بعد الاعلان عن نتائج المرحلة الاولى من نتائج انتخابات مجلس الشعب ، وصعود قوى وأحزاب سياسية – الاسلاميون والليبراليون تحديدا-
بعد الاعلان عن نتائج المرحلة الاولى من نتائج انتخابات مجلس الشعب ، وصعود قوى وأحزاب سياسية – الاسلاميون والليبراليون تحديدا- واندثار أخرى ، بدأت حالة من الترقب تسيطر على الشارع المصري مما هو آت .. مستقبل يلفه الغموض ، تجربة جديدة تعيشها مصر.. فلأول مرة منذ عشرات السنين يختار المصريون بحق وبحرية من يمثلهم … ولكن السؤال هل حقا هل هذا الاختيار جاء في محله أم أن هامش الحرية المفاجيء الذي اعقب سقوط نظام مبارك أربك الشارع وجعله لا يدقق جيدا في اختياراته ؟؟؟ دعونا ندخل في صلب الموضوع ونتجاوز تلك النقطة ، نقطة الاختيار ، ونتحدث عن السيناريوهات المحتملة اذا ما بدا الاخوان يعاونهم السلفيون في تولي مقاليد الحكم بمصر …. سيناريوهات ثلاثة ، مع احتفاظ كل منها بظروفه الخاصة ، قد يلجأ الاخوان الى إحداها … أولها التجربة الايرانية وما تمثله من حكم رجال الدين والمعروفة باسمولاية الفقيه ، فمرشد الثورة هو المانح الأساسي لشرعية النظام الذي يتشكل من داخل مجموعة من الخيارات جميعها إسلامية .. فلا وجود لليبراليين ولا غيرهم حتى داخل المعارضة الايرانية وانما هم إسلاميون إصلاحيون … هذا النموذج سعى منذ الإطاحة بنظام الشاة عام تسعة وسبعين الى الانتشار في الدول المجاورة خصوصا تلك التي يوجد بها شيعة ، وهو ما كان سببا رئيسيا لقيام الحرب العراقية الايرانية ،، فهل يمكن تطبيقه في مصر .. وهل يمكن أن نجد قاهرة المعز طهران أخرى ؟؟؟ ام أن نموذج حماس في غزة هو الأقرب حيث تمثل الحركة امتدادا لجماعة الاخوان المسلمين بمصر … الا ان العزلة الدولية التي عاشها الفلسطينيون في القطاع قد يجعل من تكرار التجربة الحمساوية أمرا مستبعدا لأن تطبيقه قد يكون بمثابة انتحار سياسي للإخوان خصوصا بعد النصر الذي حققوه في الانتخابات … ويبقى النموذج الاسلامي الذي حقق نجاحا وأبهر العالم وهو النموذج التركي ، الذي قاده اثنان من تلامذة زعيم حزب الرفاة المنحل رئيس الوزراء الأسبق نجم الدين أربكان … فبعد أن تدخل الجيش التركي واطاح بحكومة أربكان المحافظة بحجة حماية العلمانية ، أسس رجب طيب اردوغان وعبد الله جول حزب العدالة والتنمية ليكون أقرب الى العلمانية منه الى الفكر الإسلامي ، فقد تعلما الدرس وعلما أن علمانية الدولة هي صمام الأمان والضامن لبقاء نظامهما الجديد ، ومنها انطلقا إلى تركيا الحديثة واهتما بالتنمية الاقتصاديةحتى أصبحت تركيا من أهم القوى الإقتصادية بالمنطقة .. هذا التوجه العلماني هو ما اعلن الإخوان رفضهم له أثناء زيارة أردوغان لمصر واستقباله من جانب الاخوان استقبال الابطال ،، بحجة أن مصر تختلف عن تركيا وأن مصر بلد محافظ بطبيعتها … الجمع بين المزايا كافة أمر صعب بل مستحيل ، فعلى الإخوان أن يحسموا أمرهم وأن يقرروا إلى أين سيتجهون بمصر ، وكيف سيتصرفون مع التيار السلفي والليبرالي ، ومع من سيتحالف الاخوان … مع خامنئي أم مشعل أم أردوغان ؟؟؟
