صحة وادوية

يا وزير الصحة : اقرأ هذا التحقيق واستقيل مغامرة مثيرة للحياة ايكونوميست داخل أقسام الطوارىء بالمستشفيات الحكومية والخاصة ببنى

بنى سويف – مصطفى عرفه
 
تعانى محافظة بنى سويف  إختناقا صحيا شديدا بسبب وضع المستشفى العام الحرج التى تتعرض لإنتفاضة من الترميم على مستوى السواد الأعظم من الأقسام الطبية بها بجانب ضيق إستيعابها لآلاف المرضى الذين يقصدونها من المدينة والمحولين لها من قبل أقسام الطوارىء بالمستشفيات المركزية الستة بمراكز المحافظة الأمر الذى جعل محافظ الاقليم  يجتمع مع  مسئولى الترميم من إلإدارة الهندسية بالقوات المسلحة ومسئولى الصحة بالمحافظة وتوصلوا لحلول مؤقته لحين الإنتهاء من ترميم المستشفى وزيادة أسرتها ..من تلك الحلول  تحويل بعض حالات الإستقبال من المستشفى العام لمستشفى التأمين الصحى والجامعى وتنفيذ قرار المهندس إبراهيم محلب رئيس الوزراء رقم 1063 لسنة 2014 والخاص بإستقبال المستشفيات الخاصة لحالات الطوارىء لمدة 48 ساعة على أن يتم محاسبة تلك المستشفيات من قبل مديرية الصحة التى تتحمل بدورها تكلفة علاج المريض كما تم الإتفاق على نقل العديد من الأقسام التى تشهد ترميما بالمستشفى العام الى مستشفيات المراكز المجاورة وإمداد المستشفى العام أيضا بمحولات كهربائية  لتعويض فصل التيار عن الحضانات والعناية المركزة أثناء صيانة وتجديد شبكة المستشفى الكهربائية .
ولتقف الحياة نيوز على حقيقة تطبيق تلك القرارات على أرض الواقع ومراقبة إستقبال المرضى  بالمستشفيات الخاصة والحكومية الأخرى كالـتأمين ومستشفى الجامعة  ومدى إستجابة أقسام الطوارىء بها لإستقبال المرضى أو المصابين فى حوادث السير والطرق تخفى  مراسلنا  فى زى أحد أبناء الريف وذهب للعديد من تلك المستشفيات  كمريض وقام المراسل بإخفاء كاميرته بطريقه تسمح له بتسجيل مشاهد تحقيقه الصحفى وتوالت المفاجآت عند التحقق من الأمر 
فى البداية توجهنا الى قسم الإستقبال بالمستشفى العام مع غروب الشمس وبمجرد قطع تذكره الدخول والتوجه لقسم الطوارىء فوجئنا بطبيبه القسم المتواجدة وقتها وتدعى دينا هانى بلا شفقه ورحمة على المريض حيث قامت بصده خارج القسم بكلمات مستهزئه : عليكم بالكشف فى العيادة الخارجية بقسم الباطنة فقام المراسل بالرد عليها قائلا: جميع العيادات الخارجية مغلقة فى ذلك التوقيت يا دكتورة فردت الطبيبة مرة أخرى : أنا بتاع أطفال وملكش عندى إستقبال إذهب  للطابق الخامس عند الطبيب المقيم بقسم الباطنة فرد المراسل بسرعه عليها " طيب قيسى الضغط أو حتى ضعينى على السرير التقط  أنفاسى  فلم ترد فذهبت مستسلما للدور الخامس ولكن من سوء حظى قابلنى مدير المستشفى العام الدكتور حمدى مصطفى بعد ان قابلنى صدفة فهو يعرفنى لأننى دائم اللقاء به عند تغطية أخبار  الحوادث بالمستشفى : قال إيه اللى أنت عامله  فى نفسك " قلت له حقيقة الأمر فقام مسرعا بإحضار طبيب معالج بسرعه وقام بتحويل الطبيبة التى أساءت معاملتى للتحقيق عقب عرض الفيديو الذى قام المراسل بتسجيله لسوء التعامل بإستقبال المستشفى العام للمرضى وأكد مدير المستشفى أنه بالمرصاد لكل طبيب يسىء التعامل مع المرضى ولكن ما ذنب المريض الذى لا يعرف أن يشكوا لمسئول ولا يعرف طريق مكتب مدير المستشفى
خرج المراسل بعدها وما زال الأمل يملأه متوجها الى أكبر مستشفى خاص بالمحافظة وهى مستشفى "الزهراء " الخاصة  وكان الإستقبال 5 نجوم  وقلت لهم حاله طوارىء ونريد التوجه لقسم الإستقبال فسارع بى رجل الأمن بالمستشفى الى الطابق التاسع ودخلت غرفه مكيفة وجاء لى طبيب واصر على عمل رسم قلب كل ان يتكلم وعمل رسم للقب  وإذ به يكتب له أنواع عديدة ومديدة من التحليلات الطبية داخل المستشفى ليستطيع تشخيص الحالة وبالطبع هى مكلفة للغاية وليست مجانيه وعندما طلبت منه أن نجري تلك التحاليل خارج المستشفى لأن النقود التى معنا لا تكفى خرج وتركنى لشاب فى العقد الثالث من عمره طالبنى بـ 70 جنيه ثمن الكشف  قبل الخروج وعندما أكدت له بأننى دخلت كحاله إستقبال وفقا لقانون 81 وقرار وزير الصحة لسنة 2002 وقرار رئيس الوزراء لسنة 2014 بإستقبال حالات الطوارىء بالمستشفيات الخاصة إبتسم الشاب متهكما وقال: أنت مش عارف إنك فى  مستشفى خاصة ومفيش حاجة فيها ببلاش وعندما أصريت على تطبيق القرار قام بإنزالى الى قسم الإستقبال الإدارى بالمستشفى حيث خرج  المدير الدارى ورجاله قائلين لنا هتدفع يعنى هتدفع فما كان منى الا أن قمت بشرح القرار الوزارى الخاص بالعلاج المجانى له فقال مستاءا : مفيش حاجة إسمها قرارات وزير هتطبق علينا فقلت له : عليك بإحترام حالة المريض وتركه دون مشاجرة وعليك الإتصال بالشرطة وهى المخوله برد حقك وحقى فقال المسئول الإدارى أنا هاخد حقى منك بطريقتى وعندما وجدت الأمر سيتطور للإهانة قمت بالإتصال بالدكتور مصطفى هارون وكيل نقابة الأطباء فى البداية والذى أكد لنا أن الرئيس عبد الفتاح السيسى أوفد مندوبا من رئاسة الجمهورية منذ أيام للتأكيد على تطبيق قرار رئيس الوزراء داخل المستشفيات الخاصة لحين الإنتهاء من ترميم المستشفى العام على أن يستمر الأمر بعدها وقال هارون بدوره لإدارة المستشفى الخاص التى رفضت مغادرتى قبل دفع الفاتورة : أن المريض بحوزتكم على حق فرفضوا نصيحته وقاموا بإبلاغ الدكتور عبد الوهاب محمد وكانت المفاجأة الكبرى حيث  كان هذا الطبيب يتولى  منصب مدير العلاج الحر بمديرية الصحة سابقا  وظل يدير المستشفى لسنوات بجانب هذا المنصب حتى خرج على المعاش منذ عام وتعجبت كيف يكون مراقب بالحكومة على ما هو يديره لحسابه الخاص أى أنه قاض لقضية هو طرف بها… وعندما شرحت له الأمر وطالبته بحقى فرد قائلا: أنا ليس لدى قوانين أو قرارات تقول بأن حالات الطوارىء تدخل المستشفيات الخاصة "ببلاش إحنا كدا هنقفل واللى عنده صداع وماشى بالشارع هيخش يتعالج ويمشى" بدون حساب وأنا أستقبل الحالات الحرجة كالحوادث فقط بدافع إنسانى أما بقية الحالات فلابد من الإجتماع بوكيل الوزارة والنقابة لعرض القرارات الوزارية وشرح كيفية تطبيقها على أرض الواقع فما كان منى الا أن قمت بالإتصال بالمستشار مجدى البتيتى محافظ بنى سويف ليقوم بإخراجى من المستشفى بعد احتجازى بداخلها نحو اكثر ساعة فقام البتيى مسرعا بإرسال مدير العلاقات العامة بالمحافظة للمستشفى وأصرت المستشفى على عدم خروجى قبل دفع الفاتورة و بالفعل دفعت وحصلت على كل ما يثبت ذلك بجانب تصوير المشاهد التى تؤكد رفض المستشفى الخاص لقرارات الدكتور محلب كما قرر المحافظ التحقيق فى الأمر عبر الجهات المختصة وقام الدكتور أحمد أنور وكيل وزارة الصحة بتحويل شكواى الى النيابة العامة حيث أخرج لنا من مكتبه القرار الخاص بالمهندس محلب والذى تسلمه مدير المستشفى الخاصة الذى أنكر معرفته به من أجل الحصول على الـ 70 جنيه.
وكانت آخر التجربة المثيرة داخل مستشفى التأمين الصحى بعد أن نمى إلى أسماعنا بأن الدكتورة الزهراء محمود مدير عام التأمين الصحى رفضت إستقبال حالات الطوارىء بأفرع التأمين ببنى سويف نظرا لإزدحام الأفرع عندها بالمرضى وعاودت الموافقة بعد ضغط من المحافظ عليها لصالح المرضى وبالفعل تم إستقبالى داخل فرع التأمين وكانت الملاحظات الأجدر بالإهتمام داخل قسم الإستقبال هو عدم نظافة المكان حيث قاموا بإدخالى على السرير الوحيد الغير مشغول ولكن كان عليه بقع دماء ومخاط كثيرة وبعد معاناه قامت إحدى المسئولات عن النظافة بتغيير أغطية السرير بأخرى نظيفه كما لوحظ قلة الأطباء بأقسام الطوارىء بالتأمين الصحى  رغم الحالات العديدة التى يستقبلها التأمين يوميا الأمر الذى يجب أن يراعى من المسئولين داخله
قادتنى قدامى الى المستشفى الجامعى الذى يتغنى رئيسه بتقديم خدمة طبية مميزة داخله ولكن كانت المفاجاة ان افراد الامن رفضوا اصلا ادخالى للمستشفى لاننى ارتدى جلابية ولما قلت لهم اننى لا استطيع التنفس  تهكموا بقولهم روح اشرب لبن جاموسة  هتبقى كويس ولما هددتهم بابلاغ الشرطة زاد تهكمهم وقالوا : لو الشرطة جت هنشيلك تهمة واقترب منى احدهم وقال انت عيان مش عايزين نبهدلك  وبصراحة هنا مفيش اطباء نصيحة روح اركب السرفيس من اول الشارع و اذهب للمستشفى العام
والان يا سيدى وزير الصحة اذا توفر الوقت لك وقرأت هذا التحقيق الموثق بالصور والفديو اتفضل استقيل.
 
 
 
 
 
 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى