أردوغان يستغل قمة العشرين في محاولة إحياء اتفاق الحبوب
حضّ الرئيس التركي رجب طيب أردوغان قادة “مجموعة العشرين” على تلبية بعض مطالب روسيا، في سبيل إحياء الاتفاق الذي سمح بشحن الحبوب الأوكرانية، وخفف من أسعار المواد الغذائية في العالم.
قال أشخاص مطلعون على المحادثات إن أردوغان، الذي ساعد في التوسط في مبادرة حبوب البحر الأسود عام 2022، يبذل جهوداً كبيرة في اجتماعات مغلقة مع القادة خلال قمة مجموعة العشرين في نيودلهي نهاية هذا الأسبوع.
وفي حين أنه من غير المرجح أن تؤثر جهود تركيا على حلفاء أوكرانيا في الولايات المتحدة وأوروبا، فإن احتضان أردوغان لمطالب روسيا يسلط الضوء على التحديات التي يواجهها في محاولة الموازنة بين الأطراف، في أعقاب غزو موسكو لأوكرانيا.
وتحرص تركيا على استعادة الشحنات بموجب الاتفاق الذي تدعمه الأمم المتحدة، والذي انسحبت منه موسكو في يوليو، لكن أردوغان فشل في إقناع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بالانضمام مرة أخرى إلى الاتفاق في محادثات سوتشي بروسيا يوم الإثنين.
مطالب تركيا
تطلب تركيا من زعماء العالم تسهيل تأمين صادرات المواد الغذائية والأسمدة الروسية من قبل شركة “لويدز” في لندن، وإعادة ربط موسكو بنظام “سويفت” للمدفوعات الدولية، وفقاً لثلاثة مسؤولين أتراك مطلعين على المناقشات طلبوا عدم ذكر أسمائهم، نظراً لتطرقهم إلى هذا الأمر الحساس.
ومن المتوقع أن يحض أعضاء “مجموعة العشرين” على “التسليم الفوري ومن دون عوائق للحبوب والمواد الغذائية والأسمدة والمدخلات من الاتحاد الروسي وأوكرانيا”، وفقاً لأشخاص مطلعين على المناقشات. كما سيؤكدون أن الاتفاق مهم لتلبية الطلب في البلدان النامية، وخاصة في أفريقيا، وأن يدعوا إلى إنهاء “التدمير العسكري” أو الهجمات الأخرى على البنية التحتية ذات الصلة.
ترفض الولايات المتحدة وحلفاؤها مزاعم روسيا بأن القيود والعقوبات تقيّد صادرات موسكو الزراعية، وقد قاومت حتى الآن الدعوات لتخفيفها.
رفض مقترحات أممية
وقال عدة دبلوماسيين أوروبيين إن روسيا رفضت حتى الآن حلاً وسطاً اقترحته الأمم المتحدة يقضي بإنشاء فرع لـ”روسيلخوز بنك” الزراعي الحكومي الخاضع للعقوبات، والسماح له بالدخول إلى نظام “سويفت”. وقالوا إن تركيا تذكّر بشكل متكرر بوضع محادثات الحبوب خلال الاجتماعات. وأضاف مسؤول هندي أن أنقرة تحاول إيجاد توافق، في محاولة لإحياء الاتفاق.
ساهم عدم اليقين بشأن مستقبل الإمدادات من أحد أكبر مصدري الحبوب في العالم وكذلك تصاعد الأعمال العدائية في البحر الأسود وفي محيطه، في أسابيع من التقلبات في أسعار القمح العالمية.
وقال المسؤولون الأتراك إن تركيا أبلغت نظراءها أن السبيل لإحياء الاتفاق هو “تخفيف بعض العقوبات” التي تدعي موسكو أنها تمنعها من استيراد المعدات الزراعية مثل الجرارات أو قطع الغيار.
من جهته، قال رئيس المجلس الأوروبي شارل ميشيل في تصريحاته خلال الجلسة الافتتاحية للقمة: “ما زاد الطين بلة، تقدّم روسيا مليون طن من الحبوب للدول الأفريقية في محاكاة ساخرة للكرم”. وتابع: “يا له من استهزاء وازدراء للدول الأفريقية، عندما نعلم أن اتفاقية البحر الأسود، سلّمت حتى الآن أكثر من 30 مليون طن من الصادرات، معظمها إلى البلدان الأكثر ضعفاً”.
أشار دبلوماسيون أوروبيون إلى أن أوكرانيا أجرت محادثات مع رومانيا وبلغاريا بشأن طريق بحري بديل يمر من أوكرانيا عبر المياه الإقليمية الرومانية. ومع ذلك، من المحتمل أن يغطي هذا الطريق فقط بعض الاحتياجات.