الرأي

أشعرت بالسعادة فى الإنتخابات ؟ .. هل أشبعت وطنيتك بإصبعك المغموس فى الحبر الفسفورى ؟ لأول مرة إنتخاب ، هل

عزيزى المواطن،
تحية طيبة …
أشعرت بالسعادة فى الإنتخابات ؟ .. هل أشبعت وطنيتك بإصبعك المغموس فى الحبر الفسفورى ؟ لأول مرة إنتخاب ، هل شعرت بحقك السياسى؟ هل أحسست بقيمة صوتك؟ هل وجدت لوجودك فى الطابور معنى؟ أفهمت قيمة الإختيار؟
أتذكر شعارات الإنتخابات السابقة ؟ ذلك كان إحداهم " الراجل الحق، يقول الحق "، لكنه للأسف من إحدى أفلام بخيت و عديلة ، لأنه لم تكن لى خبرة فى الإنتخابات من قبل. إنها مرحلة جديدة ، لا تحتمل ترديد الشعارات دون فهمها ، أليس كذلك ؟ .. حسناً حاول أن تفهم سبب وقوفك فى ذلك الطابور. أنا قد فهمت معنى ذلك الشعار الأن ، لقد جعلنا المجلس العسكرى أبطال من ورق ! لقد منح كل منا إحساس البطولة ، و نحن لعبنا ذلك الدور جميعاً .. لقد جعل كل فرد منا فارس هذا الزمان الوحيد فى إعتقاده. أعطانا لمسات الخطورة و الأكشن فى فكرة النزول للتصويت حتى نتحمس أكثر و أكثر، و يقول كل منا " أنا مش هخاف ! " فى داخل عمق أعماقه. لكن للأسف دعنى أصدمك عزيزى المواطن ، أنت لم تصنع بطولتك المصطنعة من قِّبل الإعلام و العسكر. ماذا فعلت من أجل أن تحصل على حقك ؟ هل عبرت عن رأيك و دافعت عن حقك المسلوب ؟
أنت تدين لمن سالت دمائهم على الطرقات ، الطرقات التى قد ترغب فى تنظيف حذائك بعدما خطوت على أرصفتها ! أنت مدين لهؤلاء من سبوهم و عايروهم و قالوا عنهم كل كلمة شريرة و إتهامات شنيعة! .. أنت مدين لكل من ضحى بما لا يشترى ، لكل من ضحى بمستقبله ، لكل من ضحى بعيون الأمل ، لكل من ضحى بروحه. أنت مدين لشوية العيال بتوع الحرير ، أنت مدين لأبطال عن حق !
إن كنت مازلت لا تعتقد فى تلك الدماء بعد ، فأرجوك تمسك برأيك و أرجوك لتلازم بيتك ، فحق الإنتخاب لمن معه تصريح مستخرج من أسفلت التحرير و من إمضاء قتلى الحق ( إن كنت لا تريد أن تسميهم شهداء ).
أما إن كنت تعتقد فى بطولتك ، فتفكر قليلاً ما هو سبب تلك البطولة الورقية ؟! تفكر قليلاً ماذا فعلت من أجل الوقوف فى الطابور ؟ .. أرجوك ، أستفق من غيبوبتك الكريمة لقد جعلوك بطل زائف ، لن يستحمل قلبك منظر بلطجى ممن يروون عنهم فى أساطير التحرير ! .. لقد كان التصويت هو أحد حقوقك الشرعية ، فلا تعاملها كالهبة ! لقد كان من الطبيعى أن تقف فى الطابور على مدى 30 عام. أصنع بطولتك بيديك الفقيرة ، إغضب لأجل حقوقك المسلوبة.

و أخيراً سأقتبس جزءاً من النبوات الشعرية ، قد تثير حفيظتك على ما أصبحت عليه من زيف مصطنع !
اغضب
فإن العار يسكـُنـُنا
ويسرق من عيون الناس .. لون الفرح
يقتـُل في جوانحنا الحنين..
اُرفض زمان العهر
والمجد المدنس تحت أقدام الطغاة المعتدين

اغضب
فإنك إن ركعت اليوم
سوف تظل تركع بعد آلاف السنين

اغضب
فإن الناس حولك نائمون
وكاذبون
وعاهرون
ومنتشون بسكرة العجز المهين

اغضب
إذا صليت .. أو عانقت كعبتك الشريفة .. مثل كُل المؤمنين
اغضب
فإن الله لا يرضى الهوان لأمةٍ
كانت – وربُ الناسِ- خير العالمين
فالله لم يخلق شعوباً تستكين
( الشاعر النبى – فاروق جويدة )

إمضاء،
إحنا بتوع التحرير

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى