حوادث
لايزال مسلسل الاعتداءات على اقسام الطوارئ بالمنستشفيات مستمراً ونالت مستشفى المنيرة العام نصيبها فى حادث الاعتداء الذى وقع عليها امس
كتب : احمد فتحى
لايزال مسلسل الاعتداءات على اقسام الطوارئ بالمنستشفيات مستمراً ونالت مستشفى المنيرة العام نصيبها فى حادث الاعتداء الذى وقع عليها امس لاول مما حدا بأن يتخذ د. محمد شوقى ابو ضيف "مدير المستشفى" قراراً بإغلاق قسم الطوارئ حتى إشعار اخر ولحين تأمين المستشفى جدياً .
كانت نقابة أطباء القاهرة قد تلقت معلومات تفيد بحدوث اعتداء على قسم الطواريء بمستشفى المنيرة العام فجر يوم الخميس ، بواسطة مجموعة من البلطجية ، مما أدى لإتلاف محتويات القسم واصابة د. محمود سعيد "مدير الاستقبال" واحد افراد الامن ورئيسة التمريض .
وأكد د. إيهاب الطاهر "أمين صندوق النقابة" انه التقى أمس بمدير المستشفى وبعض الأطباء للاطمئنان عليهم ، مشيراً لمساندة النقابة لموقف الاطباء ولمطالبهم بضرورة تأمينهم ، حتى يستطيعوا معاودة تقديم الخدمة للمرضى .
ويروى د. محمود شوقى ابو ضيف تفاصيل الاعتداء "المروع" قائلاً : فى تمام الساعة الثانية من صباح يوم الخميس ، واثناء تناول اطباء المستشفى لوجبة السحور ، استقبل قسم الطوارئ 4 اشخاص بدعوى اصابة احدهم بمغص كلوى ، وما ان بدأت رئيسة التمريض فى استقبال الحالة ، حتى فوجئت بالتعدى العنيف عليها بالايدى والاقدام ، وهنا استغاثت بأحد افراد الأمن الداخلى للمستشفى ، والذى عاجله المعتدون بالضرب باستخدام سلاح ابيض ، مما اسفرعن إصابته بجرح قطعى فى القدم استلزم "اربعة عرز" ، وهنا وصل مدير الاستقبال د. محمود سعيد ، والذى نال نصيبه من الهجوم "الهمجى" ، حينما حاول احدهم اصابته فى رقيته باستخدام سلاح ابيض "مطواه" ، ولكن الله سلم وطاشت الضربة ليصاب فى يده بجرح قطعى "5 غرز" ، ثم بدأت مرحلة التعدى على قسم الاستقبال بتحطيم الزجاج والمعدات ، ثم طوروا من هجومهم باستخدام زجاجات المولوتوف الحارقة ، والتى تبين انهم اعدوها سلفاً قبل تنفيذ الهجوم على المستشفى باستخدام سيارة "كيا سيراتوا" ، وكل هذا حدث دون وجود اى سبب منطقى او أى مشكلة تتعلق بالعمل الطبى ، وفى ظل الإختفاء التام لأفراد الشرطة العسكرية المنوط بهم حماية المستشفى .
وتابع د. ابو ضيف سرده لوقائع الاعتداء قائلاً : حاولنا الاستنجاد بقسم شرطة السيدة زينب "الذى تقع فى نطاقة المستشفى" ولكن الضابط "النوبتجى" رفض الحضور الى المستشفى متعللاً بأن ذلك لا يعدو ان يكون "مشاجرة" ، بالرغم من توضيحى له انه لا يوجد اى سبب للهجوم ، وان هذا الاعتداء يحدث فى إطار مسلسل الاعتداءات "الممنهجة" على المستشفيات ، الا انه اصر على موقفه بعدم الحضور او ارسال اى قوات للمستشفى لايقاف الهجوم وردع المعتدين ، كان ذلك فى تمام الساعة الثانية والربع صباحا ، مما جعلنى اقوم بالاتصال بالمقدم خالد الشاذلى "مأمور القسم" والذى استجاب وارسل قوة من القسم ، والتى ما ان وصلت حتى هرب جميع المعتدين وخلفوا ورائهم السيارة التى استخدموها فى الهجوم ، والتى تبين انها كانت محملة بقنابل المولوتوف ، وقام رجال الشرطة بالتحفظ على السيارة .
وأكد مدير المستشفى انه امر الاطباء على الفور باغلاق قسم الطواريء بالمستشفى لحين أن يتم التأمين الفعال له ولكامل الطاقم الطبى ، وحتى يتم القبض على مرتكبى الحادث ، إلا ان الامر تغير بعد تدخل مساعد وزير الداخلية الذى ارسل قوة كبيرة لحماية المستشفى وتأمينها وطالبنا باستئناف تقديم الخدمة مرة اخرى مع وعد بعدم تكرار هذا التقصير الامنى مرة اخرى .
وعبر "ابو ضيف" عن اندهاشه الشديد من عدم تدخل وزارة الداخلية ، إلا بعد ان اذيعت حلقة من برنامج "العاشرة مساءاً" مع المذيعة منى الشاذلى ، كان هو احد ضيوفها بحضور د. منى الشاذلى "عضوة حركة اطباء بلا حقوق" ، والتى طالب خلالها بضرورة قيام الداخلية بالمهام الموكلة اليها ، وتأمين المستشفيات التى تعددت حوادث الاعتدا عليها مؤخراً "القاهرة الجديدة،الساحل،شبرا العام،القصر العينى،واخيراً المنيرة" ، خلال مدة لا تتجاوز العشرة ايام ، مما يثير العديد من علامات الاستفهام ، خاصة ان هذه الحوادث تكررت على المستشفيات الحكومية بشكل "مريب وممنهج" فى الفترة الاخيرة ، فى حين لا تتعرض نظيرتها "الخاصة والاستثمارية" لمثل هذه الحوادث ، مشيراً الى ان هذه الحوادث تقف ورائها بعض الاطراف التى لاتريد استقراراً للبلاد ، من خلال ضرب الخدمة الصحية "المجانية" الموجهه بالاساس للبسطاء ، مما قد يؤدى لثورة جديدة ، بعد ان توقفت اغلب المستشفيات عن تقديم خدماتها لهم .
من جانبه ، حذر د. محمود سعيد "مدير الاستقبال" وضحية الاعتداء ، خطورة الوضع والذى يزيد حدة حالة الغليان والاحتقان المستمرة فى الشارع المصرى ،جراء غياب الخدمات الاساسية انقطاع التيار التيار الكهربى والمياة ، رداءة رغيف الخبز ، غياب الخدمة الصحية " ، موضحاً ان هذا يهدد بنشوب ثورة جديدة ، ويؤدى لخلق حالة جديدة من عدم الاستقرار التى لازالت تعانى منها البلاد حتى الان .
بينما اقترح "ابو ضيف" عدة حلول للخروج من الازمة الحالية تتمثل فى تفعيل نقاط الشرطة الموجودة بالمستشفيات بالعدد الكافى من الافراد "المسلحين" ، مع التعاقد مع شركات "امن خاصة" قوية ، تتولى وزارة الداخلية تمويلها ، ورفع سعر الخدمة المقدمة للجماهير بمقدار 1 جنية على سعر التذكرة ، تتولى الجهات المختصة تحصيلها ، على ان توجه لتمويل تأمين المستشفيات ، وتطوير الخدمة الصحية المقدمة للمواطنين ، فيما ابدى "ابو ضيف" اعتراضه على اقتراح تسليح الاطباء بـ "اسلحة شخصية" ، موضحاً ان هذا سيخلق حالة من الفوضى والعنف بين المواطنين ، كما سيزيد من اتساع هوه الفجوة بينهم .