أخبار وتقارير

يحتفل الأردنيون كافة في هذه الأيام، بالذكرى المئة لتحرير بلادهم والمنطقة من الاستعمار التركي، بعد أن تحول مشروعهم من “الخلافة

يحتفل الأردنيون كافة في هذه الأيام، بالذكرى المئة لتحرير بلادهم والمنطقة من الاستعمار التركي، بعد أن تحول مشروعهم من "الخلافة الإسلامية" إلى مشروع قومي طوراني متعصب معاد للعرب والعروبة، وسعى إلى تجهيلهم ومصادرة أراضيهم وتعذيبهم بأبشع الطرق.
ويصادف العاشر من شهر يونيو (حزيران) من كل عام، ذكرى إطلاق الشريف حسين بن طلال (جد العائلة الحاكمة في الأردن) الرصاصة الأولى من بطاح مكة إيذاناً بجلاء الاستعمار والدعوة للنفير بوجه الأتراك لتوحيد الأمة العربية.

والثورة العربية هي ثورة مسلحة ضد الخلافة العثمانية، بدأت في الحجاز، قامت حينما أطلق الشريف حسين طلقة واحدة من بندقيته، وذلك قبل فجر 2 يونيو (حزيران) 1916، في مكة المكرمة، وامتدت الثورة ضد العثمانيين بعد إخراجهم من الحجاز ومختلف الدول العربية؛ وذلك نتيجة للسياسة العثمانية خلال الحرب العالمية الأولى، والتي تمثلت بالتجنيد الإجباري، ومصادرة الأملاك والأرزاق، ومن ثم مجاعة 1915، والسياسة القمعية لجمال باشا السفاح.

ويقول شيوخ عشائر ومواطنون نقلاً عن آبائهم الذين عاصروا الاحتلال التركي، إن الأمة العربية على مدار تاريخها لم تشهد استعماراً أسوأ من العثمانيين وخاصة في أواخر وجودهم.

منعرج سياسي
وقال أحمد آل خطاب (70 عاماً)، إن الثورة العربية كانت منعرجاً أساسياً في تاريخ الأمة العربية والأردن، بعد أن عاشت المنطقة في ظلام وظلم جراء السياسات القمعية للسلاطين الأتراك خاصة في أواخر فترة الحكم العثماني.

آل خطاب الذي لم يعاصر الثورة، ينقل عن والده الذي كان مع شباب مدينة معان في مواجهة الأتراك قوله إن "الحكام العثمانيين في بداية الثورة، استخدموا مختلف أساليب القمع بحق المواطنين والتعذيب للمعتقلين لوأد الثورة وإخافة الأردنيين، لكن ذلك لم يزد الأردنيين إلا قوة وعزيمة".

المؤرخ محمد الخشمان، يقول في استعراض لمقتطفات من الثورة العربية نشرها بإحدى المجلات، "في عام 1910 لوحدها أقدم الاحتلال العثماني التركي على إعدام نحو 25 رجلاً من أحرار الأردن بكل دم بارد وبدون أي محاكمة وبلا أي سبب غير رفضهم بأن يكونوا وشاة عند نظام يعتاش على الخِسة كما سنبين تباعاً مأساة ذبح شيوخ العشائر في منطقة وادي موسى والشراه، والشوبك، وهم مكبلين حول الأعناق في صف واحد داخل "سجن عرف" نتيجة هذه الأفعال بـ"مسلخ معان، داخله مفقود ومغادره مولود".

الاحتلال التركي
ويضيف الخشمان: "كان الظلم هو الطابع الرسمي للاحتلال التركي وقد بدأ الوعي الوطني الأردني يدب في صفوف الناس بعد انتهاء أكبر حقبة تجارة بالدين أبيد فيها كل شيء، مما دعا الشبان الأردنيين في الكرك ومعان والجنوب إلى الثورة والبدء بمهاجمة الدوريات التركية، والاختباء بالجبال الوعرة، ليقوم الأتراك بالقبض على شيوخ العشائر كرهائن".

وبعد أن باءت محاولات الجنود الأتراك لإغراء الشيوخ المحتجزين بالمال للكشف عن أماكن وجود الثوار، وفق ما توثق الروايات، راحوا يمارسون بحقهم مختلف وسائل التعذيب من قتل وحرق وسرقة الممتلكات.

تعذيب
واشتهر العثمانيون بابتكار أبشع وسائل التعذيب على الإطلاق، من الخازوق والحرق والإغراق بالماء، والقتل البطيء، حتى وصلت الأمور ببعض قادتهم، إلى دفع المكافآت للجلاد الذي يطيل عمر الضحية لأطول فترة تحت التعذيب، حسب روايات موثقة.

ويقيم الأردن، اليوم الخميس، احتفالات رسمية ضخمة غير مسبوقة على مدار يومين، يتخللها عروض عسكرية، واستعراض للأسلحة الأردنية الجوية والبرية القديمة والحديثة، واحتفالات شعبية يتخللها العديد من البرامج.
 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى