أخبار وتقارير
يخوض الاكراد حربا مفتوحة علي كل الجبهات من سوريا الي تركيا مرورا بالعراق ثم ايران ، وان كانت الجبهة الاخيرة

كتب : محمد مجدي
يخوض الاكراد حربا مفتوحة علي كل الجبهات من سوريا الي تركيا مرورا بالعراق ثم ايران ، وان كانت الجبهة الاخيرة هادئة فهو هدوء يسبق العاصفة ..حيث لا يزال حلم الدولة الكردية يراود الاكراد وهو الحلم الذي يشكل هاجسا كبيرا لدي الدول الاربعة سالفة الذكر وان كان اقل وطأة في العراق التي منحت الاكراد بالفعل حكما ذاتيا لكن هذا الحكم الذي لم يمنع تركيا من اعلان الحرب عليهم في العراق بحجة حماية وحدة اراضيها التي تري في الاكراد تهديدا مباشرا لها .
تقع كردستان في ملتقى الحدود الإيرانية التركية العراقية الأرمينية السورية، ويبلغ عدد الأكراد في العالم حوالي 30 مليون نسمة، الجزء الأكبر منهم في جنوب شرق تركيا وعددهم حوالي 17 مليونا، و في إيران حوالي ستة ملايين، بينما يبلغ عددهم في العراق حوالي خمسة ملايين، وما يزيد عن المليونين في سوريا. هذا فضلا عن وجود كردي في أذربيجان وجورجيا ولبنان وروسيا وألمانيا.
شهدت الايام الاخيرة تصعيدا كبيرا من تركيا بعد ان استشعرت الخطر بسبب الاراضي التي اكتسبها الاكراد في سوريا وهو الامر الذي يؤشر لمرحلة جديدة يمكن فيها الاندماج بين اكراد العراق تحت الحكم الذاتي واكراد سوريا المسيطرين علي الارض بشكل كبير ، وربما هذا مادفع تركيا الي التقارب مع روسيا بعد عداء مؤقت وكذلك ايران التي تتوجس هي الاخري من الاكراد بل والتطبيع مع نظام الاسد الذي كانت تحاربه تركيا قبل اسابيع قليلة لكنها تتحالف معه اليوم نكاية في الاكراد وخروجا من تحالفها مع امريكا او تعليق هذا التحالف في الشأن السوري بسبب دعم امريكا للاكراد بالسلاح .
فيما يتعلق بالوضع داخل تركيا لاتزال الحرب مفتوحة ضد حزب العمال الكردستاني والاكراد عموما والعمليات لاتتوقف اخرها هذا اليوم حيث أعلنت السلطات التركية مقتل ثمانية جنود وإصابة ثمانية آخرين بجروح في اشتباكات مع مسلحين أكراد في شرق البلاد، وفق بيان حكومي.
وأصدر مكتب حاكم ولاية "فان" بيانا بشأن عمليات ضد أعضاء "منظمة إرهابية انفصالية"، وهو الوصف الذي تستخدمه تركيا لحزب العمال الكردستاني.وأشار البيان أيضا إلى مقتل 11 مسلحا في عمليات الجمعة، حول جبل تندوريك.
وعاد العنف بين حزب العمال الكردستاني وقوات الأمن التركية العام الماضي بعد انهيار عملية سلام استمرت عامين. منذ ذلك الحين، قتل أكثر من 600 من رجال الأمن الأتراك وآلاف من مسلحي حزب العمال الكردستاني، بحسب وكالة أنباء الأناضول.
وعلي صعيد الموقف في سوريا استأنفت تركيا الغارات الجوية على مواقع تنظيم الدولة الإسلامية موسعة العمليات على طول شريط يمتد لمسافة 90 كيلومترا قرب الحدود التركية تقول أنقرة إنها تطهره من الجماعات المتشددة وتحميه من توسع جماعات مسلحة كردية.
ويساور الغرب القلق من الهجوم التركي الذي بدأ قبل عشرة أيام ويمثل أول توغل كبير لها في سوريا منذ بدء الحرب قبل خمس سنوات.
وعبرت الولايات المتحدة عن مخاوفها بشأن الغارات التركية على الجماعات المتحالفة مع الأكراد التي تدعمها واشنطن في قتالها ضد الدولة الإسلامية. وقالت ألمانيا إنها لا تريد أن ترى وجودا تركيا دائما في صراع متشابك بالفعل.
وتقول تركيا إنها ليست لديها خطط للبقاء في سوريا وإنها لا تهدف سوى لحماية حدودها من الدولة الإسلامية ووحدات حماية الشعب الكردية التي تراها امتدادا لحزب العمال الكردستاني المحظور الذي يخوض تمردا على الأراضي التركية.
فيما يتعلق بالوضع علي الجبهة العراقية لم يتوقف القصف التركي للاكراد تحت الحكم الذاتي في اربيل والقري المحيطة بها بحجة وجود قواعد لحزب العمال الكردستاني هناك وهو نفس الهاجس الذي تعيشه ايران صاحبة النفوذ في العراق لكنها تخشي التصعيد لئلا تخسر اقليم كردستان وتبقي الاوضاع هادئة في الداخل الايراني وان كانت قد وجدت ضالتها علي مايبدو في تركيا التي تخوض الحرب بينما ايران تراقب المشهد من بعيد .
مساحة كردستان وعدد سكانها كانا يؤهلانها بعد الحرب العالمية الثانية لإقامة دولة مستقلة ذات سيادة، لكن يبدو أن الاستعمار الغربي خطط لأزمات في المنطقة ، وذلك لاستنزاف الطاقات والثروات الخاصة بشعوب المنطقة. وقد نجح الاستعمار في ذلك من حيث إنه ينهك الشعب الكردي بسبب الحروب المستمرة ضده، ويستنزف طاقات العراق وإيران وتركيا، ونجح أيضا في بث مشاعر الكراهية والبغضاء والأحقاد المتبادلة بين الأكراد وبقية شعوب المنطقة من عرب وأتراك وإيرانيين.
عانى الأكراد كثيرا من سياسة مصطفى كمال أتاتورك الذي حاول تحويلهم عن قوميتهم وثقافتهم الوطنية بالقوة. وقد سن أتاتورك قانون السجن لكل كردي يتحدث بالكردية. كان على الأكراد أن يتجاوزوا لغتهم وثقافتهم لصالح الهيمنة الثقافية التركية. وعانى الأكراد الذين ينتمون في الغالب للمذهب السني من قمع العراق، وحرموا كثيرا من حقوقهم الإنسانية البسيطة مثل الاحتفال بمناسباتهم القومية
رغم ان حكومة العراق وافقت على منح الأكراد حكما ذاتيا عام 1970 بعد حروب قاسية استنزفت الطرفين.. أما الإيرانيون فضربوا الأكراد عسكريا ودمروا عددا كبيرا من القرى الكردية في شمال غرب وغرب إيران.
يعتقد خبراء أنّ خطوات المصالحة الكردية مع الأتراك ، إلى جانب تفكّك الجيش العراقي في القتال ضدّ داعش، هي التي ستمهّد الطريق في نهاية المطاف للاستقلال الكردي، بعد سنوات من النضال دون نتائج.
ويرى اخرين ان حلم الاكراد فى بناء دولة واستقلالهم وبناء وطن قومى لهم اصبح صعب المنال لما يجرى من تهدد تركيا للأكراد وتحشد قواتها العسكرية على الحدود مع سوريا مقابل المناطق الكردية، وتقول إنها ستتخذ إجراءات ضد إقامة كيان كردي في شمال شرق سوريا.
قمع العرب والإيرانيين والأتراك للأكراد دفعهم للاستنجاد بإسرائيل. لقد دخلت إسرائيل كردستان خاصة من الجهتين العراقية والإيرانية وان كان هذا يضعف الجدية الكردية فى تحديد مصيرها.
حقوق الشعوب لا تتجزأ وإنما هي مبادئ يجب احترامها. وإذا كان الكثيرين ممن يدعون الى هذه المبادئ لا يحترمونها ولا يوجد ما يبرر التعاون مع إسرائيل .
ومن غير المتوقع ان يكف الاكراد عن محوالتهم لنيل الاستفلال وربما على المجتمع الدولى ان يدرك لابد من وجود حل لازمة الاكراد الممتدة عبر عقود من الزمن ويجب ايضا على الدول التى ينتمى اليها الاكراد ان تسعى لايجاد حلول سلمية بعيدا عن القمع والتنكيل لاحلام الكرد فى ان تصبح لهم دولة مستقلة.



