أخبار وتقارير

أعلنت الولايات المتحدة أنها علقت المحادثات مع روسيا حول الأزمة السورية، متهمة موسكو بـ”عدم الوفاء بتعهداتها” فيما يتعلق باتفاق وقف

كتب: حسام خليل  

أعلنت الولايات المتحدة أنها علقت المحادثات مع روسيا حول الأزمة السورية، متهمة موسكو بـ"عدم الوفاء بتعهداتها" فيما يتعلق باتفاق وقف إطلاق النار الذي انهار الشهر الماضي.

وحملت واشنطن موسكو والحكومة السورية مسؤولية زيادة الهجمات على المدنيين.

وقال المتحدث باسم الخارجية الأمريكية جون كيربي في بيان "الولايات المتحدة ستعلق مشاركتها في القنوات الثنائية التي فتحت مع روسيا للحفاظ على اتفاق وقف الأعمال القتالية."

وقال مسؤول كبير بوزارة الخارجية الأمريكية إن وزير الخارجية الأمريكي جون كيري تحدث آخر مرة مع نظيره الروسي سيرجي لافروف يوم السبت بعد أن هدد كيري الأسبوع الماضي بالانسحاب من المحادثات.

وفي موسكو قالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية ماريا زاخاروفا لوكالات أنباء روسية إن الولايات المتحدة تحاول إلقاء اللوم على روسيا التي حاولت في الأيام الأخيرة دعم الاتفاق.

لكن القوات الحكومية السورية بدعم من جماعات مدعومة من إيران والسلاح الجوي الروسي كثفت منذ الأسبوع الماضي هجومها على المنطقة التي يسيطر عليها مقاتلو فصائل المعارضة المسلحة في حلب وقصفت مستشفيات وإمدادات المياه.

وقالت وحدات حماية الشعب الكردية والمرصد السوري لحقوق الإنسان إن 20 شخصا على الأقل لاقوا حتفهم عندما وقع انفجار داخل قاعة أفراح كردية في مدينة الحسكة بشمال شرق سوريا. في حين قالت وسائل الإعلام الرسمية إن عدد القتلى ارتفع إلى 30 على الأقل.

وقال مسؤول مخابراتي أمريكي إن حملة القصف "واحدة من الحملات الأكثر دموية" منذ اندلاع الحرب الأهلية في 2011.

وأضاف "استخدمت هذه الضربات الجوية التي تركز أغلبها على حلب مجموعة واسعة من الذخائر الفتاكة بما في ذلك البراميل المتفجرة والقنابل الحرارية والذخائر الحارقة والقنابل العنقودية والقنابل الخارقة للحصون."

ومن المحتمل أن يؤدي إنهاء المحادثات إلى تفكير أمريكي أكبر في الخيارات العسكرية مثل تقديم أسلحة أكثر تعقيدا ودعم لوجستي وتدريب للفصائل السورية المسلحة بشكل مباشر أو عبر دول الخليج العربية أو تركيا.

لكن السرعة التي انهار بها اتفاق وقف إطلاق النار بعد قصف قافلة مساعدات تابعة للأمم المتحدة في سوريا أخذت فيما يبدو بعض المسؤولين في إدارة الرئيس الأمريكي باراك أوباما على حين غرة دون خطة واضحة بشأن طريق فوري للمضي قدما.


وأوباما ليس على استعداد للمشاركة بشكل أكبر في حرب ثالثة بالعالم الإسلامي وقال مسؤولون أمريكيون إنه من غير المرجح أن يفعل ذلك في ظل بقاء أقل من أربعة أشهر على نهاية ولايته.

وقبل إعلان يوم الاثنين مباشرة علق الرئيس الروسي فلاديمير بوتين اتفاقا مع الولايات المتحدة بشأن التخلص من البلوتونيوم الصالح لصنع أسلحة في مؤشر على أنه على استعداد لاستخدام نزع السلاح النووي كورقة مساومة جديدة في خلافاته مع الولايات المتحدة بشأن أوكرانيا وسوريا.

ورفض مسؤول كبير في وزارة الخارجية الأمريكية الربط بين تعليق المحادثات بشأن سوريا وإعلان بوتين.

ووسط توترات متزايدة أعلنت وزارة الخارجية أن أكبر دبلوماسي أمريكي للشؤون الأوروبية بما في ذلك الشأن الروسي سيتوجه إلى موسكو في وقت لاحق هذا الأسبوع لإجراء محادثات مع كبار المسؤولين الروس بشأن ضم روسيا لمنطقة شبه جزيرة القرم في أوكرانيا عام 2014. وفرضت الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي عقوبات على موسكو بسبب تحركاتها في القرم.

وقال كيربي إن الولايات المتحدة ستستمر على تواصل مع الجيش الروسي لتجنب المواجهات العسكرية العرضية فوق سوريا.

لكنه أشار إلى أن الولايات المتحدة ستسحب كل الطواقم التي أرسلتها للتحضير للتعاون العسكري مع روسيا بموجب اتفاقية الهدنة.

وقال كيربي "للأسف لم تلتزم روسيا بتعهداتها… وكانت إما غير راغبة أو غير قادرة على ضمان التزام النظام السوري بالترتيبات التي وافقت عليها موسكو."

وقال مبعوث الأمم المتحدة إلى سوريا ستافان دي ميستورا إنه "يأسف بشدة" لإعلان الولايات المتحدة لكنه تعهد "بالدفع بقوة باتجاه حل سياسي" لإنهاء الحرب.

ويأتي نبأ تعليق المحادثات في الوقت الذي قال فيها دبلوماسيون إن مجلس الأمن الدولي سيبدأ يوم الاثنين بحث مسودة قانون يحث الولايات المتحدة وروسيا على ضمان تطبيق هدنة فورية في حلب.

وقال سفير الصين لدى الأمم المتحدة ليو جيه يي إن الوقت قد حان لمزيد من التعاون لكن السفير البريطاني لدى الأمم المتحدة ماثيو ريكروفت قال إنه لم يفاجأ من تصرف واشنطن.

وقال السفير الروسي لدى الأمم المتحدة فيتالي تشوركين للصحفيين إن روسيا تريد تجنب "كارثة إنسانية" وتختار أهدافها بعناية.

وأضاف تشوركين "سمح للوضع بالتحول إلى هذه الفوضى الفظيعة ونحاول إيجاد سبيل للخروج منه ونحاول التأكد من أن الأعلام السوداء لن ترفع فوق دمشق" في إشارة إلى أعلام تنظيم الدولة الإسلامية.

وتتعرض حلب، أكبر المدن السورية، لقصف جوي مكثف منذ أسبوعين بعد انتهاء وقف إطلاق النار في 19 سبتمبر الماضي.
وقُصف مستشفى الطواريء الرئيسي في أحياء حلب الشرقية، التي تسيطر عليها المعارضة السورية، للمرة الثالثة في أسبوع واحد، وفقا لناشطين.
وقُتل المئات، بينهم أطفال، منذ بدء هجوم القوات الحكومية بهدف استعادة السيطرة عليها كامل حلب بعد هدنة استمرت نحو أسبوع.
ولا يزال 250 ألف شخص يعانون تحت وطأة الحصار شرقي مدينة حلب.

وتقول الأمم المتحدة إن الحال في شرق حلب الذي تسيطر عليه المعارضة السورية مقلق جداً، إذ هناك مشفى واحد يعمل الآن هناك فقط، وأضافت أن الامدادات الصحية على وشك أن تنتهي. 

وكان من المقرر أن يجتمع مسؤولون أمريكيون وروس في جنيف في محاولة للتنسيق من أجل شن ضربات جوية مشتركة على الجماعات المتشددة، لكن الولايات المتحدة سحبت مسؤوليها.
 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى