت إطار العمل، وقال ماكين إنه يميل لتصديق آية الله أكثر من كيري، لأنه حسب تعبيره هو من حاول تسويق الاتفاق". 

وترى الصحيفة بأنه، فيما يتعلق بإطار العمل، هناك ميل لتصديق آية الله أكثر من كيري، لأنه هو الإيراني الذي سوف يلتزم ببنود الاتفاق ويطبقه، وتناقضت تصريحات المرشد الأعلى مع ما صدر عن كيري وأوباما في نقطتين محددتين وأساسيتين، مؤكداً على أن مفتشي الأمم المتحدة لن يدخلوا إلى أية مواقع عسكرية إيرانية، وبأن العقوبات يجب أن ترفع على الفور. 

وتلفت وول ستريت جورنال إلى ما قاله أوباما عندما سئل في باناما عن تصريحات الخامنئي، بحيث وصفها بأنها استعراضية، وأضاف "ليس مدهشاً بالنسبة لي أن يعمل المرشد الأعلى أو مجموعة من الأشخاص على توصيف الصفقة في إطار يحمي مصالحهم ومواقعهم السياسية".

وتختم الصحيفة رأيها بأن أوباما يعتقد بأنه لا صحة لما يقوله آية الله، ولكن منتقدي الصفقة من الأمريكيين يجب أن يصمتوا لأن كل ما يريدونه هو الحرب، وهو يظهر من خلال ذلك الموقف أنه أكثر احتراماً للأعداء الخارجيين من المعارضين المحليين، ولهذا السبب يشعر عدد من الأمريكيين بالقلق إزاء ديبلوماسيته وسياساته الخارجية. 
 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى