أخبار وتقارير
يوم تلو الاخر تتصاعد وتيرة الازمة بين تركيا واوروبا، التى بدأت بإلغاء عدد من المدن الألمانية لتجمعات مؤيدة لأردوغان. واتهم
كتب: حسام خليل
يوم تلو الاخر تتصاعد وتيرة الازمة بين تركيا واوروبا، التى بدأت بإلغاء عدد من المدن الألمانية لتجمعات مؤيدة لأردوغان. واتهم على اثرها أردوغان ألمانيا باللجوء إلى "ممارسات نازية"، ما أثار غضب برلين وبروكسل، إلا أن المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل دعت إلى "ضبط النفس".
تعيش في ألمانيا اكبر جالية تركية في العالم، يقدر عددها بأكثر من أربعة ملايين نسمة تريد أنقرة اجتذاب أكبر عدد منهم للتصويت لصالح تعزيز الصلاحيات الرئاسية في الاستفتاء. ويعيش في هولندا نحو 400 ألف شخص من أصول تركية.
أعربت دول عدة عن عدم ارتياحها إزاء هذه الحملة. وعلى غرار ألمانيا، أعلنت سويسرا والنمسا منع تجمعات على أراضيها يشارك فيها أعضاء من حزب العدالة والتنمية الحاكم في تركيا، معللة ذلك بمخاطر حصول اضطرابات أمنية.
سحبت هولندا إذن هبوط طائرة وزير الخارجية التركي جاويش مولود أوغلو في روتردام.
الذي كان من المزمع أن يلقي كلمة في مسيرة للترويج للتعديلات الدستورية في تركيا التي تمنح اردوغان صلاحيات واسعة.
وعلق رئيس الوزراء الهولندي مارك روته على تصريح أردوغان بأنه "غير مقبول. وتصريح مجنون بطبيعة الحال".
وأضاف روته أن الوزراء الأتراك يجب ألا يشاركوا في الحملة لحض الأتراك الذين يعيشون في هولندا على التصويت للتعديلات الدستورية في تركيا الشهر المقبل.
واستدعت تركيا القائم بأعمال السفير الهولندي في أنقرة وطلبت منه تقديم تفسير على منع طائرة وزير الخارجية من الهبوط في هولندا.
وتجمع خارج القنصلية التركية في مدينة روتردام بهولندا عدة آلاف من الأتراك وهم يلوحون بالأعلام التركية دعما لموقف أردوغان.
كما منعت وزيرة دولة في الحكومة التركية من الوصول بسيارتها إلى مبنى القنصلية التركية لمخاطبة الأتراك الذين تجمعوا هناك.
وكانت أنقرة هددت بفرض "عقوبات ثقيلة" إذا لم تسمح هولندا لوزير خارجيتها بالدخول.
وقال اردوغان في تجمع حاشد في اسطنبول "امنعوا وزير خارجيتنا من الطيران كما تريدون، ولكن من الآن، لنرى كيف ستهبط طائراتكم في تركيا".
وردت الحكومة الهولندية في بيان "السلطات التركية هددت علنا بفرض عقوبات علينا، مما جعل من المستحيل التوصل لحل للأزمة".ولهذا السبب قررت هولندا سحب الإذن بهبوط طائرة الوزير التركي.
وبررت العديد من الدول منعها التجمعات بالمخاوف الأمنية باعتبارها السبب الرسمي لحظر التجمعات أو نقلها.
وقال وزير الخارجية النمساوي، سيباستيان كورتس، إنه غير مرحب بتنظيم أردوغان للتجمعات لأن ذلك قد يزيد الاحتكاك ويعيق التكامل.
وقال رئيس الوزراء الهولندي، مارك روته، إن هولندا طالبت تركيا بالإحجام عن هذه التجمعات التي يخشى من "خطرها على النظام العام والأمن".
وكانت العديد من الدول الأوروبية قد أعربت أيضا عن القلق العميق إزاء تعاطي تركيا مع محاولة انقلاب يوليو الماضي وانزلاق البلاد نحو الحكم الاستبدادي في عهد الرئيس أردوغان.
وقد انتقدت ألمانيا على نحو خاص الاعتقالات الجماعية وعمليات التطهير التي أعقبت محاولة الانقلاب والتي شملت عزل نحو 100 ألف موظف مدني من مناصبهم.
وتزداد مخاوف الأوروبيين بشكل عام وألمانيا بشكل خاص بأن يؤثر التوتر على اتفاقية اللاجئين بين أوروبا وتركيا.
و حال أنهيت الاتفاقية المبرمة بخصوص اللاجئين، فإن الكثير من الأمور ستتعرض للخطر في تركيا، لأن الأمر لا يقتصر فقط على حصول أنقرة على أربعة مليارات يورو من أوروبا فحسب، ولكن أيضاً تسهيل حصول الأتراك على التأشيرات إلى أوروبا.
وربما تفصح التوترات التركية-الأوروبية عن مغزاها الأهم وهو التوجّه الأوروبي الكامن بعدم الرغبة في استيعاب بلاد الأناضول في القارة الموحدة.
وكان الرئيس التركي قد اعلن عن طرح تعديلات دستوريه للاستفتاء فى ابريل المقبل بعد ان اقرها البرلماني للتحويل من النظام البرلماني للنظام الرئاسي والذي يسمح لاردوغان بالبقاء فى السلطة حتى عام 2029 .