صحة وادوية

يلعب عامل السرعة في مناطق الحروب دورا حاسما في إنقاذ الأرواح وإسعافها، وخاصة أولئك الذين يحتاجون إلى عمليات جراحية تستغرق


يلعب عامل السرعة في مناطق الحروب دورا حاسما في إنقاذ الأرواح وإسعافها، وخاصة أولئك الذين يحتاجون إلى عمليات جراحية تستغرق غالبا ساعات من الزمن. ولتجاوز هذه الصعوبات، فكرت منظمة "أطباء بلاحدود" في مشروع سيمكّن مستقبلا من إنقاذ أرواح الكثيرين.

المشروع عبارة عن مقطورة جراحة متنقلة، مجهزة بكل الأدوات الضرورية لإجراء العمليات الجراحية، توفر العناية للمرضى وتضمن أيضا سلامة فرق المنظمة، وفق بيان صادر عن أطباء بلا حدود.

يقول بيوتر هليب-كوشاينسكي، مختص لوجستي بالمنظمة، إن المقطورة حل ناجع للمشاكل الأمنية واللوجستية التي كانت تواجه فرق الإنقاذ سابقا، إذ تفرض الحروب والنزاعات على أطباء المنظمة أن يكونوا غير بعيدين عن أرض المعركة.

يضيف "يتعيّن علينا أن نكون في موقع قريب من مناطق القتال لنتمكن من معالجة المصابين بالسرعة المطلوبة، ولكن في نفس الوقت علينا أن نضمن سلامة طواقم عملنا وسلامة المرضى أيضاً، ما يعني أنه علينا أن نكون مستعدين للإخلاء فوراً في حال اقترب الخطر منا أكثر مما ينبغي".

بالتالي ستكون المقطورة الحل في توفير الحماية وفي الفرار أيضا إذ اشتد الخطر على طواقم المنظمة.

تصنع هذه المقطورات في إحدى الشركات المتعاونة مع المنظمة الدولية في هولندا، ولا تستغرق عملية إرسالها عبر الجو أو البر أكثر من 16 يوما.

من امتيازات المقطورة أنها قادرة على العمل بشكل مستمر لمدة 24 ساعة، ويمكنها نظرا للأجهزة الطبية التي تتوفر عليها وكذلك المواد الضرورية كالماء والكهرباء، إجراء 10 عمليات جراحية في اليوم الواحد.

لا يتطلب تركيب المقطورة وإعدادها للعمل سوى ساعتين.

بدأت المنظمة الدولية في توظيف هذا النوع من المقطورات في عدد من المناطق التي تمر بالحروب، كالعراق مثلا، حيث وصلت مجموعة من المقطورات في الأيام الأخيرة من معركة تحرير الموصل، ما سهل عمل فرق الإنقاذ.

"في البداية، كان علينا أن نقطع مسافة 40 كيلومترا من قاعدتنا إلى المستشفى ومثلها لدى العودة في المساء. ولكننا بعد ذلك، أي بعد أن تم تركيب جزءٍ لا بأس به من المشروع أصبحنا ننام في المستشفى"، يضيف كوشاينسكي.

تعقد منظمة أطباء بلا حدود الآمال على الابتكار، الذي ترى أنه سيسهم في إنقاذ الكثير من المدنيين المحاصرين في مناطق النزاع والتوتر حول العالم.
 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى