بنوك
تقرير: التطورات في اليونان تواصل توجيه الأسواق

قال بنك الكويت الوطني: "استمرت التطورات في أزمة الدين اليونانية باحتلال مركز الصدارة الأسبوع الماضي، فقد أدى ارتفاع منسوب عدم اليقين إلى العزوف عن ركوب المخاطر في الأسواق في بداية الأسبوع؛ وبالتالي الاتجاه إلى العملات الآمنة مثل الفرنك السويسري والين الياباني".
وأضاف البنك في تقرير – تلقت "مباشر" نسخة منه – "دعا رئيس الوزراء اليوناني ألكسيس تسيبراس إلى استفتاء يوم الأحد الواقع في 5 يوليو لتقرير ما إذا كان سيقبل المطالب المقترحة من الدائنين الدوليين لليونان. وقد دفع ذلك البنك المركزي الأوروبي لتجميد مساعدات السيولة الطارئة للبنوك اليونانية، دافعاً اليونان إلى إغلاق بنوكه في الوقت الحالي وفرض قيود على الائتمان تحد من السحوبات النقدية إلى 60 يورو يوميا، وذلك لتجنب سقوط محتمل للنظام البنكي مع تسارع المودعين إلى سحب أموالهم".
وأشار التقرير إلى، أنه منذ ذلك الحين، رفض وزراء مالية منطقة اليورو طلب الحكومة اليونانية بتمديد برنامج الإنقاذ إلى ما بعد الاستفتاء، الأمر الذي رفع مستوى عدم اليقين. وبالنتيجة، سيصوّت الشعب اليوناني على الأرجح مع أو ضد عرض إنقاذ قد انتهت مدته. وسينظر إلى الاستفتاء أيضاً بشكل غير مباشر على أن الشعب اليوناني يصوت مع أو ضد الحكومة اليونانية الحالية واستمرار عضوية اليونان في منطقة اليورو.
وإضافة إلى ذلك، استمر ارتفاع منسوب التوتر مع تأكيد صندوق النقد الدولي أن اليونان قد فشل في سداد دفعة 1.6 بليون يورو مستحقة له. وأكدت رسالة إلكترونية من صندوق النقد الدولي أن اليونان متخلف الآن في التسديد، الأمر الذي يجعل اليونان أول دولة متقدمة تتخلف عن سداد دفعة لصندوق النقد الدولي.
ومن ناحية الصرف الأجنبي، قال التقرير، "بقي الدولار الأمريكي مرتفعاً مقابل كافة العملات الرئيسة، إذ إن القلق بشأن اليونان خفف من الإقبال على المخاطر، ليرتفع بذلك الطلب على الدولار كعملة آمنة. وبدأ الدولار الأسبوع عند مستوى 96.19، لينخفض بعدها إلى 94.85 مع تخوف المستثمرين من أن التطورات في اليونان ستدفع مجلس الاحتياط الفدرالي للنظر في تأجيل رفع أسعار الفائدة".
ثم استعاد الدولار بعض خسائره مع عودة المستثمرين إلى الدولار، وذلك مع ازدياد حدة الأزمة في اليونان. وخسر الدولار بعضاً من زخمه مع صدور بيانات سوق العمل التي أظهرت أن الاقتصاد الأمريكي قد أضاف عدداً أقل من المتوقع من الوظائف في الشهر الماضي، الأمر الذي خفض التوقعات بشأن رفع أسعار الفائدة. وأغلق الدولار الأسبوع عند مستوى 96.11.
وكان التداول باليورو متقلباً في الأسبوع الماضي بسبب ازدياد التوترات بين اليونان ودائنيه. فقد بدأ اليورو الأسبوع عند مستوى 1.0953، أي أقل بمقدار 200 نقطة عن إغلاقه السابق. ثم استعاد اليورو بعض خسائره وبلغ أعلى مستوى له عند 1.1278 مع تعامل السوق مع التطورات في اليونان على أن لها تأثيراً سلبياً على النمو العالمي، ما أدى إلى تخوف المستثمرين من أن التطورات في اليونان قد تدفع مجلس الاحتياط الفدرالي إلى تأجيل رفع أسعار الفائدة.
ودفعت هذه المخاوف فروقات أسعار الفائدة لصالح اليورو مقابل الدولار. ولم يدم ارتفاع اليورو، إذ إنه تراجع إلى مستويات 1.10 مع استمرار الأنباء السلبية من اليونان في تشجيع تداول بعيد عن المخاطرة. وارتفع اليورو بحدة في نهاية الأسبوع بعد رسالة رئيس الوزراء اليوناني ألكسيس تسيبراس إلى الدائنين التي تحتوي على المزيد من التنازلات، ولكن اليورو عكس مساره سريعاً بعد رفض مجموعة اليورو إجراء المزيد من المحادثات حتى ما بعد استفتاء الخامس من يوليو. وفي تلك الأثناء، استمر تسيبراس في الحث على التصويت بعدم القبول، ما أجج الارتباك في الأسواق. وأغلق اليورو الأسبوع عند مستوى 1.1114.
وبدأ الجنيه الإسترليني الأسبوع قوياً مقابل الدولار ليصل إلى أعلى مستوى له عند 1.5787.ولكن سلسلة من البيانات الاقتصادية المتضاربة، إلى جانب المخاوف بشأن اليونان، دفعت الجنيه إلى أدنى مستوى له عند 1.5560 في منتصف الأسبوع. وتم التداول بالجنيه في نطاق ضيق قريب من الحد الأدنى قبل أن يرتفع قليلاً وسط بيانات أظهرت أن قطاع الخدمات البريطاني قد نما بوتيرة أسرع من المتوقع في يونيو. وأغلق الجنيه الأسبوع عند مستوى 1.5570.
وارتفع الين الياباني بشكل قوي في بداية الأسبوع مع لجوء الأسواق إلى ملاذات آمنة وسط الأنباء الآتية من اليونان. وبدأ الين الأسبوع عند مستوى 122.53، ثم ارتفع مقابل الدولار إلى أدنى مستوى له عند 121.92 مع تخلف اليونان عن تسديد دفعة من ديونه لصندوق النقد الدولي. وفي تلك الأثناء تراجع الين تدريجياً في نهاية الأسبوع بسبب البيانات الإيجابية الأمريكية، ليصل إلى أعلى مستوى له عند 123.72. وساعدت البيانات الإيجابية اليابانية إضافة إلى البيانات المخيبة للآمال لسوق العمل على استعادة الين لبعض من خسائره في نهاية الأسبوع.
كما ارتفع الفرنك السويسري كذلك في بداية الأسبوع مع دفع المخاوف حيال الأزمة المتفاقمة في اليونان المستثمرين إلى ملاجئ آمنة. وفي الوقت ذاته، كان ارتفاع الفرنك محدوداً، إذ قال البنك الوطني السويسري إنه تدخل في الأسواق ليضعف الفرنك. وبدأ الفرنك الأسبوع عند مستوى 0.9389 وارتفع بشكل قوي ليصل إلى 0.9241، ليتراجع بعدها مقابل الدولار بسبب تدخل البنك الوطني السويسري. وإضافة لذلك، أدت البيانات الإيجابية الأمريكية إلى رفع الدولار مقابل الفرنك السويسري. وانخفض الدولار مقابل الفرنك بعد بلوغه أعلى مستوى له عند 0.9506، حيث إن النتائج المخيبة للآمال للرواتب غير الزراعية دفعت الدولار مقابل الفرنك للإغلاق عند مستوى 0.9404.
ازدياد ثقة المستهلك في يونيو
وقال التقرير، "ازدادت ثقة المستهلك الأمريكي بشكل قوي في يونيو، مع تفاؤل قطاع العائلات بشأن سوق العمل، ليدعم ذلك الآراء بأن الاقتصاد عاد قوياً بعد اهتزازه في بداية السنة. فقد ارتفع مؤشر مجلس المؤتمر لثقة المستهلك من 94.6 في مايو إلى 101.4 في يونيو، متجاوزاً توقعات السوق البالغة 97.




