يشعر المرء أحيانا خلال فترة من العام بأن أداء العمل أصبح شيئا روتينيا مقارنة بأوقات أخرى، وهو ما ينطبق
يشعر المرء أحيانا خلال فترة من العام بأن أداء العمل أصبح شيئا روتينيا مقارنة بأوقات أخرى، وهو ما ينطبق على أداء الأعمال في فصل الصيف، إذ يفضي قضاء ساعات طويلة في المكتب إلى شرود الذهن بعيدا عن أداء استراتيجيات العمل. وتقول لوسي كيلاواي، مراسلة بي بي سي، إنها درست سلوك اثنين من الزملاء في نفس العمر، ويتمتعان بنفس القدر من الموهبة. أحد الزميلين يتمتع بالقدرة على العمل الإضافي الشاق الذي يلقى على عاتقه طوال الوقت. والثاني لا يفعل أي مهام إضافية، ليس لكونه كسلانا على وجه التحديد، بل فقط ينجز الأشياء التي يهتم بها. وفي وقت فراغه يجلس في مكتبه يشاهد مباريات التنس على هاتفه الذكي. فأيهما يكافأ بسخاء أكثر من الآخر على ما بذله من جهد غير متكافئ؟ أهو السيد "ملتزم" أم السيد "غير ملتزم تماما". من المحزن أن الأول لم يحصل على أي مزايا جراء مشقة العمل التي بذلها، في حين لم يعاقب الثاني على تقاعسه. حاولت أن أفهم كيف يفعل السيد "غير ملتزم تماما" ذلك ويفلت من العقاب، واعتقدت في بادئ الأمر أنها مسألة رفض. ومع ذلك تبين أن الماهرين في العمل ممن يتجنبون أداء مهام إضافية يكادون لا يرفضون على الإطلاق العمل. بل يفعلون أشياء أكثر ذكاء يتجنبون بها تكليفهم من البداية. استراتيجية الخوف هناك بعض الاستراتيجيات المعروفة جيدا لذلك، من بينها الانهماك الشديد والتظاهر بالانشغال أو وضع سماعات الأذن والنظر بإمعان وتركيز إلى شاشة الكمبيوتر تجنبا لاقتراب أي شخص. قال لي السيد "غير ملتزم تماما" إن السر بسيط، فهو يقلل وقت العمل بالمكتب إلى أدنى درجة. لكن المشكلة في هذه الحيلة هي أنه إن لم تكن موجودا في المكتب، فقد ينسى الناس وجودك.