صحة وادوية
يعد إدمان المخدرات واحدة من المشاكلالمهمة التى يواجهها مجتمعنا؛ بسبب الأضرار البدنية والنفسية التى يعانيها المدمن، خاصة أنها تلقى

كتب: صلاح احمد
يعد إدمان المخدرات واحدة من المشاكلالمهمة التى يواجهها مجتمعنا؛ بسبب الأضرار البدنية والنفسية التى يعانيها المدمن، خاصة أنها تلقى به خارج العالم الذى يعيش فيه، وقد يفقد كل شىء فى حياته بسبب تعاطيه المواد المخدرة التى تدمر خلايا المخ وتؤثر على قوته البدنية، ولها أثر كبير فى ارتفاع معدل الجرائم والبلطجة.
وفى حوار مع أ.د/ فؤاد أبوالمكارم، أستاذ علم النفس بجامعة القاهرة حاولنا البحث معه في أسباب الادمان حتي نصل في النهاية الي الاجابة عن السؤال الاصعب والاكثر الحاحا وهو .. كيف نخرج من الادمان ..واليي نص الحوار
بداية.. ماذا تعنى كلمة مخدر وما أنواعها؟
المخدرات مواد اذا تناولها الانسان او الحيوان تؤثر فى نشاط المراكز العصبية العليا او ما يسمى بـالعمليات النفسية، ونتيجة تناولها تحدث قلقا بدنيا او نفسيا وخللا فى النشاط العقلى والادراك والسلوك والوعى.
وبعضها يبعث على الخمول والبعض الآخر منشط والبعض الثالث مثير للهلوسة، لذلك تسمى علميا "المواد النفسية"، وهناك بعض الأنواع من المواد المخدرة يتم استخدامها فى الاغراض الطبية، كالمهدئات بأنواعها ومسكنات الألم كالمورفين، وغيرها من المواد التى توصف بواسطة الطبيب ولها أثر علاجى وإن كانت بعض الادوية يدخل في تركيبها مواد من المخدرات إلا أن اغلب الادوية لا ينشأ عنها ضرر بدنى او نفسى مع الاستخدام الصحيح.
ولا تقتصر على المواد المركبة كميائيا فقط "المعروفة باسم المخلقات"، لكن تمتد لتشمل المواد ذات الأصول النباتية كالقنب أو الحشيش ومشتقات الأفيون والكوكايين.
ما أسباب انتشار المخدرات؟
يلجأ البعض إلى الحشيش وغيره من المواد النفسية بدوافع عديدة، منها:
ـ حب الاستطلاع او الاستكشاف أو التجربة، كما يبدأ البعض فى تعاطى هذه المواد على سبيل المجاراة او الاستجابة لضغط الأقران او الاقتداء بنموذج متعاطى من الاقارب او الاصدقاء.
ـ الإصابة بمرض يؤدى إلى الكآبة والقلق، فيلجأ المريض إلى المادة المخدرة هربا مما يعانيه.
ـ عدم الطمأنينة والمعيشة فى جو عائلى مضطرب مثير للمشاعر والعداء فى غياب الاسرة والاحساس بالضياع.
ـ الضغوط والمشكلات التى لا يستطيع الفرد مواجهتها.
يعتقد البعض ان تعاطى هذه المواد تسهم فيمواجهة مشاكلهم وحلها، لكنها تتزايد والضغوط تتفاقم، فمهما تعاطى الشخص لن تنتهى مشكلاته بسبب اللجوء للتعاطى وعدئذ يتزايد احتمال التورط فى التعاطى حتى انه يلجأ الى تعاطى أكثر من مادة فى الوقت نفسه ولن تحل ولا تخف الضغوط الواقعة عليه.
لماذا يواصل متعاطى الحشيش تناولها ؟ وهل تعد إدمانًا؟
هناك أوهام ترسخت لدى فئة من المتعاطين حول آثارها، منها زيادة القدرات الجنسية أو الترفيهية أو الترويحية ، وما إلى ذلك من آثار نفسية متوقعة.
وعادة ما يترتب على تعاطى الحشيش وغيره من المواد النفسية أثار حسية ممتعة، ومع الاصرار على مواصلة تعاطيها تبدأ هذه الاثار فى الانحصار شيئاً فشيئاً مما يدفع المتعاطى إلى محاولة زيادة حجم جرعات التعاطى باضطراد لكى يحقق الآثار الممتعة الأصلية نفسها .
وبمرور الوقت يتذبذب منحنى المتعة ويعقبه محاولات لزيادة الجرعة مما يجعل المتعاطى ينخرط فى نهاية المطاف فى شعور قهرى بالرغبة في التعاطى وولع متزايد بالمادة المتعاطاة حتى تصبح محور اهتمامه. ويعد الحشيش والمواد النفسية إدمانًا لانه عندما يحاول متعاطى هذه المواد التوقف عن تعاطيها تنشأ مجموعة متنوعة من الأعراض المؤلمة لا تزول إلا بالعودة إلى التعاطى مرة أخرى ويطلق على هذه الأعرض اسم زملة أعراض الانسحاب من تعاطى المادة. وعندئذ يكون المتعاطى مدمناً للمادة او بالمصطلح العلمى الدقيق يصبح معتمداً على تعاطى المادة.
ما تأثير المواد المخدرة والحشيش على الجهاز العصبى؟
تعمل المنشطات على إطلاق بعض المواد المنبهة من خلال الجهاز العصبى تؤدى إلى احساس المتعاطى لهذه المواد بالنشوة والنشاط وقلة الحاجة للنوم وعادة ينتهى هذا الإحساس بالخمول والإرهاق وكثرة النوم والإحباط والمزاج المكتئب، ما يجعل المتعاطى يلجأ مرة اخرى لها طلباً للنشوة والنشاط وتحسين المزاج، وبذلك يدخل الكثيرون من متعاطى المواد المخدرة في حلقة مفرغة ودوامة لانهاية لها إلا بالتوقف عن التعاطي أو انتهاء حالة الادمان، والاستمرار في تعاطي هذه المواد يؤدى إلى تأثير مميت لبعض خلايا المخ او التاثير السلبي لقدرتها على اداء وظائفها فتظهر الأثار الجسدية والنفسية على المتعاطى، وتؤدى هذه المواد الى زيادة معدل ارتكاب المتعاطى لها للعنف والعدوان وانتشار الجرائم.
كما ان بعض المتعاطين قد يصابوا بما يسمى الذهان، أى الإصابة ببعض الافكار الخاطئة والشكوك المرضية، مثل الهلاوس السمعية والبصرية التى تؤدى الى عدم القدرة على تمييز الواقع.
وينطبق هذا الكلام على مختلف المواد النفسية بما فيها الكحوليات (البيرة والويسكى والنبيذ..إلخ) والمخدرات الطبيعية (الحشيش والبانجو وغيرها) والمواد النفسية الدوائية (المهدئات والمنشطات..إلخ )والتبغ (السجاير والشيشة..إلخ.
ما طرق العلاج من الإدمان وهل تستدعى الذهاب إلى المصحات النفسية؟
بعض المتعاطين للمواد النفسية يستطيعون الرجوع من تلقاء أنفسهم عن التعاطى وهو ما يعرف بين المتخصصين بالتوقف او الشفاء التلقائى، وإذا لم يستطع التوقف عن التعاطى بهذه الطريقة يتطلب الأمر حينئذ تدخلاً من قبل متخصص او اللجوء إلى مصحة للعلاج من الادمان، للمساعدة على التخلص من التعاطى وفق برنامج علاجى محدد.


